الكاتبة : غاليه نعمة الله
الممر أو المشروع الجديد الهند الشرق الأوسط أوربا هو ممر اقتصادي متكامل يشمل نقل البضائع والطاقة الجديدة أو الخضراء وبُنَي جديدة للاتصالات المتقدمة من كابلات فايبر وخلافه، وليس فقط خط سكك حديدية لنقل البضائع .
وبالتالي فإن تأكيد عدم تأثر قناة السويس به سلباً استناداً إلي مقارنات استيعاب السفن والحاويات والقطارات للبضائع هو تقدير متسرع وسابق لأوانه.
إذ لابد أن نبني تقديراتنا في قضايانا الاستراتيجية الكبري ومنها هذا المشروع علي العلم والدراسة المتأنية وعدم التحيز لفكر مسبق أو لعاطفة .
منافسة مشروعات وأفكار أخري لقناة السويس ظهرت منذ عشرات السنين وستبقي قائمة ، ولا بأس في ذلك .
ولكننا لن نأمن سلبياتها إلا إذا كنا جزءاً من هذه المنافسة من خلال التطوير وتنمية مفاهيم وأفكار جديدة ومبتكره.
وأحسب أن لدينا من الكفاءات داخل هيئة قناة السويس وخارجها ما يكفي لمواصلة عمليات التطوير في قناة السويس التي تتم بالفعل من حيث التوسعة وتعميق الغاطس وتحديث عمليات خدمة السفن بمختلف أحجامها وكذا تنمية وتطوير المناطق اللوجستية والخدمية والاقتصادية لقناة السويس .
الممر الجديد هو أيضاً مشروع سياسي بامتياز ليس فقط من حيث ارتباطه بسعي امريكا للجم طموحات الصين ومشروعها الحزام والطريق ولا توجهات روسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة بعد اندلاع حرب أوكرانيا.
ولكن أيضاً من حيث مشاركة إسرائيل فيه كلاعب أساسي في مشروع إقليمي دولي عملاق وذلك للمرة الأولي منذ قيامها عام ١٩٤٨ وقبل أن تحسم قضية العرب المركزية وقبل أن نتوصل كعرب إلي خطوط التقاء وتفاهم مشترك بيننا تدعمنا في مواجهة المخاطر والمنافسة الشرسة بل والمطامع الإسرائيلية والغربية في مقدراتنا.
من الخطأ تقزيم أثر هذا المشروع الجديد وأية مشروعات أخري مشابهة وحصره فقط في مجرد التكهن بمدي تأثيره علي قناة السويس ، ومحاولة طمأنة الناس - وهي أمر قد أتفهمه - بأن المشروع غير مجد ولن يؤثر اقتصادياً في مواجهة قناة السويس .
الأمر أعمق وأكبر وأعقد من ذلك بكثير ومن الخطأ أيضاً تسييس الأمر وتحويله لمواجهات كلامية بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها فكلنا في الوطن والوطنية سواء
وكلنا أمام تداعيات المخاطر والتحديات الكبري متساوون .. وكلنا سنحصد سوياً شئنا أم أبينا ثمارها المرة والحلوة.