فهد الحربي
تتبع مستشفى رابغ العام ما يزيد على عشرة مراكز صحية موزعة على مراكز وقرى محافظة رابغ تخدم ما يقارب 60 ألف نسمة وبين عشية وضحاها يصدر قرار بانتهاء عمل المراكز تلك وإغلاقها بعد نهاية الدوام الساعة الثالثة مساء، بدون مراعاة لسكان تلك القرى والمراكز التي غالبها يبعد عن مستشفى رابغ 90 كيلو متر مثل مركز حجر الذي يسكنه ما يقارب 20 ألف نسمة ومركز الأبواء الذي يبعد 70 كيلو متر ويسكنه ما يقارب 10 الإف نسمة وكذلك الحال لمركز كلية وصعبر إذا ما قلنا إن مركز مستورة والنويبع ومغينية أقرب نوعاً ما إلى مستشفى رابغ.
السؤال الذي لابد وأن يسأله كل مواطن يسكن تلك المراكز هو أين يذهب بمريضه إذا كان لا يوجد طبيب بعد نهاية الدوام ولا توجد سيارة إسعاف تنقل المريض خاصة في الحالات الحرجة مثل الأمراض المفاجئة من جلطات وغيرها حمانا الله والمسلمين جميعاً وكذلك حوادث الطرق والتي فيها المريض بحاجة كل ثانية تمر لإنقاذ حياته..
من يتحمل سلامة وصحة هؤلاء المرضى الذين تم إغلاق المراكز الصحية في وجوههم وتركهم إلى مصيرهم المحتوم للذهاب لأقرب مستشفى يبعد عنهم ساعة من الزمن.
منذ تأسيس هذه الدولة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز إلى عصرنا هذا في ظل حكومة سيدي الملك سلمان حفظه الله وهي تضع صحة المواطن وسلامته في أولوية اهتماماتها أيّاً كان موقعه ومهما كانت مكانته ولا تفرق أبداً بين مواطن يسكن القرى والهجر وآخر يسكن المدن وحرص دولتنا رعاها الله على صحة مواطنيها يشهد له القاصي والداني.
ولكن للأسف أن هناك من المسئولين من يصب جل اهتمامه على سكان المدن والمحافظات الكبيرة وهم الذين لديهم خيارات متعددة وكثيره للعلاج لوجود المستشفيات الكبيرة سواء كانت حكومية أو تجارية غير وجود المستوصفات والعيادات الخاصة بينما سكان المراكز والقرى والهجر ليس لهم بعد الله إلا تلك المراكز الصحية التي تنشئها الدولة رعاها الله وهم راضين بذلك مع سوء خدمات بعضها وضعف تأهيل أطباء بعضها ومع ذلك يتم إغلاقها بنهاية الدوام.
بطبيعة الحال الشؤون الصحية بجده هي المرجع لتلك المراكز الصحية وهي التي بيدها القرار والصلاحية وتمتلك حلول كثيرة لإنهاء تلك المعاناة وليست بحاجة لمقترحات يطرحها كاتب مثلي لكن من باب أن نقدم شيئاً لهم لعل وعسى أن يجد منهم قبول.
ولو تم تخصيص أربعة مراكز صحية تعمل 24 ساعة من العشرة مراكز مثلاً كأن يكون مركز صحي شرق المحافظة يكون أحد مراكز حجر الثلاثة ومركز صحي بشمال المحافظة كمركز صحي الأبواء مثلاً ومركز صحي جنوب المحافظة كمركز صحي كلية مثلاً والمركز الرابع داخل مدينة رابغ ليخفف الضغط عن طوارئ المستشفى العام.
هذا الحل ربما يرضي المواطنين ويخفف عليهم نوعاً ما إذا لم تستطيع الشؤون الصحية فتح جميع المراكز أو تحويل عملها على فترتين صباحية ومسائية.
مع يقيني أن المشكلة ليس في وجود المقترحات والحلول بقدر ما هي في وجود الإحساس بالمسئولية والشعور بمعاناة المواطنين وإلا ماذا نفسر وجود مراكز صحية بجده تعمل 24 ساعة !
تخيل بجده مراكز صحية تعمل 24 ساعة وجده المدينة التي لا يخلو منها شارع من وجود مستوصف أو مستشفى أو عيادة خاصة تعمل 24 ساعة، بينما القرى والمراكز والهجر التي لا يوجد بها حتى صيدلية تغلق فيها المراكز الصحية بنهاية الدوام.
لك أن تتخيل هذا ومع ذلك سكان هذه القرى والهجر ما زالوا صامدين ويعالجون مرضاهم إلى أن تفتح المراكز الصحية أبوابها صباحاً.
مما لا شك فيه والجميع على يقين أن هذا القرار لن يطول أبداً لا لشيء إلا لثقة المواطن بحرص حكومته على صحته وهذا ما يجعلهم جميعاً متفائلين.
ونسأل الله أن يحفظ الجميع ويقيهم من كل سوء بعد نهاية الدوام.
التعليقات 2
2 pings
عبدالرحمن منشي
08/01/2022 في 12:43 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، جزأ الله خير كاتبنا الأستاذ فهد،، وما ذكره في مقاله أبداً لايرضي المسؤولين ولا يواكب الرؤية،، فهذه القرارات العشوائية المتضرر منها المواطن والمواطن صاحب عاطاء مستمر ولايستحق هذا الإهمال فصحة المواطن هي سلامة بيئية،، فأرجو من المسؤولين النظر لهذا الموضوع بنظرة جادة وحكومتنا الرشيدة مهتمه ولله الحمد بالصحة وما الجائحة إلا خير دليل على الاهتمام،، ودمتم بصحة وسلامة.
بدر الزبالي
08/01/2022 في 4:40 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير اخ فهد يعلم الله انك نقلت معانات تلك القرى التي كانت تحلم بانشاء مستشفيات صارت تحلم بمركز يخدمهم ٢٤ ساعه للاسف