
في خطوة سياسية جاءت بالتزامن مع إعلان الرياض قرب الأطراف المتنازعة في اليمن من الوصول لاتفاق لحل الأزمة، أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تعديلات أعفى خلالها خالد بحاح من رئاسة الحكومة، وكلف أحمد عبيد بن دغر برئاسة الوزراء، وعين الفريق علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية.
وبحسب وكالة الأنباء الحكومية «سبأ» أصدر الرئيس اليمني قراراً جمهورياً قضى بتعيين بن دغر رئيساً للوزراء.
وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس اليمني عين الفريق علي محسن الأحمر نائباً للرئيس، على أن يحمل بحاح صفة مستشار للرئيس.
يذكر أن علي محسن الأحمر كان يشغل منصب قائد الفرقة الأولى مدرع خلال حكم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح ، إلا أنه انشق عن صالح وانضم للثورة الشعبية التي أطاحت بحكمه في 2011، كما كان بن دغر قياديا بارزا في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح وانشق عن الحزب في العام الماضي وأعلن ولاءه لشرعية الرئيس هادي.
وتأتي هذه القرارات قبل أيام من بدء المفاوضات بين الحوثيين والحكومة اليمنية والمزمع انعقادها في 18 من الشهر الجاري في دولة الكويت.
وفي أول رد فعل اتجاه القرارات، أكدت مصادر مقربة من بحاح أن الأخير رحب بالقرار الرئاسي ووفقاً للمصادر فإن بحاح تمنى لخلفه النجاح في مهامه لا سيما في الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن.
ميدانيا، سيطرت قوات المقاومة والجيش الوطني اليمني على مواقع للمسلحين الحوثيين في محافظة الجوف شمالي اليمن، تزامناً مع غارات لطائرات التحالف العربي على مواقع وتجمعات الميليشيات في المحافظة، فضلاً عن غارات أخرى على جبهات عدة في محافظتي تعز ومأرب.وأوضح مصدر أن قوات الجيش والمقاومة شنت هجوماً عنيفاً، وسيطرت على موقع الزلاق في منطقة العقبة، بمحافظة الجوف، بعد اشتباكات مع الحوثيين. وأضاف أن الجيش والمقاومة تقدما أيضاً في مواقع بمنطقة الهضبة.
من جهته، أعلن قائد محور الجوف اللواء أمين الوائلي أن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أصبحت على تخوم منطقة أرحب شمال صنعاء، وتتجه غربا نحو منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، بعد أن أحكمت سيطرتها على مديريتي مجزر والغيل في الجوف. وكانت مصادر أشارت إلى ان المقاومة والجيش اليمني سيطرا على مركز مديرية الغيل وإدارة الأمن وأقسام الشرطة، وبالتالي السيطرة على المديرية بالكامل بعد تطويقها واستسلام أكثر من 25 متمردا وتسليم أنفسهم لقوات الشرعية مع أسلحتهم. وكان الناطق باسم المقاومة في محافظة الجوف، عبد الله الأشرف، أعلن الثلاثاء الماضي، أن أكثر من 80 في المئة من أراضي المحافظة باتت تحت سيطرة قوات الجيش والمقاومة.
زيارة تفقدية
في الأثناء، تفقد محافظ الجوف اللواء حسين العجي العواضي المواقع المتقدمة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية الغيل جنوب غرب المحافظة والواقعة على اطراف مديرية أرحب بمحافظة صنعاء.
وذكرت مصادر الجيش الوطني أن المحافظ اطلع على التجهيزات العسكرية ونوعية الأسلحة التي تستخدمها قوات الجيش والمقاومة في المعارك. وزار الخطوط الأولى لقوات الشرعية التي تتهيأ لمعركة مديرية أرحب بمحافظة صنعاء المدخل الشمالي للعاصمة.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن القيادات الميدانية للجيش والمقاومة اطلعت المحافظ على خططها لتطهير بقية المواقع والتقدم إلى عمق مديرية ارحب بالاتحاد مع قوات الجيش والمقاومة المتقدمة من مديرية نهم، المدخل الشرقي للعاصمة. كما اطلعوا المحافظ على وثائق ودلائل استخدام الميليشيات الانقلابية للشعوذة والحروز لتضليل اتباعها، وهو ما ينم عن تخلف الانقلابيين ومعتقداتهم الباطلة التي ينتهجونها فكراً وواقعاً.
