ضمن الأنشطة التي أقامها نادي الأحساء الأدبي بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، بالشراكة مع مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة العربية، وكلية الآداب بجامعة الملك فيصل، أقام نادي الأحساء الأدبي يوم أمس الثلاثاء 9 جمادى الأولى 1440 هـ ندوة حملت عنوان “اللغة العربية والشباب” أدارها رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك فيصل د. عبد الله الحقباني، وشارك بها أ.د. عامر المختار الحلواني، ود. عبد القادر الحسون، ود. محروس القللي، ود. عمر الأمين.
تحدث الحلواني عن مشاكل اللغة العربية الفصحى، وعن الأخطاء الشائعة والتي وصلت للأسف إلى بعض أطروحات الدكتوراه في أقسام اللغة العربية في الجامعات، مما يؤكد معانات اللغة العربية الشديدة، فإذا كان نخبة المعلمين – حيث إن أغلب دارسي الماجستير والدكتوراه هم معلمون في المدارس العامة- يقعون في الأخطاء اللغوية والإملائية فكيف بغيرهم؟!
واقترح الحلواني لحلول هذه المشاكل مجموعة من الخطوات أبرزها:
1-النظر الجدي في مشكلات اللغة العربية، 2-تبسيط المعرفة اللغوية وتطويعها لحياة الطلاب اليومية، 3-الارتقاء بالذهنية العربية حيث لا يكون العربي مجرد مستهلك للمعرفة بل صانع ومنتج لها. ولا يكون ذلك إلا من خلال خطوات عملية هي: تجنب المقاربات التمجيدية التي لا تفيد اللغة العربية والالتزام بالموضوعية في التعامل مع اللغات العربية ، وتعميم تدريس اللغة العربية بمعاييرها العلمية الدقيقة، والتزام المعلمين في كل المستويات باللغة العربية الفصحى في التدريس والمحاورة والنقاش، وكذلك تعليم اللغات الأجنبية وتدريبهم على المصطلحات العلمية والتقنية والمضامين المعرفية.
قدم د. عبد القادر الحسون ورقة بعنوان (الشباب واللغة والتواصل) تناول فيها خصوصية عملية التواصل عند الشباب فبين أنها تندرج ضمن ما يسمى التواصل الأفقي وبرر ذلك بالمميزات الجسدية والفكرية والنفسية لدى فئة الشباب مثل الحركية والاندفاع والقدرة على العطاء والميل إلى التجديد والاختلاف لإثبات الذات. ودعم الدكتور الحسون أطروحته بإجراء دراسة على لغة الشباب المستخدمة في وسائل التواصل الاجتماعي وهي لغة هجين تجمع بين لغات ولهجات وطرق في التعبير مختلفة تتراوح بين استخدام الأصوات والكلمات والمختصرات والرموز. وأطلق الدكتور على هذه اللغة مصطلح الشفاهية الثانية مبررا استخدامه لهذا المصطلح بأن هذه اللغة الرقمية التي تعتمد على الوسائط المتعددة لا تخضع للقواعد النحوية والإملائية وإنما هي محكومة بتحقيق الأغراض التواصلية التي فرضتها العولمة على الشباب. ودعا الدكتور الحسون في الختام أهل الاختصاص إلى العمل على تطوير اللغة العربية وتجديدها حتى تتمكن من مواكبة العصر وتحافظ على مكانتها وذلك لا يتحقق الا اذا كانت قادرة على تلبية الحاجات التواصلية لفئة الشباب.
وتحدث الدكتور محروس القللي:
حول التربية للناشئة والتي هي الأساس لصناعة جيل قادر على استيعاب لغته العربية وإتقانها، وذكر أن الشباب العربي قد أوجد أبجدية بديلة للحرف العربي من خلال الإنترنت، حيث استخدموا العربية من خلال الحرف اللاتيني مدمجًا بمجموعة من الأرقام وذلك لتعويض الحروف العربية غير الموجودة في الأبجدية اللاتينية، وذكر أن الضعف الناتج في اللغة العربية عند الناشئة ناتج من ضعف المؤسسات التعليمية في العالم العربية وعدم وجود أنظمة صارمة في تعليم اللغة العربية، وذكر أن حالة الضعف في اللغة العربية قائم على مجموعة من العوامل أبرزها:
التغريب
وهو تغريب جزئيٌّ يَبتعدُ بهم عن عمقِ الهويةِ العربية، وكذلك عن التعمق في مرجعية الغرب الثقافية التي أهَّلته إلى توظيفِ أدواتِ الحضارةِ المعاصرةِ.
إن اللغة تعاني! إن الشباب يعاني! فقر اللغة! فقر الشباب اللغوي
العولمة الثقافية
حيث لم نأخذ من العولمة إلا اسمَها.
التطور التكنولوجي ومصطلحاته السيارة:
“أيقنتُ أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلوم!”
عندما تنمو هذه الفكرة في يقين كل شاب فإنها تُفقده هويته بقوة لا خيار له فيها.
وفي الأخير تحدث د. عمر الأمين وذكر أنه متفائل بالشباب العربي في حماية اللغة وحفظها، وذكر مثالا لتجربتين شعريتين شابتين لما تتجاوزا العشرين عامًا من عمرهما، هي للشاعر الشاب السوداني بحر الدين الطيب، والشاعر السعودي سليمان بوخمسين وهو أحد طلاب جامعة الملك فيصل، مستعرضًا تجربتهما الشعرية ونماذج من أعمالهما ونصوصهما.
وفي نهاية الندوة شكر رئيس نادي الأحساء الأدبي أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري، المشاركين وقدم لهم درع النادي التذكاري.