حسين معلوي
الأحداث في منطقتنا العربيه ومحيطنا الخليجي تتسارع مما أدى الى حدوث متغيرات جديده تجاوزت الخطوط الحمراء للمحددات ، ففي الخليج العربي رأينا أن أفاعي الدول الغربيه سمحت للأفعى الإيرانيه بالعربده في مياه الخليج العربي إبتداءً من شط العرب إلى مضيق هرمز وبحر عمان وإلى باب المندب حتى أن الأمور وصلت الى حد التفاهم بين هذه الأفاعي بإسقاط طائرة أمريكيه واختطاف سفينة بريطانيه ومهاجمة ناقلات نفط في الخليج العربي وإطلاق سفينة نفط إيرانيه محتجزه في جبل طارق لتصب حمولتها في سوريا خرقاً للحظر والحصار الدولي على النظام السوري ، وكذلك تم قفل الستار على مسرحية التهديدات الأمريكية والإسرائيليه لضرب إيران … والتي كان من أهدافها إظهار إيران كقوه إقليمية كبرى لتخضع الدول العربيه لكافة أنواع الإبتزاز الغربي بسبب تنمر الأفعى الإيرانيه ونفث سمومها في المحيط العربي ، وخاصة في سوريا والعراق واليمن و بلدان الخليج العربي . لقد رأينا كذلك إستغلال إيران والغرب لاختلافات الخليجيين وتباين وجهات نظرهم وتغاضي الحلفاء الغربيين عن أذرع الحرس الثوري لكي تتجاوز ألخطوط الحمراء عندما استهدفت المطارات في السعودية والإمارات ومحطات ومنشآت الخدمات المدنيه للسكان والبنية التحتيه لمعامل البترول كما حدث لمعامل التكرير في حقل شيبه ومدينة إبقيق وهجرة حرض .. وهذه العمليات الإيرانيه مع ما سبقها تعتبر تهديد صريح وصارخ للأمن والسلم الدوليين وتصنف في القانون الدولي كأعمال إرهابية .
أما في المنطقة العربيه فما زالت إيران وحلفاؤها واصحاب الأطماع والنفوذ من الشرق والغرب وإسرائيل يعيثون فساداً في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وليبيا وغيرها على مرآى ومسمع من هيئة الأمم المتحده ودون أي اعتبار لقراراتها وعهودها ومواثيقها الدوليه.. وبعلم ورعاية وتفاهم الدول الغربيه والشرقيه على حد سواء بحجة محاربة الإسلام السياسي السني الذي صنفوه إرهاباً كذريعة لتدخلاتهم في بلاد العرب والمسلمين ، وهناك دول عربيه ما زالت في بؤر الغليان تصارع من أجل البقاء مثل السودان والجزائر وتونس التي أجرت انتخابات رئآسيه لمحاولة شق طريقها نحو الأمن والإستقرار لتحقيق التنمية .
إن الأفعى الإيرانيه التي تتوسع في شرق الوطن العربي قد سيطرت فعلياً على العراق ولها هناك جيش يسمى الحشد الشعبي ، وسيطرت على سوريا ولها هناك عدة ميليشيات تجذر سيطرتها على سوريا بالتعاون مع عميلها النظام السوري وطائفته العلويه وحزب الله . أما في لبنان فقد سيطرت إيران بواسطة وكيلها حزب الله وحلفاؤه على مقاليد الأمور الفعليه في هذا البلد العربي والمعروف بأن هذا الحزب خاضع تماماً لولاية الفقيه في طهران كما أعلن ذلك أمينه العام حسن نصر الله عدة مرات .. وفي اليمن قامت إيران بتسمين ربيبتها جماعة الحوثي بتشجيع وتماهي من الدوائر الغربيه حتى سيطرت على صنعاء وكثير من المدن والمحافظات والمناطق اليمنيه وكونت لها حاضنة مذهبيه شعبيه مستغلة رموز العمالة والخيانة من النظام السابق ومن بعض المحسوبين كساسه من اليمنيين على كل المستويات ، ومما زاد الأمور تعقيداً لتصب في صالح الحوثيين إنقلاب ما يسمى المجلس الإنتقالي في جنوب اليمن على الحكومة الشرعية اليمنيه وسيطرته على العاصمة المؤقته عدن وأبين وهذه أكبر خدمة قدمها هذا الفصيل ومن يسانده للأفعى الإيرانيه وميليشياتها الحوثية في اليمن . لا ننسى أن هناك أفعى إسرائيليه تنطلق من فلسطين باتجاه الشرق وفق رؤى توراتية لتقضم مزيداً من اراضي شرق الوطن العربي ولتلتقي مع إيران في نقطة أو خط (ما ) فيما بين النهرين وفقاً لحساباتهما الإستراتيجيه المتفق عليها .
