غالية نعمة الله
تشهد تركيا وضعا متأزم على أثر الخلاف الأخير بين أمريكا وتركيا حيث فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية على تركيا لعدم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون المحتجز لدى أنقره والذى تطالب واشنطن بالإفراج الفورى عنه بينما السلطات التركية ترفض الإفراج عن القس الأمريكي .
مما جعل ترامب يفرض عقوبات على تركيا منها مضاعفة التعريفه الجمركية على الصلب و الالومنيوم المستوردين من تركيا وكما نعلم إنهم مصدرين حيويين بالنسبة للاقتصاد التركي وكان هذا القرار له تأثير بالغ على الاقتصاد التركي ونحن نشاهد أثاره الان على تركيا وازمتها الاقتصادية وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حليفان إلا أن أمريكا دائما تنظر الى حلفائها بنظرة تعالى وكبر وهيمنه فإما أن تنصاع أنقره كتابع ذليل إلى الإرادة والقرار الأمريكي وإلا سوف تلقى مزيد من العقوبات فلا ننسى أن تركيا تسعى لعقد صفقة صواريخ مع روسيا وأيضاً رفضت تركيا العقوبات التى فرضتها أمريكا ضد إيران فكان يجب أن يتم تقليم اظافر أنقرة حتى أن البنك المركزى الأوروبي يحذر الأن من تعامل بنوك الاتحاد الأوروبي مع تركيا وقد يكون الانهيار الاقتصادي فى تركيا بلغ نقطة اللاعودة وحتى لو تراجع أردوغان عن أفعاله وإنصاع مره اخرى الى الإرادة والهيمنة الامريكيه فلن تعود العلاقات بين البلدين إلى ماكانت عليه سابقاً .
فقد تسبب أردوغان فى تدمير سمعة تركيا إقتصاديا وسط المستثمرين وقراراته المتهوره تزيد الازمه تعقيدا وإصلاحها قد يتطلب سنوات عديده ولإصلاح ماتم يستدعى الأمر إلى وجود قياده وعقليه جديده مختلفه تماما .
وللخروج من هذه الأزمه أعلن امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى خلال لقائه مع أردوغان بأن قطر ستقدم لتركيا استثمارات بمبلغ ١٥ مليار دولار فى مشاريع مختلفة وهكذا نجد أن التحالف الإرهابى يحاول أن يسند بعضه بعضا كما فعلت تركيا وساندت قطر فى أزمتها مع الخليج ومصر .
ولكن قطر الان فى موقف لاتحسد عليه فهى تدعم أهم حليف لها وهناك تخوفات من أن يتسبب دعمها لهذا الحليف فى إغضاب أمريكا .
ولشدة هذه الأزمة على تركيا فقد لمحت تركيا عن إمكانية التراجع عن موقفها فى الازمه مع الولايات المتحدة الأمريكية قائله إنها على استعداد لمناقشة القضايا العالقة مع واشنطن دون تهديدات .
ولكن واشنطن سوف تتخذ إجراءات تصعيدية جديده ضد تركيا إذا لم تنصاع للقرارات الأمريكية وان تطلق سراح القس الأمريكى المحتجز لديها .
وليس فى يد أردوغان أوراق كثيره للضغط على ترامب سوى التهديد بالخروج من حلف شمال الأطلسى ( الناتو ) وأن يوثق علاقته مع روسيا وقد أعلن أيضاً أن بلاده سوف تقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية .
ولكن تركيا بحاجه إلى إجراءات اقتصادية للخروج من هذه الأزمة الاقتصاديه الطاحنة أما الإجراءات الدبلوماسية فلن تحل الازمه حيث أن الفشل فى تخطى هذه الازمه سيصبح مكلف جداً لتركيا وخاصة وأن ترامب يستخدم العقوبات الاقتصادية كأداة مدمره فى مواجهة تركيا فهل تجرؤ انقره على مواجهة واشنطن وخاصة وأن سبب الازمه بسيط لا يستحق تخريب الاقتصاد التركي .
وفى محاولة لإنقاذ الموقف يطالب أردوغان الشعب التركي بتحويل كل مدخراتهم بالدولار الى العمله المحليه الليره ولكن من الواضح أن أمريكا سوف تضيف عقوبات جديدة على النظام التركي مما يدخل النظام الاقتصادي التركي فى أزمه كبيره فى المستقبل القريب .