غاليه نعمة الله
روسيا و اوكرانيا
أمريكا تحشد أربعين دولة حليفة لتشكيل تحالف عالمي لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا بالمال والسلاح .
روسيا ترد فوراً بتنفيذ قرار وقف ضخ الغاز للدول غير الصديقة ما لم تدفع بالروبل الروسي .
بل ويهدد وزير خارجية روسيا كل من تسول له نفسه مواجهة روسيا بأن الرد الروسي سيكون سريعاً وساحقاً .
قادة ومحللو وخبراء أوربا وأمريكا يقرون صراحة أو ضمناً بصعوبة هزيمة روسيا وأن روسيا ستنجح في تقسيم أوكرانيا .
وروسيا تؤكد أن العقوبات الأمريكية والأوربية غير المسبوقة في تاريخ الكوكب قد فشلت تماماً .
أمريكا تقول أن هدفها بعيد المدي هو تدمير قدرات روسيا العسكرية والاقتصادية .
وروسيا تقول أن عصر الإمبراطورية الأمريكية قد أفَل ووَلَّي . وتبلغ سكرتير عام الأمم المتحدة بأن عليه البدء في تأهيل وتهيئة مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخري التي تدور في فلكها لبداية النظام العالمي الجديد القائم علي احترام كل الدول وعدم انفراد أمريكا بإدارة شئون العالم لمصلحتها .
أيهما نصدق أو ندعم ؟
وهل ما يمارسانه ويقولانه هو مجرد تهيئة للمسرح للمفاوضات وبلورة صفقة تحفظ مصالح الطرفين بدرجة أو بأخري ،
أم أن روسيا قد رسمت بالفعل الخط الفاصل بين أوكرانيا الشرقية وأوكرانيا الغربية ، وأن الإتحاد الروسي أو الدب الروسي بدأ في استرداد بعض ما فقده من وزن ؟
وأن الناتو خسر معركة ضم أوكرانيا وضرب خاصرة روسيا ؟
أم أننا نسير دون إرادة وربما دون وعي نحو مصيرنا النووي المحتوم ، والذي جدد وزير الخارجية الروسي قوله أنه خيار جدي ووارد ؟
الحقيقة الوحيدة التي تبدو مؤكدة أمامي الآن هي أن عالم ما قبل غزو أوكرانيا سيختلف تماما عن عالم ما بعد الغزو . وأن هذا الاختلاف سيكون في الغالب في غير صالح المعسكر الأمريكي .
وأننا كعرب وكمنطقة سنصطلي بنيران هذه الحرب العالمية أكثر كثيرا من استفادتنا من بعض تداعياتها التي قد تبدو للبعض إيجابية بدرجة ما.
وفي كل الأحوال فلا نملك واقعيا سوي محاولة استيعاب التداعيات السلبية الضخمة لهذه المواجهة العالمية علي أمننا واقتصادنا ومستقبل كل دول منطقتنا الذي سيحدده بدرجة كبيرة مدي قربنا أو بعدنا من المعسكرين.