خالد الشوكاني
بعث لي أحد المواطنين بشكوى أرفقها مع بعض الأوراق وصور لأبنه المصاب، الذي ذرفت عيناي لما شاهدت صورة إبنه على هذا الوضع المحزن، راجياً ومتوسلا مني إيصال صوته للمسؤولين في وزارة الصحة والمسؤولين في الشؤون الصحية في جازان ظننا منه بأن كل ما أكتب عنه في جازان وتقصير بعض الوزارات تجاه المواطن وخاصة الصحة في جازان من خلال مقالاتي في صحيفة خبر عاجل، سوف يحرك المسؤول في وزارة الصحة أو غيرها من الوزارات، وهو لايعرف أن قلمي المسكين لايهش ولاينش، وليس له حول ولاقوة وسوف يعود إلى مخبئه حزينا.
حيث ذكر أن له إبن يعاني من أنيميا منجلية حادة تسببت له في ضعف في العضلات، ويراجع به مستشفى الملك فهد بجازان مع أن حالته الصحية تستوجب زيارة الطب المنزلي، حيث قطعت عنه زيارة الطب المنزلي منذ حوالي خمس سنوات، وعند مراجعتي لهم طلب مني إحضار تقرير طبي من قسم الطب المنزلي يوضح حالة إبني، وتم إعطائي تقرير يفيد بحالة إبني التي تستوجب زيارة الطب المنزلي له، حيث أن أبني يعيش على جهاز تنفس إصطناعي وجهاز شفط البلغم حيث أصبح لايقدر على المشي.
وأضاف بأنه تم تسليم التقرير لقسم البطاقة المساندة فذكروا لي انه سوف يتم الأتصال بعد أسبوعين لكي أستلم البطاقة الأولية ولكن للأسف لم يتصلوا وعند مراجعتي لهم قال لي الموظف أن الطابعة لا يوجد بها حبر، ولم يكن نفس الموظف الذي استلم مني الأوراق ووجدت موظف أخر وطلب مني تقرير طبي رغم انه تم تسليمه لهم قبل أسبوعين وذهبت إلى قسم الطب المنزلي وتم تزويدي بتقرير أخر عن حالة إبني وتم تسليمه لهم ولحد الآن وبعد مرور ثلاثة أسابيع لم يتم إصدر البطاقة له حتى يبدأ في متابعة علاجه عبر الطب المنزلي وذلك بسبب عدم وجود حبر للطابعة.
اما مايتعلق بحاجة إبني بزيارة الطب المنزلي فهو في أمس الحاجة لها لوضعه الصحي الذي لي أكثر من ثلاثة أسابيع وانا أراجع ومازال حبر الطابعة لايوجد وحالته تستوجب زيارة الطب المنزلي التي تم إيقافها عنه منذ خمس سنوات، علماً أنه لي إبنة قد توفيت قبل سنوات وكانت تعاني نفس حالته وله قضية في متابعة صحة جازان إنتهى…
بالله هل هذا يعقل ياصحة جازان ماذكره والد هذا المريض أن يكن سبب إصدار البطاقه لأبنه هو حبر الطابعة ياسلام سلم، إن العذر الذي ذكره موظفكم لوالد المريض يذكرني بالمثل القائل(غذرأقبح من ذنب) وذلك حين طلب الخليفة هارون الرشيد من الشاعر أبي نواس أن يعطيه مثلاً يوضح فيه كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه، وهذا العذر يكون أقبح من الذنب نفسه، فقال أبو نواس: أمهلني بضعة أيام، ومرت عدة أيام وبينما كان هارون الرشيد واقفاً عند النافذة يتأمل الحديقة أمام قصره اقترب أبو نواس منه بخفة وضربه على قفاه بخفة، فالتفت هارون ويده على مقبض السيف يستشيط غضباً: ويل أمك كيف تجرؤ على فعل هذا؟
قال أبو نواس: لا لا تغضب كنت أظنك الملكة زوجة الرشيد.
قال الرشيد: ويلك أيها الفاسق وهل تجرؤ على أن تفعل مثل هذا لجلال الملكة،
يا مولاي هذا هو المثال الذي طلبته مني عن العذر الأقبح من الذنب.
فضحك هارون وعفا عنه وقبل عذره
لكن ياصحة جازان هل تريدون من هذا المواطن أن يقبل عذركم في أن حبر الطابعة إنتهى كما فعل هارون الرشيد مع أبو نواس فالخليفة يريد مثل والمواطن يريد خدمة كفلته له الدولة أعزها الله.
وماذا سوف يكون رد متحدث إعلامكم الذي أرسلت له معاناة هذا المواطن وإبنه ولم يرد على شكوى هذا الأب ومعاناته حيث مازالت قضية إبنته عندكم محبوسة ومقيدة بالسلاسل ولم يتم الفصل فيها على حد قوله، مع أني لايهمني موضوع إبنته الآن لأن الحي أبقى من الميت، كما يقول المثل.
إنني أشعر بحزن عميق وسوف أظل حزيننا حتى أرى وأسمع أن وزير الصحة أصلح كل خلل حاصل في صحة جازان والاهتمام بها بعدها سوف أملأ له سلات من قبلات من أهالي منطقة جازان، مع الفل والكاذي الجيزاني وعلى أقرب رحلة إلى مكتبكم في الرياض واسكبها على جبينك يامعالي وزير الصحة عرفان وشكر من أهالي منطقة جازان .
ودمتم سالمين