ألزمت وزارة التعليم المدارس بتخصيص معلمين أو معلمتين لتولي مهام الإرشاد الصحي في المدارس التي يزيد عدد طلابها أو طالباتها على 100 طالب أو طالبة، وتخصيص معلم واحد أو معلمة واحدة للمدارس التي تضم 100 طالب أو أقل، مع منح من يكلف بمهمة المرشد الصحي تخفيضا في نصاب الحصص الأسبوعي المقرر له بما لا يقل عن 8 حصص أسبوعية وفق المتاح.
وزارة التعليم ما زالت رغم تغير الوزراء لم يتم تغيير منهج الوزارة وخططها المبنية على تعاميم يصدرها مسؤولون من مكاتبهم ولا يعلمون ما يحدث في الميدان التربوي من مشاكل وصعوبات إلا من خلال التقارير الورقية!.
جرت العادة في التعليم أن المعلم الذي يريد الراحة من التدريس وما يتبعه من متطلبات في تحضير المادة وتصحيح الدفاتر ورصد الدرجات وإعداد أسئلة الامتحانات يتقدم إلى الإرشاد الطلابي، وها هي الوزارة الموقرة تكرر الخطأ بتكليف معلمين أو معلمات غير متخصصين في الإرشاد الصحي، وفي رأيي أن المرشد غير المتخصص يسهم وبشكل كبير في فشل الإرشاد الطلابي أو الصحي في المدارس؛ لأن المرشد المتخصص يفني من عمره أربع سنوات يدرس ويعد البحوث في مجال تخصصه، فالمرشد المتخصص يدرس العلوم النفسية سواء علم نفس أو علم اجتماع أو خدمة اجتماعية؛ ولذلك تجده يعمل في مجال الإرشاد الطلابي عن معرفة، أما غير المتخصص فليس لديه أدنى قدر من الدراية في هذا المجال؛ لأنه بعيد عن هذا التخصص المعقد، حيث يخوض في أعماق النفسيات البشرية بالاجتهاد أو بعض البرامج أو الدورات القصيرة، وكما هو معروف فإن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا كان تخصص المرشد الطلابي اجتماعيات أو دراسات إسلامية أو مكتبة أو أحد تخصصات العلوم فكيف سينتج؟ مع العلم إذا كان بعض المتخصصين يعجزون في هذا المجال!، وعلى غرار المرشد الطلابي فإن المرشد الصحي في كل مدرسة سيعفى من الإشراف أثناء فترة الفسحة وحصص الانتظار ويُكلّف بوضع خطة للإرشاد الصحي بالمدرسة تتوافق مع خطة إدارة الصحة المدرسية؛ ولذلك سيكون الطلب عليه من المعلمين والمعلمات متزايد؛ لأنه عمل مكتبي بعيد عن وجع وصداع التدريس!.
كان بإمكان وزارة التعليم أن تُعين مُرشدين صحيين متخصصين ليكون الهدف المنشود متحققاً، فالمرشد الصحي المتخصص يعرف ما يتعلق بالفحوصات والتحصينات الميدانية والاهتمام ببث رسائل التثقيف الصحي من خلال الإذاعة الصباحية والملصقات والمطويات والندوات، ويعرف كذلك الإشراف على المقصف المدرسي من حيث النظافة وملاءمة المكان واستيفاء الشروط الصحية للعاملين والعاملات فيه والعمل على إصحاح البيئة المدرسية، وذلك عن طريق التأكد من صلاحية الفصول من حيث السعة والتهوية ومناسبة المقاعد للطلاب والطالبات، والإشراف على صلاحية دورات المياه والخزانات ونظافتها، والتأكد من التخلص من القمامة بطريق آمنة والقضاء على ناقلات العدوى مثل البعوض والذباب والفئران وتهيئة الجو النفسي والاجتماعي في المدرسة من خلال التنسيق مع أسر الطلاب والطالبات، ومن خلال التخصص فإن لديه المعرفة والمهارة في تطبيق الإسعافات الأولية في الحالات الطارئة وتحويلها للمركز الصحي إن لزم الأمر، إضافة إلى إلمام المرشد الصحي المتخصص بكافة إجراءات الأمن والسلامة داخل نطامّ البيئة المدرسية، والتي تشمل التأكد من توفر صندوق متكامل للإسعافات الأولية والتأكد من صيانة المبنى المدرسي وسلامته وتوفير عدد مناسب من طفايات الحريق والتأكد من فعاليتها وصيانتها، ودعم السلوكيات الإيجابية التي تمنع وتقي الطلاب من حدوث وتفشي الأمراض من خلال التهوية الجيدة بالفصول وتجنب مخالطة المرضى ونظافة المقصف المدرسي والنظافة العامة والخاصة ونظافة الفم والاسنان وتناول وجبة الإفطار وأهمية الغذاء المتوازن والاكتشاف المبكر للحالات المرضية.