إليك أشارت بالهوى أنت مغرم
نعم و لكنّ الهوى ليس يرحم
تعلقتها طفلاً و قد شاب عارضي
يلذ لقلبي ذكرها حين تبسم
فلم تلهني خمسون عشت ونيفها
و لم تروني كأس ولم يشف بلسم
هو الحب شهد إن تواصل طعمه
و إن صد عنّا فهو مرٌ و علقم
أما زلت يابيش الهوى مرتع الظبا
و واحة عشاقٍ و واديك يبسم
فتحلو ليالي العشق حول ضفافه
و بوح صبابات و يحلو التكلم
و لحفنا بالظلماء صفو غرامنا
توسدت أشواقا و ترعاك أنجم
فلا حاسد نخشى و نرجوه كتمنا
و لا صوت يعلو غير همس يتمتم
سكارى هوىً و الكأس ثغر رشفته
يجود بها غضٌ غضيضٌ منعم
نقضي لبانات و نسقى صبابة
تراتيلنا شغفٌ فهيهات تختم
محاريبنا كثبان وادٍ و دومه
تمر بِنَا الأسحار نذرا تسلم
سعادة قلب ما نوى الهجر غيرها
أقام بها الحساد قهرا و خيّموا
كأن يدي هاروت شاءت غرامنا
فلا طاب مجروح و لا فُكّ طلسم
حمامة وادينا اسجعى و ترفقي
أضر بِنَا شوق و طال الترنم
كلانا غدا والشوق يشوي سعيره
لنا في زواياه مزارٌ و معلم
بعادٌ و هجرٌ ما أفاد لذي هوى
إذا الصبر واساه ، يميت التكتم
و ذو ندم ماأنفك يشكو بحسرة
إذا خط نار الشوق بالدمع يرسم