الكاتب : سلطان السميري
تعد العلاقات الاجتماعية نواة التواصل الاجتماعي وأساس التقارب الروحي لأفراد المجتمع وهي منبع الألفة والمودة بينهم ، ذلك أن العلاقات الاجتماعية هي جوهر الترابط مع الفرد ومجتمعه وأسرته ومكمن حصول التآلف والمحبة بينهم ، وهي صنوان الوصل ومجتمع الإنسان مع ذويه وأصدقاءه ومحبيه ومن تربطه معهم صلة قوية وقرابة وثيقة ، لكن العلاقات الاجتماعية أصبحت في الآونة الأخيرة خاصة مع التطور التقني الهائل يشوبها شيء من الفتور والوأد الجزئي لها سواءً بقصد أم بغيره ، وأصبحت العلاقات الإنسان هامشية لا تؤدى إلا في المدلهمات أو الأمور التي ليس منها مفر درأً للعتب والملامة وهذا أدى إلى عزوف الناس عن معرفة أحوال بعضهم البعض ومن له حق عليهم ، فاتجه بعضعهم إلى التواصل النصي أو الصوتي بين ذويه ومحيط مجتمعه ، ولذلك أصبحنا نرى في وقتنا الحاضر انكماشًا في السؤال عن أحوال الأقارب ونأيًا غير مبرر ، وانشغالًا ليس له مسوغ ، وبعدًا إلى حد الاختفاء الممنهج، فالبحث عن حال المجتمع يحب أن يكون من منبعٍ ذاتي صرف ، ومبدأ إسلامي وأخلاقي بحت ، فهو الدافع الأول والرئيس لنموها وجعلها علاقة متينة راسخة يكسوها الإخاء ويعضدها التعاون ويزيدها حلةً وبهاءً صفاء النفس ورقة القلب والتكاتف الممزوج بروح الوحدة المجتمعية وتماسك اللُحمة الأخوية بين أطيافه ، فالمراقب اليوم لمشهد العلاقات الاحتماعية وما يراه من بعض صور التفكك بين الفرد وأقطاب مجتمعه المحيطين به ينتابه شيء من الأسى والألم لما شاهده وما سيشاهده قياسًا على الرؤية السابقة ، لذلك لا بد من تفعيل الوعي القائم على المعرفة بواجبات الفرد الأساسية تجاه من ينتمي إليهم بنسب أو سبب تحقيقًا لجودةِ حياة اجتماعية متناغمة متجانسة مع كافة الشرائح الاجتماعية والعمرية.
ومن هذا المنطلق نقول إنه يتوجب على المرء أن يكون لديه قاعدة في الاتصال مع الجماعات والأفراد وتنمية هذا الاتصال بطرق فنية وأساليب جمالية مختلفة تجعل منه محورًا مهمًا في أدبيات التواصل الاجتماعي لاسيما بين الأسرة والأقارب أو المجتمع المحلي والخارجي ، إضافة إلى كيفية إدارة العلاقات الاجتماعية من قبل الفرد وجعلها علاقات جذابة تؤدي وظيفتها وفق ما يقتضيه الحال في جميع حالاته وبشتى صوره وأشكاله ، فالعلاقات الاجتماعية تبنى بالمداومة والسؤال وتهدم بالبعد ، والإهمال فالمرء قد تأخذه حياته الشخصية في أغلب الأوقات وهذا أمر طبيعي ، لذلك عليه أن يقتطع جزءًا من وقته لتأدية بعض هذه العلاقات والقيام بدوره تجاه مجتمعه ويكون محورًا مهمًا فيها ، ويقوم بالتفاعل معها على أكمل وجه ، وجعلها مفعمة بالود والاحترام المتبادل ، ومن هذا الجانب يتحتم علينا السعي جاهدين إلى أنْ نأطر في نفوسنا ونفوس أجيالنا فنيات هذه الخصلة الحميدة،والميزة الجميلة ، والدعوة إلى إيجاد جو من التنافسية والإقدام نحو إقامةعلاقات متنوعة وجيدة تهتم بالتطور الاجتماعي والإنساني ، تسعى أن تكون فاعلة مؤثرة فيه ، لكي ينعم الجميع بعلاقات اجتماعية هانئة ومريحة على كافة الأصعدة والمستويات ويعم ويسود السلام الاجتماعي .