د. روان النمري
من غير إنتهاء من غير بداية كان هنا الوسط ..الذي ينفذ لجميع الطرق .. الطرق التي لا تؤدي إلا إليك .. الطرق التي لا تزال صامدة تجمع بعضي وتأخذني إليك ..
لم يكن هذا الزمان زماني وحدي .. ظننتُ بأني شجرة يوماً ما .. واقفه أنتظر أن تحط العصافير رحالها على أغصاني .. ويحتمي النمل تحت جذعي ويعود العشب يتسلقني ويضم أطرافي .. وتدخلني الشمس لتعيد الدفء لعروقي .. عِشتُ اياما دون ماء .. عطشتُ كثيراً.. لكني أعدت تخزينه داخلي لِـتستمر روحاً بداخلي تُسمى “حياة”
كذلك انت بالنسبة إلي ..
خزنت الكثير منك قبل رحيلك.. في ذاكرتي.. في حقيبتي وتحت جلدي..
لم يعد هناك مخزوناً يغطي غيابك ..
حملت حقائبي المهترئة .. حملت جسدي التعب .. التعب جداً من مزاولة مهنة الحياة دون بصر .. دون إتجاه .. دون طريق يشدني اليك..
وفي يدي رسائل كثيرة كُنت قد كتبتها إليك في الليل الأسود في الصباح الأبيض في أوقات البرد في النحيب في الفرح الشديد .. شددت يديّ عليها أكثر!! لأن هذا اللقاء قرب موعده !
مضيت في أولى خطواتي .. وكأنها خطواتي الأولى على هذه الأرض .. دون تنحي دون تعثُر .. سأستمر بالخطو باتجاهُك ..
خذيني أيتها الطرق .. خذيني لجميع الأوطان التي تصب في عينيه..
جُريني من أعماق الأرض واحمليني لسماءِه ..
فتحت يدي ووجدت بذرة يانعة نمت بفعل الماء .. أي حياة صببتها في يدي .. وَ هاهي أصبحت شجرة !
في قربك .. الوجود ينبض بالحياة ..
واختار منفاك لي وطن ..
واختار منفاك لي وطن ..
وما أجمله من وطن .
التعليقات 3
3 pings
Khallad Alhokail
18/03/2016 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
????????????????????
Mahermoj
18/03/2016 في 1:10 ص[3] رابط التعليق
” خذيني أيتها الطرق .. خذيني لجميع الأوطان التي تصب في عينيه.. ”
باختصار شديد .. هذه هي الفكرة اللتي ندور حولها و نرغب بها
احسنتِ د. روان ..
جداً جميل
عبدالرحمن البديوي
15/07/2016 في 7:30 م[3] رابط التعليق
جميل .. و كلمات راقية