في العادة ان الساسة والقادة السياسيين العقلاء في كل دول العالم يبحثون عن مخارج وحلول أفضل لمعالجة أسباب الخلافات المؤدية الى الصراعات والكوارث الإنسانية والحروب الأهلية والإقليمية والدولية ، حتى يتم منع وقوعها وتلافي نتائجها الوخيمه … وهذا تماما ما فعله وما زال يفعله ولي العهد السعودي بتوجيهات من الملك الحازم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز أيده الله ، عندما حذر ولي العهد محمد بن سلمان المجتمع الدولي من حرب طويلة محتملة مع ايران ، وقال عبر لقاء لصحيفة الوول ستريت جورنال الامريكية : “يجب أن ننجح من أجل تفادي الصراع العسكري. إذا لم ننجح فيما نحاول أن نفعله ، فعلى الأغلب سندخل في حرب مع ايران خلال الـ (10) الى (15) عام القادمة ” . يعلم المراقبون لمجريات الأحداث في الماضي والحاضر أن الثابت في سلوك السياسة السعوديه على المستوى الإقليمي و الدولي أن المملكة العربية السعوديه لا تبحث عن الفتن والدسائس والحروب ولا تريد الدخول في اَي حرب مادام ان هناك إمكانية لتلافيها بطرق لا تؤدي الى وقوعها ولا تؤدي الى زعزعة الإستقرار وضياع الحقوق الشرعية والمشروعه لها او للعرب والمسلمين ولا لأي شعب له دولته وحكومته وسيادته الوطنيه . ان هذا المبدأ راسخ وثابت لدى دول العالم التي لا يقودها زعماء متهورون ، بما فيها الدول الكبرى التي جربت ويلات وكوارث الحربين العالميتين الاولى ( ١٩١٤ – ١٩١٧ م ) والثانيه ( ١٩٣٩ – ١٩٤٥ م ) . ومن هنا يرى المحللون أن تصريح ولي العهد السعودي ذو معاني قوية وعميقة جدا ، لأنه يعلم ويدرك تماما ان اندلاع حرب مع ايران واتباعها سيكون كارثة على الأمن والسلم الدوليين فهو بلا أدنى شك سيتطور الى حرب عالمية ثالثة لن يكون بمقدور الدول الكبرى الوقوف متفرجة لأن هذه الحرب ستضرب مصالح هذه الدول بل وجميع مصالح دول العالم في هذه المنطقة الحيوية إلهامه وستمتد آثارها الى غيرها من بقاع الكرة الأرضيه لأن منطقة الخليج العربي خاصة والوطن العربي عامة تحتوي على مهد الحضارات الإنسانية وشريان اغلب مصادر تقدم الحياه البشريه خاصة من البترول والغاز والإستثمارات والمعادن الأخرى الحيوية لإقتصاد ألحضارة العالميه وفنون صروحها الثقافية والإجتماعية ونجاحات مكتسباتها التنموية في جميع الحقول . ومن هنا نستنتج بقناعة أن تصريح ولي العهد السعودي جاء في محله تماما من حيث الزمان والمكان والوسيلة التي أعلن من خلالها .
إن هذه الدولة المارقه (ايران ) الفارسية المجوسيه وأتباعها واذرعها العسكرية والمليشياويه وعملاؤها وحلفاؤها الإقليميين .. و الدوليين ، يجب أن يعرفون أن زعماء وشعوب الدول العربية والإسلامية والصديقة الموثوق بهم ، لن يسمحوا لإيران بالتوسع سياسيا واقتصاديا ومذهبيا وديموغرافيا مهما كلّف الأمر ومهما طال الزمن وغلى الثمن . لقد برع وأحسن وأجاد ونصح بصدق وأمانه ولي العهد السعودي بهذا التصريح الذي حذّر فيه المجتمع الدولي من عدم اتخاذ اجراءات عقابية صارمة وصادمة ضد ايران تجبرها على العدول عن سياسة التوسع والإباده للسكان العرب في بلدانهم لإحلال العجم محلهم كما حدث لعرب الأحواز و يحدث منذو حين في سوريا والعراق واليمن وقد لوحظ أن مسئولي ايران المعممين وأعوانهم يتبجحون تفاخرا واعتزازا بسقوط اربع عواصم عربيه تحت سيطرتهم في الصحف وعلى الشاشات التليفزيونية والمنابر الإعلامية الدوليه .
إن جميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بما فيها الشعوب العربية والشعوب الإيرانية وغيرها تريد أن تعيش بأمن وأمان في بيئة السلم والسلام تحت مظلة الإحترام السيادي المتبادل لكل دوله وفقا لما نصت عليه العهود والمواثيق والشرائع الدوليه . إن هذه الشعوب تريد إستمرار حكوماتها في خطط التنميه لرفع مستويات معيشتها ولمكافحة الجهل والفقر والمرض وترفض الحروب ، وهذا لن يتم اذا استمرت ايران في غيها وسلوكها التوسعي الطائفي المشين و البغيض . إن أعمال إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها تعتبر أدلة قاطعة على مدى الخطورة البالغه للأعمال الإرهابيه التي قامت وتقوم بها هذه الدولة العدوانيه المارقة ضد العرب وضد الإسلام والمسلمين تؤآزرها روسيا الساديه التي دمرت المدن السورية على رؤوس الشعب السوري وإزالتها من الوجود وتؤسس لمرجعية كنسية أرثوذوكسية في سوريا ولبنان ، ويسير في نفس الطريق كذلك المخططون الماسونيين المسيحيين الصهاينة الجدد في أمريكا وبعض الدول الغربيه الذين سلموا العراق لإيران على طبق من ذهب كما قال السياسي المخضرم الفقيد سعود الفيصل رحمه الله . لقد خلقت وأوجدت ايران وأكرر ايران والدول الكبرى دون استثناء اكذوبة الإرهاب الداعشي وغيره من انواع الإرهاب والتطرف باستغلال البلهاء ذوي الغباء السياسي من تيارات الغلو والإنحراف الدينية المذهبيه الإسلامية والعلمانية والليبرالية المتنطعة والمعاقة جميعها فكريا وعقائديا .. وسلوكيا .. وجندتهم جميعا القوى الإستعماريه المعاديه ضد شعوبهم وأوطانهم واستخدمتهم وسيلة ومطية لتحقيق أهدافها ويعلل المراقبون خلق وإيجاد هذه المنظمات والتيارات الإرهابيه من ايران والقوى الدوليه لأجل نسف آمال وطموحات القادة والزعماء والحكومات والشعوب العربية في تحقيق آمالهم وطموحاتهم المنشودة وبهدف السيطرة على هذه البلدان العربية وخاصة دول الخليج العربيه ثم تأتي مرحلة استغلال وسرقة ما حباها
الله من خيرات ومنحها من المناطق الإستراتيجية والثروات الطبيعية لإعادة عجلة الإستعمار الى سابق عهدها بثوبها الجديد … هذه لعبة الأمم من اجل تحقيق اهدافها ومصالحها التي يبذل ولي العهد السعودي جهودا جبارة لإفشالها ، فما هي لعبتكم وما هي أهدافكم أيها العرب وماذا أنتم فاعلون … ؟
اللواء الركن متقاعد /
حسين محمد معلوي
قائد حرب درع الجنوب
ضد الحوثيين عام ( 2009 م )