يوافق اليوم الخميس (30/3/2017) ذكرى مرور 41 عاما على يوم الأرض الخالد، الذي ارتقى فيه ستة شهداء هم خير ياسين من عرابة ومحسن طه من كفركنا وخديجة شواهنة من سخنين ورجا ابوريا وخضر خلايلة وكلاهما من سخنين، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم وقد قضى في الطيبة وأصيب 300 فلسطيني خلال هبة جماهيرية احتجاجا على التهام إسرائيل للأراضي الفلسطينية بالداخل الفلسطيني ما أدى الى إحياء هذه الواقعة المجيدة من تاريخ نضال شعبنا للدفاع عن ارضه وتأكيد انتمائه لوطنه فلسطين، وإصراره على التمسك بكل ذرة من ترابه مهما تعددت المؤامرات وتعاظمت التضحيات ويستعد الأهل في داخل الخط الأخضر وأبناء الضفة الغربية والقدس العربية والشتات والمتضامنون من مختلف أنحاء العالم لإحياء هذه الذكرى.
يشار إلى أن الشرارة التي أشعلت الجماهير العربية ليوم الأرض، كانت بإقدام السلطات الإسرائيلية على مصادرة نحو 21 ألف دونما من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها في العام 1976 لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في أراضي 48 وخصوصا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار.
وفي مثل هذا اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابا عاما، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، كانت أعنفها في قرى سخنين وعرابة ودير حنا.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا – الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل صادرت منهم نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
وبذلت إسرائيل جهودا كبيرة لكسر إرادة القيادات الفلسطينية ومنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا الإضراب العام في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفاعمرو.
وجاء قرار ‘لجنة الدفاع عن الأراضي العربية’ التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975، إعلان الإضراب الشامل، ردا مباشرا على مصادرة أراضي (المل) (منطقة رقم 9) ومنع السكان العرب من دخول المنطقة في تاريخ 13-2-1976.
ويشير باحثون إلى أن مصادرات الأراضي بهدف التهويد بلغت ذروتها في مطلع 1976 بذرائع مختلفة تجد لها مسوغات في ‘القانون’ و’خدمة الصالح العام’، أو في تفعيل ما يعرف بـ’قوانين الطوارئ’ الانتدابية.
وكانت أرض ‘المل’ التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم، تستخدم في السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض، وبعد عام 1948 أبقت إسرائيل على نفس الوضع الذي كان سائدا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة، في عام 1956 قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
كما كان صدور وثيقة (كيننغ) في 1976/3/1 من قبل متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، والتي تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، واحدة من مسببات الاتجاه نحو الإضراب.
ودعت وثيقة (كيننغ) في طياتها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب. وركزت على تكثيف الاستيطان اليهودي في شمال الجليل، وإقامة حزب عربي يعتبر ‘أخا’ لحزب العمل ويركز على المساواة والسلام، ورفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية، وإيجاد إجماع قومي يهودي داخل الأحزاب الصهيونية حول موضوع العرب في إسرائيل.
وشددت الوثيقة على ضرورة التضييق الاقتصادي على العائلات العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.
وكان الرد الإسرائيلي عسكريا شديدا على هبة ‘يوم الأرض’، باعتبارها أول تحد ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها، موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة.
ورغم مطالبة فلسطينيي 48 إسرائيل إقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش وشرطة الاحتلال بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسية الإسرائيلية إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
وسعت إسرائيل إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. حيث عقدت الحكومة اجتماعا استمر لأربع ساعات، تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات. كما قامت قيادة اتحاد العمال الإسرائيلي ‘الهستدروت’ بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
ورغم مرور(41) عاما على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراضي 48 الذين أصبح عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من الاحتفال بيوم الأرض، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.
وتعتبر الأرض الفلسطينية الركيزة الأولى لإنجاح ‘المشروع الصهيوني’ وفق الأدبيات الصهيونية خاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل في سويسرا عام 1897م، ومنذ نشوئه ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر ارتكاب المجازر المروّعة بحق الفلسطينيين، ولم تكتف السلطات بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين أبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعا على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أرضهم.
يذكر أن إسرائيل صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 – 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبعاد القسّري التي مورست بحق الفلسطينيين عام 1948.
ويعتبر يوم الأرض نقطة تحول بالعلاقة بين (السلطة الإسرائيلية) وفلسطينيي 48، إذ إن إسرائيل أرادت بردها أن تثبت للجماهير الساخطة من هم ‘أسياد الأرض’، وكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول لاسرائيل من قبل الجماهير الساخطة، باعتقاد العديد أن يوم الأرض ساهم بشكل مباشر بتوحيد وحدة الصف الفلسطيني بالداخل على المستوى الجماهيري، بعد أن كان في العديد من الأحيان السابقة نضال فردي لأشخاص فرادى أو لمجموعات محدودة. كما كان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قبل بالاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
ويعتقد الفلسطينيون أن إحياء ذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.
ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوما وطنيا في حياة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وفي هذه المناسبة تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه رغم شراسة الهجمة الاستعمارية الإسرائيلية التي نالت من أرض أجداده التي تحول جزء منها إلى جزر استيطانية كثيفة.
وفي هذا اليوم أكدت الحكومة الفلسطينية، أن ذكرى يوم الأرض، يأتي هذا العام و620 مستوطناً، يقيمون في 423 مستوطنة، مقامة على أراضي الدولة الفلسطينية، تشكل مساحتها 46% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، مبينة أن “جوهر السياسة الإسرائيلية هي حرمان شعبنا من حقه بالوصول إلى أراضيه، وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة أو للبناء الاستيطاني”.
