اللواء الركن متقاعد / حسين معلوي
بالأمس فقدت ادارة البحث الجنائي بعسير الشهيد بإذن الله النقيب عبدالله آل مشاوي العسيري والذي عرف عنه حسن الخلق وحب الخير والحرص على اداء عمله وتنفيذ الأوامر والتعليمات اداء للواجب وصيانة للأمانه التي أنيطت به وبزملائه العسكريين في كل الموقع التي يعملون فيها .
لقد استشهد النقيب حسن وهو في ريعان شبابه ، وهذا وأمثاله من أبطال كافة القوات المسلحه في كل الميادين ممن استحقوا بجداره تقدير وشكر وعرفان ولاة الأمر حفظهم الله واستحقوا الترقية العسكرية التي تلي رتبهم وهم في قبورهم احتراما وإجلالا لذكراهم . واستحقت أسرهم وأبناؤهم مؤآساة ولاة الأمر وكذلك الميزات المادية والمعنوية والوظيفية التي منحهم إياها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . لقد استحقوا كذلك …. وبامتياز افتخار الوطن والمواطنين بهم الى يوم الدين . إن الأهم من ذلك كله أن الخالق جل في علاه منحهم وسام الشهيد وهو اعلى وسام وأعلى منصب يمكن ان يحصل عليه أي إنسان في دار الحياة الدنيا . انهم جميعا شهداء بإذن الله (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ) الآيه . ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ ربهم يرزقون ) الآيه .
إنني وغيري من المواطنين نتألم عندما يسقط شهيد من اجل الدفاع عن الوطن والدين
فهم ذهبوا الى جنة الخلد وهذا يفرحنا لأنهم في دار العز والبقاء مغادرين دار الشقاء والفناء ، وإنما مصدر الحزن لشخصي ولأمثالي ثلاثة اسباب رئيسيه ، الأول منها فراقهم لأهلهم وذويهم وخاصة والديهم وإخوتهم وأخواتهم وزوجاتهم وأطفالهم وزملائهم وأصدقائهم . اما السبب الثاني فهو أن أمثال هؤلاء الشباب الذين سقطوا مجاهدين على حدود الوطن أو في داخل الوطن هم ذهب ألأمه وذخيرتها ، ومن خيرة ابنائها إنهم من صدقوا الله ما عاهدوا عليه . وفقدانهم خسارة للوطن لا تعوض والشكوى على الله . إننا لم نفقدهم في حوادث عادية اسبابها خلل فني او سرعة او تهور وسوء تصرف او فقدان للسيطرة أو للعقل والإتزان ادى الى تصادم أو إرتطام في البر او البحر أو الجو ادى الى كارثة وهلاك ، بل فقدناهم وهم متمنطقين بسأسلحتهم وذخائر تلك ألأسلحه وبزيهم الميداني العسكري على الحدود او خارج الحدود لقتال الأعداء ، أو داخل الوطن لفرض الأمن والإستقرار انهم جميعا يدافعون عن عزة الوطن وشموخه فوق كل ارض وتحت كل سماء ، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون لأنهم سقطوا دفاعا عن دينهم ووطنهم وشعبهم وحكومتهم وولاة امرهم ، هم بالفعل من سجل لهم التاريخ بحبر من دمائهم تحولت الى اسطر من ذهب له نور بشع في الصدور وفِي القبور … نعم اقد سطر التاريخ بانهم دافعوا عن شرف الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها ضد أعداء الملة والفضيلة والدين ،الأعداء المأجورين والحاقدين في داخل القلعة وفي خارج العرين … إنني اكتب هذه الأسطر بعد ان علمت بسقوط النقيب إبن مشاوى شهيدا ان شاء الله ليلتحق بقوافل الشهداء الذين سبقوه من ابناء الوطن من عرف منهم ومن لم يعرف بسبب عواصف الأقدار ، إن هذا الشهيد يجعلني أسوق السبب الثالث للحزن وهو إنه ذكرني بآلاف الشهداء والمصابين الذين سقطوا في حرب عاصفة الحزم