جمال بنت عبدالله السعدي
تحت هذا العنوان و في مقدمة لعوامل نشأة الحركة الأدبية بالمدينة المنورة في العصر الحديث والصادر عن نادي المدينة المنورة الأدبي العام١٤٣٩ .
عرض الدكتور محمد إبراهيم الدبيسي لهذه العوامل في كتاب أطلق عليه “كتيبا”-تواضعا جما من الكاتب- ولكنه حوى وجمع أهم تلك العوامل بإضاءات و ومضات يستنير بها المهتم و الباحث عن تاريخ المدينة المنورة الأدبي في الفترة من ١٣٤٤ – ١٤٣٢ والموافق ١٩٢٥ – ٢٠١٠م ، بأسلوب سرد رشيق وعرض شائق ، و تحدث فيه عن أهم تلك العوامل التي ساهمت بالحراك الأدبي فيها ، وأهم شخصياتها البارزة التي تركت بصمة مميزة ، ولا زالت تتربع على قائمة شخصياتها وأعلامها .
وكيف أن المكان – المدينة المنورة – والتي تعتبر من أهم الحواضر العربية والإسلامية لموقعها الجغرافي، بما فيه من مزايا وخصائص فكّون بيئة جاذبة للقبائل للإستقرار فيها ، والى جانب مرور قوافل التجارة بين الشام واليمن منذ القدم ، وتمتعها بالإستقلال عن بقية الحواضر لتمتعها بالامكانيات الزراعية و الصناعية – الى جانب الزمان الذي تحقق فيه الإستقرار السياسي والاجتماعي في تلك الفترة ، و كان قد ساهم في توفير المناخ الحيوي في بناء شخصية الأدباء في المدينة المنورة وأدى الى ثراء تجربتهم وملكاتهم الإبداعية شعرا ونثرا .
ومما زاد المدينة المنورة شرفا الهجرة النبوية الشريفة ، فساهمت بإضافة المكانة الروحية لها بكونها أول عاصمة للإسلام ، و مما شكّل لها تحولا جذريا ، و آخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فتحقق التعايش السلمي بين القبائل و أصبحت اكثر استقطابا للعلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي الذين أحبوا الإقامة بالمدينة المنورة ، أو الذين يأتونها حجا وعمرة. ويعتبر المسجد النبوي الشريف مكرسا لدور المسجد بنشر العلم ،و المصدر الأول للمعرفة باحتضانه علماء الأمة على مر العصور عبر حلقات العلم بمختلف العلوم الشرعية والانسانية ، وتجلى فيه تنوع الثقافات وتناقح الأفكار والحوارات الأدبية والفكرية، والسجالات العلمية، وتشجيع المواهب الأدبية فكان يغص بالطلاب من مختلف الأعمار ، وفيه تشكل وعي أدباء المدينة المنورة و اكتمل فيه بناء شخصياتهم ، فمثلوا جيل الريادة أدبا وعلما وثقافة .
يقول الشيخ عطية محمد سالم (١٣٤٦-١٤٢٠ ) و هو أحد ابرز علماء المسجد النبوي الشريف ” إن أثر المسجد النبوي على العلم عامة وعلى علماء المدينة المنورة خاصة كأثر النبع العذب الفياض على كل كبد ظامىء يروي عطشه ، و كل زرع نابت يسقي نبته ، و كأثر الشمس يشع نورها وترسل شعاعها فينقشع ظلام الليل ، وينفجر ضوء الفجر الوضاء ”
وفي ذلك ايضا قال الشيخ عمر فلاتة( ١٣٤٥-١٤١٩)
“عاصرت المسجد الشريف وهو مدينة العلم وجامعة الجامعات ، فإذا ما كان المساء ، رأيت الحلقات العلمية قد انعقدت من بعد صلاة العصر ، ورأيت أوجه الطلاب وقد تلألأت ، وعلماء المسجد النبوي الشريف قد توسطوا الطلاب ” وقد ادرك منهم٧٦ عالما .
