قيل الكثير قبل المباراة وسيُقال الكثير بعد هذه الليلة الملحمية. لكن الطريقة التي انتصر بها برشلونة على باريس سان جيرمان غنية عن كل تعليق وكل وصف وكل تحليل. فقد نجح نجوم البلاوغرانا مرتين في قلب الأمور لصالحهم ومن ثم الفوز 6-1 والتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتمكن لويس سواريز من افتتاح باب التسجيل منذ الدقيقة الثانية بضربة رأسية خدع بها الحارس تراب، ثم ضاعف الكتالونيون تقدمهم على بعد خمس دقائق من نهاية الشوط الأول عندما أخطأ كورزاوا في إبعاد الكرة ليودعها داخل شباك فريقه.
وعندما رفع ميسي الغلة إلى ثلاثة أهداف من ركلة جزاء في الدقيقة 50، بدا الحلم قريب المنال حيث أصبح برشلونة على بعد هدف وحيد من تعديل النتيجة الإجمالية في الطريق إلى قلب خسارته ذهاباً برباعية نظيفة في بارك دي برنس. لكن كافاني أعاد كل شيء إلى نقطة الصفر عندما سدد كرة قوية داخل شباك تير شتيغن.
وبينما بدا أن حلم “الريمونتادا” قد تبخر، أبى نيمار إلا أن يعيد الأمور إلى نصابها، حيث سجل هدفاً في غاية الروعة من ركلة حرة مباشرة على بعد دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي. ومع ذلك، ظل البلاوغرانا بحاجة إلى ما يشبه المعجزة لانتزاع بطاقة التأهل، حيث كان يتعين عليه تسجيل هدفين في الوقت بدل الضائع، وهو بالضبط ما تأتى له عن طريق المهاجم البرازيلي الذي نجح في ترجمة ركلة جزاء في الدقيقة 91 قبل أن تأتي لحظة الحسم بقدم سيرجي روبرتو، الذي انبرى لتمريرة نيمار في الثانية الأخيرة، وتكتمل بذلك الملحمة التاريخية المنشودة.
وقد عمت فرحة جنونية في الكامب نو عقب هذا الانتصار الذي دخل به البلاوغرانا تاريخ المسابقة من أوسع الأبواب، حيث أصبح أول فريق يتمكن من مواصلة مشواره في مراحل خروج المغلوب بعد سقوطه بفارق أربعة أهداف في مباراة الذهاب.