وقالت في بيان أصدرته اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الـ41 ليوم الأرض، الذي يصادف اليوم الخميس: إن شعبنا الفلسطيني يحيي ذكرى يوم الأرض في 30 آذار من كل عام، بعدما صادرت إسرائيل 21 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية عام 1976، وتخليداً لاستشهاد 6 من أبناء شعبنا، سقطوا بعد مسيرات سلمية رافضة للقرار الإسرائيلي.
وأضافت: “إن هذا العام شكل سابقة في انتهاكات الاحتلال المتواصلة على أراضي الدولة الفلسطينية، بعد إقرار الكنيست الإسرائيلية مشروع قانون التسوية، الذي يمنح سلطات الاحتلال الحق في مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة، لبناء مزيد من المستوطنات”، مؤكداً أن جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل ولم تنته منه، عزل حتى اللحظة 10% من أراضي الضفة الغربية.
وأكدت الحكومة الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى يوم الأرض الخالد لهذا العام، في ظل استمرار الاستيطان والمصادرة والقتل وهدم البيوت والقوانين العنصرية للاحتلال في أرضنا الفلسطينية، مع التغول الإسرائيلي بانتهاك القانون الدولي الإنساني، نتيجة صمت المجتمع الدولي.
وطالبت الحكومة المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن الدولي (2334)، الذي صدر في كانون الأول عام 2016، وأكد أن جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام.
ودعت الحكومة أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة بإحياء فعاليات يوم الأرض بمختلف المناطق، للوقوف بوجه السياسات الإسرائيلية ضد الأرض الفلسطينية.
وفي شمال لبنان احيى المكتب الطلابي لحركة فتح ذكرى يوم الارض في الجامعة اللبنانية (كلية ادارة الاعمال) برعاية الدكتورة جميلة يمّين مديرة كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال و لمناسبة الذكرى الواحدة والاربعين ليوم الارض في فلسطين وتحت شعار ( ستبقى الارض الفلسطينية محفورة في ذاكرة الاجيال الى حين العودة وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف) وبرعاية وحضور الدكتورة جميلة يمّين مديرة كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية أقام المكتب الحركي الطلابي معرضا للصور من وحي المناسبة وسط مشاركة فاعلة من الهيئة التدريسية وحشد غفير من طلاب الكلية وذلك يوم الخميس الواقع فيه 30 آذار 2017 الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا في ساحة كلية ادارة الاعمال.
رحب عريف النشاط الطالب محمد كايد بالحضور الكريم داعيا اياهم الى الاستماع الى النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ثم
قصّت الدكتورة جميلة يمّين شريط المعرض وبحضور ممثل حركة فتح الحاج خالد عبود والاستاذ محمد أبو عادل أمين سر المكتب الطلابي في الشمال والاخت سهام الحلو مسؤولة المكتب الطلابي في البداوي واعضاء الهيئة التدريسية وقد جالوا على معرض الصور الذي تضمن صور عن معنى يوم الارض وشهداء يوم الارض .
أعربت الدكتورة جميلة يمّين في افتتاحية المعرض عن سرورها بالمشاركة في احياء ذكرى يوم الارض وحيّت الدكتورة يمّين جهود الطلاب الرائعة في نجاح هذا العمل الوطني .
بعد ذلك القى الشاعر الطالب في كلية ادارة الاعمال خليل عليا قصيدة ( على هذه الارض ما يستحق الحياة) وسط تصفيق حار من الطلاب على الاداء الرائع والمميز لشاعرنا الناشىء خليل عليا.
كلمة الطلاب الجامعيين القتها الطالبة أمل عيشان التي حيّت بدورها الطلاب المشاركين في هذه المناسبة العظيمة في تاريخ شعبنا وبأن هذه الانتفاضة هي عنوان للتحدي والصمود في مواجهة كل المشاريع الاسرائيلية الرامية الى طمس الهوية الفلسطينية.ثم كانت وصلة غنائية للطالبين خليل طوية وأمل عيشان من وحي المناسبة وسط تصفيق من الطلاب والطالبات المشاركين في احياء هذه المناسبة الوطنية الجامعة.
بدوره القى الاستاذ محمد أبو عادل أمين سر المكتب الطلابي لحركة فتح في الشمال كلمة اشاد بها بتاريخ العلاقة المتينة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وان الشعب اللبناني البطل قدّم خيرة أبنائه من اجل القضية الفلسطينية وتطلّع الاخ ابو عادل الى تمتين العلاقة الشبابية اللبنانية من خلال ورش عمل مشتركة تهدف الى تمتين الاواصر بين الشباب بهدف مواجهة المشروع الاسرائيلي
وتابع الاخ ابو عادل ان اسرائيل هي عدوة العرب والمسلمين فيجب النظر الى القضية الفلسطينية من منطلق وطني وقومي واممي من اجل تعزيز صمود ابناء شعبنا في ارضنا الغالية فلسطين
وفي هذه المناسبة العظيمة وجهّه الاخ ابو عادل تحية مباركة لآلاف الشهداء الذين إرتقوا شهداء على الارض الفلسطينية وفي الاراضي العربية وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات
وفي ختام كلمته وجه الاخ ابو عادل كلمة شكر وتقدير لكل الطلاب اللبنانيين والفلسطينيين بإحياء هذه المناسبة في كلية ادارة الاعمال وبتعاون وموافقة الدكتورة جميلة يمّين التي يعود الفضل لها في نجاح هذا النشاط الوطني.