الكاتب : ضيف الله الحازمي
الحمد لله السلام واهب السلام ، والصلاة والسلام على نبي السلام ، والسلام على وطن السلام.
اسمحوا لي ياسادتي أن لا أتحدث عن اليوم الوطني عبوراً سريعاً ولا عن ألوانه الضاربة بجذورها في درجات الأخضر والأبيض ولا عن حالات العشق التي تتنتثر من أفئدة أبنائه في اتجاهات الثابت الذي لايتغير الا وهو حب الوطن.
اسمحوا لي فقط أن أتحدث عن الوطن وعن العمر الذي مضت أيامه للوطن دون أن تُدخر ثانيةً واحدة منها بمنأىً عن الوطن وهو في نفس الوقت تكرار كل عمرٍ من أعمار القاطنين في خلايا الوطن التي تبلغ بعد تربيع مجموعها ملايين السنين بامتداد الماضي والحاضر والمستقبل بمشيئة الله.
إن وطناً كوطني رسم خارطة الجزء الأكبر من العالم النفسية والذهنية والثقافية عبر وحدات الزمن المختلفة برسالة السماء لحقيقٌ أن يُحتفى به كل يوم ، وكل لحظةً ليكون هو الأوكسجين الذي نتنفسه والدماء التي تجري مجرى الحياة في عروقنا التي تنبض بالحب ولاشيء غير الحب لهذه الأرض ولهذا التاريخ في كل انعطافاته الكبرى التي لم تكن عابرةً البتة في كل لحظاتها وفي كل احداثها.
إن هذا الوطن هو حالةُ اصطفاء كبرى لمعاني الجمال والخيرية في كل اتجاه فهو مصطفى الأماكن وقبلة القلوب ومهوى الأفئدة قديماً وحديثاً وإليه تشير بوصلة أنبياء الله وأصفيائه من المسلمين في جميع الأزمنة.
وهو حالةُ اصطفاء للأزمنة قديماً وحديثاً حيث جعل الله مواسم الخير منه تبدأ وإليه تنتهي في سرمديةٍ كتبها الله لهذه الأرض لالغيرها وهنا تقف القلوب شواهد اعترافٍ وعرفان بحالة توقٍ للمثول هنا في مشاعر الله وفي جنبات مقدساتٍ أقامها الله في هذه الأرض ليكون فيها حرمه وبيته وموطن كرامته لجميع أوليائه.
إننا عندما نلتفت لنتأمل كينونة هذا الوطن العظيم فلاشك أننا سنتحدث عن عمق الحياة التي أراد لها الله أن تكون انبعاث نور سماوي يحيي النفوس التي أجدبت فأحيا الله برجلٍ من هذه الأرض ( صلى الله عليه وسلم) ما مات من خلقٍ ودين وأرواح ثم جعل في كل روحٍ منهم عالماً بأكمله كان له بتوفيق الله الأثر الأكبر بعد رحيل المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ليكون إعمار الأرض بهم وبما تركوه من خيرٍ في كل ارجاء الدنيا.
ثم تلى أولئك العظماء ابناءٌ وأحفاد في كل المراحل تراوحوا بين الجد والإخفاق حتى آل الأمر لقامةٍ كبرى أعاد رسم معالم الخرائط بالصورة التي تليق بهذه الأرض وبتاريخها وصفائها فكان صقر الجزيرة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أقام للدين شاهداً ومقاما ورسخ عروبةً بعد أن درست في النفوس إلا قليلا ثم كان الخلف من أبنائه أوفياء كرماء على عهد ووعد المؤسس الرمز رحمه الله تعالى.
ثم كانت الانعطافة الكبرى لسيدٍ ماجدٍ ورث من الطارف والتليد حزمه وعزمه فأذعن لحزمه كل منحرفٍ عن الحق والحقيقة وأصغى لعزمه كل مبيرٍ حاد عن طريق الفضيلة وانحاز إلى فئته كل طالب أمل قرعته الخطوب ببأسها وشدتها فكان كل ذلك بتوفيق الله لخادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز الذي حمل الوطن والمواطنين في فؤاده كل أيامه وأعوامه التي مضت وهو يمضي للمستقبل مع ولي عهده القوي الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بنفس حالة الحب التي ظلت واثقةً بشعب كريم وبلد عظيمٍ طاهر بإذن ربه الكريم المتعال.
إننا ننطلق في اليوم الوطني لنؤكد المؤكد دوماً أننا شعب يمتد بين زمني الحاضر والماضي ليستفيد منهما في رسم لوحة المستقبل بكل بهاء وبكل جمال دون غمط حقوق أحد ودون مزايدةٍ على أحد ولكننا نقيم أنفسنا حيث اقامنا الله خدام بيته ومشعل ضياء لكل من أم بقلبه وبروحه هذه الارض رمز الطهارة والخير فبلدنا في كل الأحوال مأرز الخير اليه تشير بوصلته وبه ترتفع رايته في كل موطنٍ وفي كل زمنٍ.
كل عام وأنت سعيدٌ مجيدٌ ياوطني
كل عامٍ وقيادتك من تميزٍ إلى أميز
كل عام وشعبك الوفي أعلى وأكمل
كل عامٍ والدنيا تحتفي بك كوكباً درياً لايغيب
والسلام على بلد السلام
والسلام على شعب السلام
والسلام عليك ياوطني ياوطن السلام.