أمل الغامدي
متصدر عناوين المتسللين ، المعلم بطل مسلسل الرابح الأكبر، في خِضم أزمة التعليم ، يقع المعلم فريسة التطوير، بالتأكيد التطوير حسنة ، لكن لا تطوير إلا في الأسس ليستقيم البناء، لتطويرٍ ناجح، نبدأ بإعتبار أن المعلم أنجز وتفوق في السنوات الماضية ، بالرغم من الفوضى وعدم التكامل ، يجتهد المعلم ليصل بالطالب لأعلى مستوى يفيد به وطنه، في منظومة متكاملة لابد من علاج جميع الأطراف، والبداية في تغيير المناهج وإتاحة الفرصة للمعلم ليبديء رأيه فيها، ويقترح الأفضل والأنفع للطالب، ثم تعديل عملية التعليم ، وهنا لايجب أن نضع المعلم في قالب جامد قد لايتقنه وقد يصطنعه ، فيتحول لآلة.
إعطاء المعلم شيء من الحرية في إيصال المعلومة ، واستخدام الوسائل والطرق بما يراه مناسبا سيزيد من نجاح عملية التعليم ، أما التعامل مع المعلم كأنه فاشل جاهل ، فهذا يدفعه للإحباط الذي سينعكس بالتأكيد على الطالب، وربط تطوير المعلم براتبه أو إجازته فيه شيء من الذل، وهو يستحق هذا الراتب وهذه الإجازة.
فمن يحضر ميدان التعليم ولو يوم واحد، سيعرف إنها الحقيقة، فمابالك إذا كان المعلم يعطي للطالب جهده ووقته وعلمه وماله، فهو لايبخل على طالب بهدية تشجيعاً له، ومكافأةً لتفوقه. جميعنا يقصِّر، ولكن إذا كنا نريد النجاح نبدأ بالقيم ، والمعلم قيمة وهو مربي أجيال ، بمعنى أنه لا يكتفي بإعطاء المعلومة للطالب ، بل يتجاوز ذلك بالتعامل معه كأحد أبنائه ، يووجهه نحو الأخلاق الحميدة ، والتعامل الحسن، وحب الوطن والولاء له.
لابد أن يُسأل المعلم عن إحتياجاته في ميدان التعليم، وعن النواقص والعيوب والأخطاء التي تحتاج للتعديل، فهو أكفأ بها لأنه يمارس هذه المهنة يوميا، ويتحمل أعباء كثيرة دون كلل، ويستطيع التدريس في فصل ضيقٍ مليء بالطلاب ، دون تذمر أوشكوى، يهب لطلابه العلم والتربية والمحبة ، يستحق المعلم أن يكون مطوراً، ويعطي رأيه على الأقل فيما هو أفضل لنرتقي. أما وضع أيقونة، المعلم يختبر للتشكيك في قدراته ، فهي لاتليق بسياسة تطوير التعليم، أتمنى بجدية إشراك المعلم في عملية التعليم ، بدلا من جعله بند عند الإنتهاء منه ننتقل للتالي، نرغب كمعلمين في التطوير ، لكن دون وضعنا تحت مجهر التشكيك ، والإيقاع بنا في مجتمع قد يجهل الحقيقة.
لعبة المعلم يأخذ راتب وهو نائم ، أصبحت شعارا صدقه البعض ، ليلغي تاريخ أجيال تخرجت وتفوقت وخدمت الوطن، كان أساسها معلم مجهول .