جابر ملقوط المالكي :
ورثت الدولة العثمانية منذ تأسيسها على يد (عثمان بن أرطغرل) سنة(٦٥٥ للهجرة) أسلافها من الدول الإسلاميةالمتعاقبة ، وانتشر على يديها شيء من الإسلام، وكثير من الخراب والدمار لامس هذه البلاد فعمت الفوضى، وحكمت شريعة الغاب، حتى هيأ الله لديارنا من أمرها
رشدا، بتآلف مؤسس الدولة السعودية الأولى سلطة السيف- (محمد بن سعود) -مع سلطة الدين الوسطي المتجدد الخالع للشركيات والبدع والخرافات – الشيخ( محمدبن عبد الوهاب)، وكان ذلك بحلول عام(١١٥٧ للهجرة)ولقد تعرضت هذه الدولة وما تبعها من دول (سعودية) لتآمر العثمانيين الأتراك فأرسلوا الجيوش، وألبوا البدو والحضر ، وكلما قضوا على دولة، قام ( أسد من آل سعود) فأسس أخرى أكبر وأقوى، حتى
ظهر الصقر المؤسس (عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود)-يرحمه الله وصحبه وأموات المسلمين- فكسر شوكة الأتراك ومن حالفهم وأقام دولته (السعودية الثالثة) وطار بها بجناحين هما:
١- القوة، منعة وإنصافا.
٢- الشرع، قانونا ووسطية وعدلا، وهذا الشرع يقوم على الدليل
ولا يحتمل الشك والتأويل، فكان علماء هذا البلد:
المثل الأعلى لا يبحثون عن سلطة، ولا يهتمون لثروة ، ولا يرضون مدحا، ولا يأبون نصحا، ولا يهابون قدحا، فدخلوا القلوب، وعطروا المجالس،وأضاؤوا الدروب، وقفاتهم مشهودة، وآراؤهم معدودة، هدوا بصائر ولاة الأمر -يحفظهم الله ويرحم الراحلين- وباركوا حكم الشرع
ووطدوا عرا الحق.
ثبتوا حينما تململ المخدوعون ، وأناروا وقتما أفل المتحذلقون
ورسخوا حالما تزلزل المتفيهقون، فكانوا:
الصخرة التي تحطم على جنباتها دعاة(جهيمان) سنة(١٤٠٠ للهجرة)
والمعول الذي فلق هام ( اللبرلة والوعاظ) في حرب غزو العراق للكويت
عندما دعا فهد السياسة والحكمة والدهاء -يرحمه الله-سنة(١٤١٠ للهجرة)، لحلف دولي، يؤازر جيشنا البطل، فنسف أحلام المردة ونحن الشعب السعودي نتناول الآيسكريم ونتلذذ بالمندي وشواء الذرة في المتنزهات والشواطئ مع الإخوة الكويتيين والذين اقتسمنا معهم آنذاك اللقمة والمنزل.
علماؤنا هم : العدة والعتاد للحق لا سواه، والثبات والرسوخ للهدى لا غير أعني (هيئة كبار علماء هذا الوطن المبارك) والذين كثر ( التغريد ضدهم، وطفح كيل التلميح تجاه( دورهم وأثرهم) ولهذا:
نجدد العهد على اتباع شرع الله من خلالهم، وموالاة سنة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- المنقولة بهم، لا حماس واعظ يطير بنا، ولا نتن لبرالي يعتور احترامنا، وندعو لهم بالصلاح والفلاح
وندعوهم إلى:
نشر وسطيتهم، وتعميم آرائهم ، وتجدد مواقفهم وخطابهم، ومضاعفة جهدهم ؛ لإدراك شبابنا وشاباتنا قبل زيغ لا يعالج
وميل لا يعتدل، وكلنا لهم الطاعة والاحترام، ولسلطة ولي الأمر – أيده الله- البيعة والشغل والنفاذ، لن يضرنا أحد ما بقينا يدا واحدة في سعوديتنا الغراء لا في السراء، ولا في الضراء.