الكاتب : عبدالرحمن منشي
إنَّ من الخطأ الفادح ظنَّ كثيرٍ من الناس أنَّ راحةَ البال لا تتحقَّق إلا بالعزلة دون الخُلطة مع الناس، ففي الحديث: "المؤمنُ الذي يُخالِط الناسَ ويَصبِر على أذاهُم أفضلُ من المؤمن الذي لا يُخالِط الناسَ ولا يصبِر على أذاهم" وياأخي القارئي إعلم جيداً أنَّه لا راحةَ بالٍ لمَنْ لا رضا له، فإنَّ الرضا بالله وبقضائه وقدَرِه أساسٌ لراحة البال، وحسن ظنك بالله.
فأبدأ مقالي بأن هذه الحَياةّ لمَ تأتِ علىُ مزاَج أحد، سنعيشهُا بحلوها أو مُرها، فلاَ تُؤلموا أحداً فَكُل نفسَ مليئة بما يكفيهِا، وتبحث عن راحة بالها،فلا يأتي بخاطرك ولا تظن بأن الهدوء الذي تراه في وجووه الآخرين يدل على الرضا،بل لكلّ إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه،
فما أجمل في الحياة أن يكون الإنسان مثل البحر، ظاهره هادئ وأنيق وداخله عالم كبير عميق جدًا.
فلذلك تيقن بأن راحة البال نعمة كبيرة تمهد للإنسان حياته وتجعله يخطط لمستقبله بدون أي ضغوطات عليه لايمانه بأنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، وأن الله لن يقدر لنا الخير وأى شئ غير ذلك هو اختبار من المولى عز وجل وسيأتى يوما وتنفرج كل الكرب، عند ذلك يشعر الإنسان براحة البال
إذاً من منا لا يريد أن يبتعد عن ما يعكر صفو أيامنا، ومن منا لا يريد أن يبعد عن الحزن و الكآبة والكسل والروتين الممل ومن منا لا يريد ان يعمل وينشط حتى يشعر بقيمة الحياة و بقيمة راحة البال،نعم الكل يريد ان يشعر بالطمانينة َويبتعد عن كل مصدر قلق وخوف وتوتر.
وأخيراً راحة البال لا تباع ولا تشترى.. ولكن أنت ماذا ترى؟
فأقول عِش حياتك ولا تعش ظروفها.. عِش لحظاتك كلها فلحظاتك جزء منك، بل هي أنت، أما ظروف حياتك فهي ما يحيط بك، لذا تذكَّر أنك كلما تعمقت في الاهتمام بما حولك؛ فإن هذا سيكون على حساب نفسك وسعادتك وعمرك بكل تأكيد، فعِش ببساطة واستمتاع، لا تدخر السعادة للغد، بل اعتبر اللحظة هي زمانك ومكانك وعش في راحة البال.
*همسة*
*دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلّا خالي البال.. ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال*
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ايمن أحمد عطرجي
18/02/2024 في 6:01 م[3] رابط التعليق
نعم أوافقك الرأي
أبو مازن
19/02/2024 في 11:53 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، ماشاء الله تبارك الله ربي يوفقك مقال واقعي، وقد يقع على أجراح كثيرة، دمت بسلام كاتبنا عبدالرحمن.
ابو احمد
19/02/2024 في 11:56 ص[3] رابط التعليق
ماأجمل راحة البال والإطمئنان النفسي، فالمقال كاتبه مواكب مجتمعه وملم بمن يحيطه، الله يفتح عليك،
ليلى الشيخي
22/02/2024 في 2:40 ص[3] رابط التعليق
ماشاءالله مقال رائع للاعلامي الاستاذ الفاضل عبد الرحمن منشي سلمت اناملك كعادتك مبدع بالمقالات فعلاً مقاله من واقع تعيشه كل المجتمعات بوركت وبوركت مساعيك والله ينفع بك استاذنا الكريم