د. كريم فرمان
في كل محطات الأصطدام مع الأرادات الطامعة في وطننا العربي وعند كل مواجهة مع تلك القوى التي تسعى الى اختراق حلقات الأمن القومي العربي تزداد كمية السهام الطائشة والمسمومة نحو المملكة العربية السعودية يريدون بها شرا ويريد بها الله خيرا والله غالب أمره ، من الطبيعي أن كل دولة تتصدى للتحديات المحدقة بها ان يتكاثر من حولها المرجفون والكارهون والجاهلون .
سألت نفسي قبل ايام لماذا كل هذا الكم من الحقد والبغضاء والتشكيك بكل خطوة او قرار تتخذه السعودية ، اقلام مشككة ومغردين لا تعرف لهم أسماً ولا هوية يكيلون لها شتى التهم وفنان مرتزق لا أصل له يعتلي خشبة مع جوقة من المطبلين والشامتين يريد ان ينال من جبل شامخ وقلعة راسخة من قلاع العروبة بل قل انها القلعة الوحيدة الصامدة والمتحدية هي شوكة في عين الأعداء وسيفا مشهرا يقض مضاجعهم .. ماذا يريد كل هؤلاء من بيرغ الجزيرة العربية العالي وحارس ذرى المجد والكبرياء العربي .
هناك بقناعتي سبعة أسباب لهذا الحقد:
اولا: لأن فيها ملك عادل حازم وحكيم وحاذق مثقف يقودها بخبرة نصف قرن مجرب لا يشق له غبار وبعيد البصر والبصيرة يمتاز برقة الشاعر وصلابة ابن البادية فسيفه مشهر لأجل الحق ولا يصدأ هذا هو سلمان العزم وملك الحزم وقف كالطود الشامخ امام المشروع الإيراني الموغل في دماء بني جلدته ليقول لهم كفى فقد بلغ السيل الزبى .
ثانيا: بقي مثلي وغيري كثير يسمع الهمس والغمز واللمز ويقرأ فوق السطور وما بينها اننا نخاف على المملكة ومستقبلها فقد أدى الجيل الأول من ملوكها ما استطاعوا من ثقل الأمانة لكن هذا الجيل قد شاخ وكبر فكيف ؟ وعندما قرر الملك سلمان ان ينقل دفة المسؤلية بحنكة السياسي وخبرة المجرب الى الجيل الثاني او شباب الأسرة انبرى من لا يريد لها خيرا ورفعة بالقول نحن نخاف عليها من قلة الخبرة وربما اندفاع الشباب .. انها حيرة فعلا فماذا يريد هؤلاء من المملكة ؟
ثالثا: عندما اختار الملك ولي عهده الأمير محمد شاب يمتلأ حماسة وطموحاً يواجه الحقائق بجرأة غير هياب للمصاعب في مقتبل الثلاثينات من عمره وقلبه عامر بحب وطنه يفكر بصوت عال نريد بعد عشرين سنة او عقود مملكة مختلفة لا تنقطع عن تاريخها لكنها مكتفية من انتاجها ودولة عصرية محافظة على ثوابتها اطلق رؤيته وجمع فريقه الأقتصادي ومستشاريه ليعلن اننا ان بقينا نعتمد على ريع البترول فهو ثروة ناضبة وهذا إجحاف وعدم انصاف لمستقبل أبناءنا وأحفادنا الذين ان شبو ولم يجدو لهم حاضنة اقتصادية ومستقبل لائق سيلعوننا لاننا لم نفكر بهم ولم نصنع لهم وطنا مستدام وهنا انبرى اهل الحقد والبغضاء لماذا أختير فلان من غير فلان وليا للعهد ولم ولم ؟
وهنا تذكرت سؤال أحد الخلفاء لمن يثق في مشورته من أختار لها وعندي من الأبناء كثر ؟ فأجابه يا مولاي أختر لها الأجدر وليس الأكبر والأقدر وليس الأصغر والأوسط الشجاع المطاع وليس اللين المطواع هو الملك أمانة وعهد وتاريخ وأحسب ان صفات الأجدر والأقدر والشجاع والمطاع توفرت في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رغما عن أنف الحاقدين .
رابعا: تحولت المملكة الى ورشة نجاح وابتكار خطط ومشاريع لها بعد استراتيجي فاشترط الأمير الشاب على الشركات التي تأتي الينا بأنها يجب ان تنقل الينا جزء من تقانتها لتوطينها وتطويرها في البلاد بمعنى نقل التكنلوجيا المتطورة واستمرارية التشغيل والأنتاج وازدهار الأقتصاد .
خامسا: المملكة تحقق استقرارا ممتازا وتبني في الداخل وتعطي في الخارج ولا تنسى حاجة اخوانها في كل مكان وتحارب دفاعا عن امنها وأمن العرب ضد ريح صفراء يعلم الجميع مصدر هيجانها.
سادسا: من يقدر على ان يقدم للحج والحجيج خدمات وتسهيلات مثل السعودية فملوكها تخلوا عن زخارف الألقاب والتعظيم واختارو ان يكونوا فقط خدام للحرمين ويسهرون على تطوير بنيته الخدمية وقدموا ما تعجز ان تقدمه ميزانيات دول وشيدوا توسعات وأنجزو طرقات وجسور وانفاق ومشاريع لا حصر لها ورغم كل ذلك يطلع عليك أحدهم من جحر يختبيء به يطالب بتدويل الحج ؟
سابعا: السعودية هي درع العروبة ورافعة العرب وسدها المنيع وهي لن تتخلى عن مسؤليتها في الدفاع عن عرين العرب وديارهم بالغالي والنفيس وهذا مالا يرضي اعداءها اطلاقا لأنهم يريدونها ضعيفة ومرتبكة وفاشلة ومحمد بن سلمان يريدها قوية وعزيزة وناجحة ولها افق ومستقبل مشرق، ربما لا أضيف في مقالي شيئا جديدا لكنها خلجات قلب محب لديار الطيبين اردت فقط ان ابثها تحية وسلاما.
فمهما حاول المشككون والمهرجون بان يطلقو ما حوت جعبتهم من سهام الحقد والتشكيك نحو مملكة العزم والعزيمة فلسوف ترتد وارتدت تلك السهام نحو صدورهم لتحرقهم خيبة وحسرة ومرضا.
الدكتور كريم فرمان
كاتب وأكاديمي من العراق