عبدالصمد زنوم
ماَ بالُ وجهكِ يا جازان يكتئبُ
وفي عيونُكِ بان الجَهْدٌ و التّعَبُ
ليلٌ كئيبٌ و أحلامٌ مُضَرّٰجَةٌ
وروحُ طِفْلٍ لهَتْ في عُمْرهِ الرُّتَبُ
وانْشَقَّ في أفقِكِ الإفسَادُ وابَتَلعَت
مَباهِجٌ الحُسْنِ في انحائِكِ الكُرَبُ
مُدَّت إليك أيادِ البؤسِ من زَمنِ
وعاثَ فيكِ مُرِيدٌ نَهْجُهُ الكَذِبٌ
هذي حشيمة كم أوهى لبسمتها
من في كفوفه بان الهمُّ والعطبُ
كم من ملفـّاتٍ لفلذاتٍ وفي أسفٍ
باسم السمومِ وبالعِلّاتِ قد غربوا
طلاسم ُالَوهْمِ و التّدليسِ يَقْذَفُها
على بساطِكِ والأرواحُ تَنتَحِبُ
حتى متى تنَفُثُ اللّؤاءُ في دَمِنَا
وباعِث القَهْرِ في الميدانِ يَصْطَخبُ
هيَ الحقائقُ لا تُخْفَى وانْ دُفِنَت
لِطَمْسِ حَقِّ فيوم العَدْل تَنْتَصِبُ
عند الإلهِ تَشَكَّى حيث ُلاسُتُرٌ
يَنْدَسُ من خَلْفهاَ من عاشَ ينتَهبُ
جازانُ هذا أوانُ الطِهْرِ فاغتسلي
من كُل ِّمسعوِر قَلْبٍ مسّهُ كلبُ
هذي الديارُ لها شنٌّ ومحمدةٌ
لأمنها من أولي أبنائها سببُ
لَنَا ولاءُ لِحُكّام نمُدُّ لـــهم
من روحِنَا ما بِهِ الأَوْطَانُ تقتَطِبُ
فكم بذلنا لحفظِ الحكم أنفسناَ
وفي ربوعه من اجسادنا تُرَبُ
وما نرومُ سوى الإنْصَافِ من ذِمَمٍ
كَمِثلِ سُمٍّ زُعافٍ فوقَنَا سُكِبوا