الكاتب - محمد الدليمي  

من يشاهد حجم كل هذه الحملات المسعورة الممنهجة وشدة ضراوتها وتفنن القائمين عليها والتي أمست بعض قنواتها تبث بثا مباشرا اصاب المشاهدين بالغثيان ليس بسبب التكرار والملل فحسب انما بسبب كم الأكاذيب والتسريبات التي تنسب الى مصادر قريبة او مصدر رفض ذكر اسمه او الى جملة من التهويشات والأسقاطات 24 ساعة على 24 ويتناوب المحللون والكتاب والخبراء وكلهم وبقدرة قادر لا يحيدون عن تصويب سهامهم الطائشة فقط نحو شخص واحد لا غير؟؟ ونسي هؤلاء الحكمة الأموية القديمة ان كل مكوث طويل مملول وكل مملول مخذول ولن يجدي نفعا نصبكم لكاميرات ومراسلين ينامون ويصحون على ابواب قنصلية دولة انها لعبة الإعلام الفاشل والمرتبك .
لنتناقش بهدوء لو افترضنا ان احد الأجهزة او لنقل بضعة ضباط في جهاز ما قد تجاوزو حدود المهمة الموكلة اليهم في المملكة العربية السعودية وهنا فالسعودية كيان دولي معترف به ولها قوانينها ونظمها وهي دولة مسؤولة الا يكون من حق مؤسسات القضاء والنيابة فيها ان تقوم باجراءاتها مثلما حصل في دول اخرى وكمثال قريب أختفاء مدير الأنتربول الدولي وهو من أهم المناصب الأمنية الرفيعة في العالم ولم تتدخل باريس دولة المقر في قضية اختفائه رغم اهميته الدولية عندما قالت الصين انه مواطن صيني ويخضع لقوانينا بينما لا يريد الأشرار ان يتم لتلك القضية في السعودية مثل ذلك؟ بل هم لا يريدون تحميل المسؤلية الا لشخص واحد يمارس صلاحياته في بنية مؤسسات الدولة السعودية بموجب النظام الاساسي للحكم فيها .
قصة حادثة تحصل مثلها وحصلت في كل دول العالم لكن لا يراد لها الا ان توجه القضية نحو شخص واحد بالأسم بينما تقر الاعراف الدبلوماسية في هذه الحالات ان الدول كاشخاص من اشخاص القانون الدولي هي المسؤولة .
ولو افترضنا مرة اخرى ان الأجهزة الأستخبارية التركية وبحسب تصريحات الرئيس التركي السيد رجب طيب اردوغان تمكنت من رصد وتسجيل الواقعة بالصوت والصورة فهذا يعني انها نجحت في اختراق مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول وزرعت كاميرات دقيقة ولاقطات في منشأة دبلوماسية تتمتع بالحصانة الدبلوماسية التامة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والتي يعد بموجبها مبنى القنصلية ارض سعودية تمارس عليها الدولة السعودية كامل سيادتها انطلاقا من نظرية الحقوق والامتيازات المتقابلة للدول فهل يجوز انتهاك حرمة بعثة دبلوماسية بغض النظر عن طبيعة الحادثة.
ثم هنالك سؤال آخر؟ يرتبط بمجريات الحادثة ان نجحت السلطات التركية في عملية الأختراق تلك وتمكنت من رصد حركات وسكنات ووقائع ما حصل في داخل القنصلية فلماذا لم تتحرك في الوقت المناسب وتداهم القنصلية وتمنع وقوع جريمة قتل إنسان وهنا التبرير الاخلاقي متوفر كغطاء لتصرفها لكنها سعت الى التوثيق الى درجة تصوير كل محتويات حقائبهم والأستماع والمتابعة ومن ثم بالسماح للمتهمين بالمغادرة وبعدها شرعت في الأستثمار في تداعيات الحادثة الى حد التطابق مع غايات وأهدف الأطراف الاخرى التي فقط تريد ان تتهم سمو الأمير محمد بن سلمان حصريا بتحمل مسؤلية الواقعة في مسلك غريب عن اخلاقيات ولياقات التعامل بين الدول .
اليس هذا نوع من التآمر المفضوح والتسويق للابتزاز السياسي في قضية جنائية تعهدت السلطات السعودية بالقيام بكل ما هو مطلوب منها وفقاً للقوانين السعودية النافذة في دولة ذات سيادة ويحضى قضائها باحترام كبير واقامت العدل في سوابق عديدة حتى على افراد من الأسرة المالكة .
يستهدفون سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لانه الرجل القوي والشجاع في المنطقة امتلك رؤية ثاقبة لتعزيز مكانة المملكة سياسيا واقتصاديا وعلميا رجل طموح يسعى الى تقوية وبناء قدرات السعودية وزيادة منعتها وفاعليتها في الاقليم وعلى الساحة الدولية قائد عربي شهم وقف الى جانب قضايا أمته وتحمل مسؤليته القومية في التصدي للمشروع الفارسي الايراني التوسعي في المنطقة اغاضهم بخطواته ومبادراته الداخلية والخارجية وفضح القوى العابثة بالأمن القومي العربي وسمى الأشياء باسماءها حيث لم تعتاد تلك القوى الحاقدة واللئيمة ان تتعاطى مع قائد فذ وشخصية قيادية تسلحت بقيم الشهامة العربية والنخوة والاصالة وتفرد بمزايا يتطلع اليها شباب الامة العربية في انتهاج سبل التخطيط السليم والرؤية الاستراتيجية وقبل هذا وذاك تسلح بالقدرة على الانجاز رجل يعد ويفي يقول ويفعل غير هياب للشدائد والصعاب.
ولعمري فأن مساعيهم ستخيب على صخرة الثقة العالية بشعب المملكة ومعه كل الخيرين العرب الشرفاء وينبغي ان نقف صفاً واحدا الى جانب مملكة العز والعزم والفخر ونصطف سوية مع اميرنا الشجاع والفارس اليعربي محمد بن سلمان رجل الدولة البارز وملهم العزائم ولن تثنيه كل ما نسمعه من الخوار والنهيق الأجوف ويا جبل ما يهزك ريح ومثلما قال ابو الطيب المتنبي :
على قدر اهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتكبر في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين العظيم العظائم