الحاليّه وحرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام ( ٢٠٠٩ م )… والتي كنت قائدا لها وسالت دموعي مئآت المرات حزنا وألما على من سقطوا في مواقعهم بجواري أو مواقع اخرى على خطوط النار في منطقة العمليات .. من الإخوة والأبناء النشامى في تلك الحرب التي عشتها لحظة بلحظه وعرفت فيها ترجمة معاني البطولة والفداء التي قدمها ويقدمونها ابطال القوات المسلحه الأشاوس منذوا أن أسسها الزعيم المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الى يومنا هذا ، وعرفت فيها أيضا ترجمة معنى إبتسامة الشهيد العريضه ولولا انهم ميتون لقلنا انهم يضحكون . .والله إن الله أكرمهم بالشهاده وهو المستعان . إننا كذلك لم ولن ننسى شهداء ومصابي حربي الخليج الأولى والثانية في تسعينات القرن الماضي وأبطال حروب فلسطين منذو عام (١٩٤٨) م وإلى يومنا هذا والتي تخللتها حرب الأيام السته في شهر يونيو حزيران عام (١٩٦٧) م ، وحرب رمضان – أكتوبر (١٩٧٣ م ) … التي كان لملوك آل سعود وجيشهم السعودي العظيم وشهداءه الأبطال مشاركة فعاله في هذه الحروب وغيرها دفاعا عن شرف الأمتين العربية والإسلامية وإرثهما التاريخي ضد الأعداء الحاقدين والمتربصين على المستوى الإقليمي والدولي ، إن من تساؤلاتي وغيري من المواطنين وللأسف لماذا لم يكتب عنهم احد من الكتاب والمؤلفين الا قليلا في العموم خاصة وأن هناك ابطالا شاركوا في هذه الحروب ما يزالون على قيد الحياه ولَم تسجل اقوالهم وشهاداتم وخبراتهم في تلك الحروب قبل وفاتهم وقد مات الكثير منهم وبقي القليل ، ولم يمنحوا ولا والديهم وأبناؤهم ألقابا مثل لقب “المواطن المميز ” أو غيره الذيي يمنحه الإنجليز والأمريكان ودول اخرى لمن شاركوا في الحروب أو للمصابينن ولأبناء الشهداء لإعطائهم ميزة اجتماعية تمنحهم افضلية في تقديم الخدمات وغيرها ولماذا لم تطلق البلديات أسماؤهم أو أسماء بعضهم على الأقل على أي من شوارع مدن المملكة كل بحسب مدينته رغم انها تعد بمئآت الألوف اوبالملايين من الشوارع وإنما سُميت كثيرا من تلك الشوارع بأسماء رجال ونساء ليس لبعضهم في التاريخ باع ولا في الكيل صاع . وليتهم جميعا من الأسرة الحاكمة لنقول بأنهم ولاة أمر … وهم من أسس لنا كيانا سياسيا عظيما فوق هذه القاره وحافظوا على أمن بلدنا وعزته واستقراره ورفاهية ابنائه وحموا دماؤهم وأعراضهم وأرزاقهم . انني كذلك وكثير من ابناء الشعب السعودي نتمنى ان تخصص وزارة الشئون البلدية والقرويه أو وزارة الإسكان احياء جديده في كل مدينه ذات حجم ومساحة مناسبه تسمى .. ” احياء او حي الشهداء ”
تبنى فيها تعاونيا مساكن لذوى وأبناء الشهداء وإن
دلالة اسمها هي خير رسالة تقدير وعرفان من كل من يعنيه الامر لهؤلاء الشهداء والمصابين . كذلك فإن كل مخلص لهذا الوطن ولولاة أمره الأخيار يتمنى ان ينظر في امر من عليهم ديون مثبتة بصكوك شرعيه أدت إلى إيقاف خدماتهم من ابناء القوات المسلحة بعين العطف لقضاء هذه الديون فهم الذين لا يقبلون الهزيمه بل نصر او شهاده ، خاصة وإنني قرأت في وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من هذه المناشدات لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ولسمو ولي عهده الامين نصره الله ..بهذا الخصوص .
