صالحة الشيخي
انا التعريفية المبالغ فيها نوعاً ما هي الـ ( أنا ) العنصرية البعيدة عن اللون والجنس والمذهب والمتركزة حول المعرفة والمحصول العلمي وعدد الشهادات والدورات التدريبية والكتب المرصوصة بالأرفف والمناصب المشغولة !
حوار تلك الـ ( أنا ) يتلخص في (أنا أعَرف) ؛ (أنا لدي الخبرة) ؛ (أنا ذو مكانة ومنصب) بعنصرية تفتقر إلى مهارة التخاطب مع الطرف الآخر ، كما أنها تفتقر أيضاً إلى مهارة الاستماع والإنصات ، بل أنك لا تجد فيها سوى التعالي نحو قبول الآراء وقبول النقاش والانتقاد لكون صاحب تلك الـ ( أنا ) يرى ذاته محوراً للحديث ؛ بل وربما محور للكون كله ! والكارثة أنه قد يكون رغم ذلك ناجحاً في ميدانه الوظيفي والمهني ولكنه ساقط أيما سقوط في التعامل الإنساني بسبب عنصريته المجوفة والخالية من الأخلاق !
بينما تجد أناس لا يملكون من شهادات الحياة إلا شهادة ألسنتهم وابتسامات شفاههم وبياض قلوبهم وأخلاق أرواحهم ولكنهم يحسنون كيفية التعامل مع الآخرين بكل احترافية ومصداقية!
تجدهم يمتلكون كل أنواع الدورات التدريبية من معرفة الذات إلى رقي التعامل دون دراسة أو شهادة ، وبسبب ذلك تراهم ناجحين في حياتهم سواء على المستوى المهني أو الاجتماعي دون ان تكون ضمن قواميسهم تلك الـ ( أنا ) الأنانية !
ولنا في رسولنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة فرغم أنه كان أمياً إلا أن الله اصطفاه ليكون نبياً ورسولاً للعالمين وقال تعالى واصفاً له : {وإنك لعلى خلق عظيم}.
– إذا فلنرتقي …