الكاتبة : غاليه نعمة الله
استؤنفت بالقاهرة امس مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان ، وذلك بعد اتفاق الرئيس عبدالفتاح السيسي و رئيس وزراء إثيوبيا علي ذلك خلال زيارة الأخير لمصر في منتصف يوليو الماضي .
أوشكت إثيوبيا علي الانتهاء من مرحلة الملء الرابع لبحيرة السد دون اتفاق مسبق مع دولتي المصب مصر والسودان .
في الوقت الذي تتواتر فيه الأنباء عن جهود وساطة إماراتيه للتوصل إلي اتفاق بين الدول الثلاث .
كان لافتاً تصريح رئيس الوفد الإثيوبي عقب وصوله إلي القاهرة بأنه يأمل في الوصول إلي نتيجة ودية للمفاوضات مؤكدا علي أنه لا تراجع عن حقوقنا علي حد قوله .
أتفهم أن مثل هذه التصريحات تعد ممارسات معتادة قبيل وأثناء المفاوضات وأنها من قبيل ومتطلبات عملية التفاوض وما تشهده من مناورات ومن شد وجذب .
ولكن التاريخ الأسود للمفاوض الأثيوبي يدفعنا لأخذ هذه التصريحات علي محمل الجد .
أتمني بالقطع أن نصل لحل توافقي سلمي للأزمة.. وأتمني أيضاً وادعو بالصبر والتوفيق لفريق التفاوض المصري وكذا السوداني .
ولكن معطيات المشهد الراهن لا تدعوني لرفع سقف التوقعات .. فالمفاوضات لن تحدث اختراقاً ملموساً في الموضوعات الخلافية ما لم تكن هناك إرادة عليا في الدول الثلاث خاصة إثيوبيا للتوصل إلى حل توافقي .
أكرر للمرة الألف أن المشكلة ليست في سنوات ملء بحيرة السد ولا حتي التنسيق المشترك في إدارته وتشغيله فهذه مسائل فنية يسهل للفنيين الوصول لتفاهم بشأنها إذا توفرت الأرادة السياسية .
المشكلة الحقيقية هي رفض إثيوبيا توقيع ورقة تتضمن حقوق مصر والسودان في مياه النيل الأزرق وكذا غل يد إثيوبيا عن التصرف المنفرد في بناء السدود وتشغيلها .
مازلت أري أيضا أن استمرار الوضع الراهن بكل مخاطره ومساوئه أفضل كثيراً من توقيع اتفاق تحت إلحاح عوامل وضغوط قد لا يتسع المجال للخوض فيها الآن لا يلبي الحد الأدني من حقوقنا .
فاليوم بكل أزماته واختناقاته الداخلية والإقتصادية وتوازناته السياسية والإقليمية علينا .. ولكن مشهد الغد بتوازناته الأخري وظروفه السياسية والإقتصادية المغايرة لما نحن فيه الآن قد يكون لنا .!