لقد ذكرني استشهاد النقيب عبدالله الشاوي بسقوط الكثير الكثير من ابناء قوى الأمن الداخلي عند تصديهم للمجرمين والمجهولين والإرهابيين على مر العقود ، ورغم القضاء على كثير ممن يصنفون في فئة الإرهابيين والمجرمين الا أن فئة المجهولين والمتسللين ما زالت تؤرق المجتمع والجهات الأمنيه ، وهذه الفئه احترفت كثير من وسائل واساليب الإجرام وغذت كثير من الظواهر الخطيره التي لم تكن تعرف في مجتمعنا السعودي مثل ظاهرة التهريب بكل اشكاله وأنواعه وظاهرة المخدرات وبيع السلاح وظاهرة السطو المسلح والسرقات وصناعة الخمور والإعتداء على المواطنين والإختطاف والسحر وغيرها ، وهذا يقودنا الى كثير من التساؤلات عن اسباب وجود إعداد كبيره من المجهولين المتسللين وغيرهم الى البلاد السعوديه ، هذه الأعداد التي مارست وتمارس الإخلال بالأمن وتنفث سمومها في المجتمع … يجب أن تعرف أسباب تواجدها !!! وهي من وجهة نظري كثيره لا يتسع المجال لذكرها لحساسيتها ولأن لكل عنصر في أي ظاهرة أسباب ، ولعل من أهم أسباب ظاهرة المجهولين والمهاجرين هو ازدياد عمليات التسلل عبر الحدود والتي تحدث في جميع بلدان العالم ويسمونها هجره ولكنها هجرة بناء لطلب الرزق هناك وليست هجرة لإحداث التخريب هنا … كهذه التي نعاني منها في بلدنا ….
وهنا فإنني أتمنى إعادة دراسة ما ورد في مقال لي سابق بعنوان ( حراس الحدود ) وملخصه ضرورة تحويل القبائل الحدودية صغارا وكبارا الى أفواج لحراسة الحدود ومنع التسلل للإستفادة منها في زمن الحرب والسلم لتنفيذ ما يطلب منها في الحرب ولحراسة الحدود على طول الزمن من عمليات التسلل والتهريب التي ما إن تصل الى الداخل السعودي حتى تبدأ في أعمالها التخريبيه كما فعلت هذه العصابه التي سقط من اجل مطاردتها النقيب عبدالله الشاوي رحمه الله شهيدا .
المحلل الإ ستراتيجي والخبير العسكري ..
اللواء الركن متقاعد /
حسين محمد معلوي .
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمدال دايل
22/06/2018 في 5:36 م[3] رابط التعليق
تعليقي المختصر على مثل هذه الاحداث المشابهة لاعمال وافعال الفئة الضالة الذين تسببوا في قتل ابرياء في عدة مناطق في وطننا الغالي وفي المقدسات في الحرمين الشريفين ان الظروف التي قُتل فيها النقيب ال مشاوي رحمه الله تعد من اعمال الارهاب والتخريب والفساد هذه الفئة تحمل السلاح وتقتنيه وتتاجر فيه يجب التعامل معهم ومع من يتعامل معهم بيد من حديد والاستمرار في البحث والتحري عنهم وتصفيتهم بالعمل ولو كان بالقليل المستمر ( لا ) الكثير المنقطع ،
حفظ الله وطننا وولاة امرنا وشعبنا الوفي .
عبد العزيز الجنيدي
22/06/2018 في 5:47 م[3] رابط التعليق
سعادة اللواء كتبت واجدت ووضحت وفجعنا جميعا باستشهاد النقيب اثناء اداء عمله الامني وبسبب تكاثر المخالفين للانظمه وللاقامه وتجاوزهم الى حد استخدام الاسلحه الناريه لتعكير الامن والاخلال بالانظمه وعدم مبالاتهم بالحملات الامنيه لتوقفها بالشهر الكريم ( رمضان )
رسالتك واضحه وستصل لرجال الامن الاوفياء واصحاب القرار لتعزيز حراس الحدود واعادة الحملات الامنيه لتعقب المخالفين للاقامه بجميع مدن المملكه وبالجنوب خاصه
موفق ودعواتي لك بالتوفيق والسداد
ابوتركي
23/06/2018 في 3:19 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله مبدع يا ابا محمد في القياده وفي التحليلل الاستراتيجي . محبك احد قناصة ٢٠٠٩
ابو حسام
23/06/2018 في 5:46 م[3] رابط التعليق
عبارات بليغه وكلنا ذاك المواطن الغيور على دينه وبلده
وياليت الاعلام مشكورا يتفاعل مع مثل هذه البطولات ولا يمل
هذه ارواح احباب علينا تبذل من اجل الوطن لا نرضى حتى يبادر الاعلام اكثر واكثر وخاصة الاعلام المرئي والمسموع
تسلم سعادة اللواء
يحيى الشهراني
24/06/2018 في 11:44 ص[3] رابط التعليق
وففك الله وسددك وارجو ان تجد كلمتك هذه صدىً لدى ولاة الامر