وأكد المحافظ أن أبناء مديرية الغيل كانوا في مقدمة من ضحوا ودافعوا عن الوطن في وجه هذه العصابات، وأن كل بيت في هذه المديرية فيه شهيد أو جريح، وان الميليشيات بعد أن قتلت وهجرت الناس قامت بتفجير البيوت كعادتها، فهي مسيرة خراب وهذا مشروع تلك العصابات التي دمرت الوطن.
وتحدث المحافظ من على ركام أحد المنازل الذي دمرته العصابات الانقلابية، وقال: «إننا سنزرع شتلات الحياة لهذا الوطن الغالي، وسنبني الإنسان اليمني الذي أرادت الميليشيات له الموت، وستكون معركتنا هي معركة البناء». من جهتها، أكدت مصادر قبلية أن الجيش الوطني دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة نهم شمال شرق صنعاء حيث تدور مواجهات عنيفة وسط تقدم نحو مديرية بني حشيش الضاحية الشمالية الشرقية لصنعاء.
جبهة تعز
في تعز، كثفت مقاتلات التحالف العربي قصفها لمواقع وتجمعات الميليشيات في مديرية الوازعية جنوب غرب المحافظة، مع تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير جبل مطل على منطقة الحويمي في جبهة كرش. وأوضح مصدر عسكري لـ«البيان»، أن طيران التحالف كثف غاراته على إدارة الأمن، وادي رين، السويداء، جبل خوار، وبرح السحور في مديرية الوازعية، ودمر دبابتين للميليشيات الانقلابية في برج السحوح ومنطقة الشعيب. كما قصف التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في دمنة خدير جنوب شرق تعز، ودمر منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا تابعة للميليشيات في منطقة ورزان، حيث أفاد شهود عيان أن تعزيزات عسكرية للميليشيات وصلت إلى المنطقة.
وفي جبهة كرش الحدودية، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تطهير احد الجبال المطلة على منطقة الحويمي. وقال الناطق باسم جبهات العند، قائد نصر لـ«البيان» إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمكنا من تحرير جبل في قلب الجبهة يطل مباشرة على الحويمي. وأضاف أنه تم اغتنام بعض العتاد العسكري المتوسط الذي تركته الميليشيات قبيل هروبها من الجبل، فيما أصيب جنديان من الجيش الوطني خلال العملية، مشيراً إلى أن المواجهات لاتزال مستمرة مع الميليشيات في مواقع ميمنة ووسط الجبهة.
معارك شبوة
في محافظة شبوة، تواصلت المعارك بين قوات الشرعية والمتمردين في جبال الصفراء بمديرية بيحان وجبال الخضير بعسيلان، حيث يحاول الجيش اليمني والمقاومة السيطرة على الجبليين لإيقاف القناصين الذين تستخدمهم الميليشيات لمحاولة إيقاف تقدم قوات الشرعية.
وفي محافظة مأرب كثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع الميليشيات في جبهة صرواح غرب المحافظة. أما في محافظة إب وسط البلاد، فقد قالت مصادر محلية وأخرى ميدانية في المقاومة إن طائرات التحالف العربي قصفت مقر قيادة معسكر اللواء 55 حرس جمهوري الموالي لصالح بمدينة يريم. ودمرت الغارات مقر القيادة وعتاداً عسكرياً ثقيلاً بينها عربة إطلاق صواريخ كاتيوشا، مشيرة إلى أن قتلى وجرحى سقطوا في الغارات على المعسكر، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى داخل اللواء بعد قصفه.
اتصال هاتفي
أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً بمحافظ الجوف اللواء حسين العجي العواضي للاطلاع على سير العمليات العسكرية وتطورات الأحداث والمستجدات بالمحافظة في مختلف المجالات.
وثمن هادي الدور البطولي الذي تجسده قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحقيق الانتصارات بمحافظة الجوف، والتي كان آخرها تحرير مواقع الصفراء وبراقش والغيل من الميليشيات الحوثية وصالح الانقلابية. الرياض- سبأنت