أما على مستوى المحيط الدولي فإن أفعاعي الدول الغربيه هي التي تماهت مع التوسع المذهبي والجيوسياسي الفارسي في شرق الوطن العربي فقامت أمريكا بتقديم العراق على طبق من ذهب لإيران كما قال الأمير سعود الفيصل رحمه الله ثم أضافت لها سوريا ولبنان لاحقاً ثم أهدت القدس والجولان لإسرائيل وغيرها كالمستوطنات الإسرائيلية والأغوار في الطريق . وفِي نفس تفاعلات المحيط الدولي قامت أفعى الإتحاد الأوروبي بالدفاع عن إيران وما زالت في موضوع اتفاقية السلاح النووي وفك الحصار عنها والتبادل التجاري .. بل إن ساسة أوروبا تسابقوا على زيارات طهران وعقدوا الصفقات معها غير آبهين بمصالحهم في البلاد العربيه لأنهم آمنين من ردود الفعل المضاده العقابيه لدعمهم النظام الإيراني على باطل . وعندما يأتي الحديث عن أفعى الأمم المتحده فحدث ولا حرج . لقد كان مبعوثي الأمم المتحده في سوريا واليمن تماماً مثل حصان طرواده ، مهمتهم فقط تقوية النظام السوري والحوثيين بما تم تهريبه من السلاح والتموينات والمواقف السياسيه ، والشواهد على ذلك كثيره ، إضافة إلى منح هذه المنظمة الدوليه نظام جرائم الإباده في سوريا ومليشيات الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان الشرعية الكامله أقوالاً وأفعالا . وفِي المقابل نجد العرب في جمعهم متفرقين ومختلفين في خططهم التكتيكية والإستراتيجيه لحماية أمن دولهم وأوطانهم وشعوبهم الوطني والقومي .. ولعل ضعف الجامعة العربيه التي تمثلهم جميعاً خير دليل على ذلك .. وللإنصاف يجب أن نستثني بعض هذه الدول وعلى رأسها السعوديه التي لم تتغير مواقفها للدفاع عن مصالح شعبها وأمتها العربيه وقضاياها وعلى رأسها قضية فلسطين كما أعلن وزير خارجيتها ابراهيم العساف وفقا لما تناقلته وسائل الإعلام ووكالة أنباء ( واس ) السعوديه هذا اليو الأحد (١٦ محرم ١٤٤١ هـ ) . السعوديه كانت وما زالت السد المنيع ضد المخططات العدوانيه التي تستهدف هوية وكيانات هذه الأمه.
إن النتيجة والمحصلة النهائيه هي أن الأعداء المتمثلين في الأفاعي الغربيه والروسية والإيرانية والإسرائيلية وغيرها قد بدأت تخرج من جحورها ومن تحت الرمال لتسير تلك الأفاعي بثبات لتحقيق أهدافها وفقاً لخططها الإستراتيجية على كل المدايات وفي مقدمتها خطة الشرق الأوسط الجديد التي اعلنتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقه كونداليزا رايس منذو زمن ليس ببعيد . إن على الخليجيين والعرب ادراك ذلك والإنضمام للسعوديه عاجلا للدفاع عن قضايا الأمه قبل فوات الأوان … عندما تتوحد المواقف وترص الصفوف .. يصعب إختراقها .
اللواء الركن متقاعد / حسين محمد معلوي
الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي
قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام (٢٠٠٩ م )