صالح الخبراني
شاهد زوجته وهي تجلس أمام المرآة وقد توسطت تسريحتها التي تضم بين جنباتها كل أدوات الجمال والمكياج وأفخم العطور ، قضت وقتا طويلا وهي تتجمل متنقلة بين وجهها وشعرها ، انتهت رحلة المكياج وخرجت الزوجة بأجمل طلة ، مازال الزوج يتأمل جمال زوجته ولم يقطع تأمله سوى صوتها وهي تطلب منه أن يستعد لإيصالها لبيت صديقتها لتبارك لها مولودها الأول وتشاركها فرحتها ، تنهد الزوج وكتم غصة في صدره ملخصها بين قوسين :
( ليتك تتجملين لي كما تتجملين لصديقاتك ومناسباتك).
انطلق الزوج بزوجته للمكان الذي تقصده والصمت يخيم عليهما ، ولم يقطع ذلك السكون سوى رنين هاتفه ، أخرجه من جيبه ودقق النظر في شاشة جواله وارتسمت ابتسامة عريضة على محياه تؤكد مكانة ذلك المتصل في قلبه.
أعقبت تلك الابتسامة عبارات الترحيب المغلفة بالود والرقي ، استمرت المحادثة لعدة دقائق ضرب فيها الزوج أروع الأمثلة في الذوق وجمال الأسلوب ، الزوجة تتابع المحادثة بصمت وحالها يقول ( ليتك تعاملني بهذه اللباقة وهذا الأسلوب الذي تعامل به أصدقاءك ) .
عزيزتي الزوجة :
تأكدي أن زوجك الذي اختارك أما لأبنائه من بين نساء الأرض هو الأحق بجمالك، هو الأولى بكل دقيقة تقضينها أمام مرآتك ، تجملي للمناسبات والزيارات وهذا من أبسط حقوقك ولكن ضعي في الحسبان أن الزمن تغير وعبارة ( أقرب طريق لقلب الرجل معدته لم يعد لها مكانا ) .
عزيزي الزوج :
تأكد أن قوة الشخصية ليست برفع الصوت والصراخ ، إثبات الرجولة لا يكون بعبوس الوجه والتجهم ، ضع نصب عينيك أننا في زمن التقنية وبرامج التواصل التي تعد مرتعا خصبا لمعسول الكلام ، فلا تجبر زوجتك بجفافك وغلظتك وسوء تعاملك أن تتجه لتلك البرامج لتروي عطشها العاطفي.
التعليقات 1
1 ping
ابراهيم حكمي
12/06/2019 في 7:47 ص[3] رابط التعليق
الله الله عليك يا ابن العم كلام جميل