وليس عبثا أطلق عليه “الجامعة” لدوره الحيوي في نشر العلم ، مع إتاحة المجال لطلبة العلم تخير الزمان والمكان لإلقاء الدروس ،و أصناف العلوم المختارة ، و أسماء المشايخ الذين يرغبون بالأخذ عنهم . فكان المسجد النبوي ذروة مؤسسات المعرفة والذي تأصل فيه وتحصل على العلم منه العديد من أعلام المدينة المنورة مثل عبد العزيز الربيع ،و محمد حسين زيدان ،وعبيد مدني، وعثمان حافظ ،وعزيز ضياء، وعاصم حمدان وغيرهم كثير.
ولا يفوتنا الإشارة الى دور الزوايا في المساجد والأربطة التي تؤوي الفقراء وطلاب العلم والمجاورين للمسجد، و التي بلغ كل منها عدد ١٨ ساهمت في نشر العلم في الفترة ما قبل انشاء المدارس الحكومية .
كذلك اهتم أهل المدينة المنورة بالكتاتيب التي كانت أقدم المؤسسات التعليمية الوقفية و تعكس البعد الثقافي المتنوع في النسيج الاجتماعي في المدينة المنورة ويسمى الكتاب بإسم مؤسسه ، و بلغ عددها في البدايات – ٩ للبنين و عدد ٦ للبنات – و قد أدت رسالتها التعليمية قدر إمكانياتها ، وحرصت على تحفيظ القرآن الكريم وبعض العلوم النافعة، وتراجع دورها مع توسع الدولة السعودية في فتح المدارس النظامية و إتاحة التعليم المجاني للجميع .
الى جانب الكتاتيب كانت المدارس الوقفية و أشهرها مدرسة العلوم الشرعية تأسست عام ١٣٤٠ هجرية – ١٢٩٣م و التي أسسها الشيخ الجليل أحمد الفيض أبادي ( ولد بالهند عام ١٢٩٣ وتوفي عام ١٣٥٨ ) وكان لها الدور الرائد في حركة التعليم بالمدينة المنورة ، حيث اعتنت بتعليم العلوم الصناعية والفنية كالنجارة والميكانيكا ، وهي أول مدرسة انشئت قبل العهد السعودي ولاتزال قائمة حتى اليوم وهي أول من ابتعثت الطلاب إبتعاث خارجي .
- 29/04/2024 تخصيص أول مدرسة للموهوبين في الأحساء بشراكة ” موهبة ” وإدارة التعليم.
- 29/04/2024 “برعاية وزارة الاستثمار” معرض أوتوميكانيكا الرياض يفتح أبوابه غداً
- 29/04/2024 “سموُّ أمير منطقة جازان “يستقبل وكيل وزارة البيئة والمياه والزارعة “فيديو وصور”
- 29/04/2024 “نادي فنون جازان” يُشارك في مهرجان المانجو بمعرضٍ تشكيلي
- 29/04/2024 رفعًا للكفاءة التشغيليّة للمباني الحكوميّة وتحسينًا للمخرجات التعليميّة ضمَّ عدد من المدارس في تعليم اللِّيث
- 29/04/2024 “الأرصاد تُنبّه” أمطار من متوسطه إلى غزيرة على منطقة جازان
- 29/04/2024 إِخْوانكم تعايد 55 يتيماً عَبْر (فَرحَة العيد )
- 29/04/2024 “فيديو “كل مرة أبوس رأسه أبغى يسامحني “الهريفي” يعلن ندمه بعد سخريته من نافورة البوليفارد .
- 29/04/2024 تدَّشين فعاليات أسبوع البيئة بِمحافظة القنفذة تحت شعار تعرَّف بيئتك
- 28/04/2024 “أمير الرياض “يوجّه بسرعة الرفع بنتائج الإجراءات حيال حالات التسمم المرصودة بإحدى المنشآت
28/11/2018 12:49 م
قراءة في كتاب “نشأة الحركة الأدبية بالمدينة المنورة” -١-
جمال بنت عبد الله السعدي
جمال بنت عبد الله السعدي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ajel-news24.net/231122/