فاطمة العديساني
إن ظاهرة الدروس الخصوصية مشكلة تؤرق المجتمع السعودي بأسرهِ ولقد تفشت في جميع المناطق وعلى مختلف المستويات ولم تتخذ وزارة التعليم إجراءات ملموسة لمعالجتها و تلك الظاهرة بدأت تبرز كمُشكلة لها سلبياتها و أسبابها ولابد من إيجاد الحلول المنطقية للقضاء عليها .
وإذا كان تعريف الدروس الخصوصية المتعارف عليه هو / حصول الطالب/ـة على جهد تعليمي فردي أو في مجموعة مقابل أجر مالي بعيد عن النظام التعليمي النظامي. وقد نتساءل هل الدروس الخصوصية مهمة؟ هل تُقدم في أماكن مناسبة آمنة؟ والإجابة نعم يوجد الكثير من الطلاب والطالبات يحتاجون إلى تلك الخدمة على مدار العام الدراسي وللأسف تُقدم في أماكن غير مناسبة وترتب على انتشار تلك الظاهرة في مختلف الأوساط سلبيات لها آثار على الأسرة والمجتمع و منها .
١- عدم احترام المعلم/ـة والتقليل من أهمية الدور المنوط بهم من قبل بعض الطلاب والطالبات في المؤسسات التعليمة .
٢- التجمعات في أماكن غير مُرخصة وغير مُهيأة ومعدة للسكن .
٣- انتشار السلبيات غير المرغوب فيها بعيد عن عين الرقيب .
٤- عدم توفر الرقابة ووسائل الأمن والحماية .
٥- ضياع الوقت يجلسون ينتظرون لساعات أدوارهم لأنه لا يوجد نظام ولا أوقات محدده للعمل.
٦- إضافة أعباء اقتصادية على أولياء الأمور قد يصل سعر المادة إلى مبالغ خيالية في موسم الاِختبارات .
ومن الأسباب التي ساعدت على انتشار الدروس الخصوصية وتفشيها في السنوات الأخيرة
١- صمت وزارة التعليم عن ظاهرة الدروس الخصوصية وعدم التعامل معها
كمشكلة كارثية متفشية لها سلبيات خطيرة على المجتمع .
٢- التقويم المستمر وفشل بعض المعلمين والمعلمات في التعامل معه وبذلك كانت النتيجة التجاوز عن إتقان المهارات الأساسية في مرحلة الصفوف المبكرة ( القراءة – الكتابة – الإملاء- الخط – الحساب ) وترتب على ذلك انتقال الطالب/ـة إلى الصف التالي بدون إتقان المهارات الأساسية المطلوبة ونتج عن ذلك وللأسف فئة متعثرة دراسياً.
٣- محدودية التقوية الموجود ة في بعض المدارس الثانوية ويعيب عليها عدم تقديم الخدمة في جميع المواد الدراسية .
٤- صعوبة بعض المواد العلمية والرغبة في الحصول على درجات عالية ..
٥- انتشار آفة التقليد بين الطلاب والطالبات واعتماد الطالب/ـة على الدروس الخصوصية وتوهمهم أنها سبب تحقيق النجاح والتميز بين الأقران.
٦- فشل أولياء الأمور في تقديم المساعدة لأبنائهم لصعوبة المناهج أو لضيق الوقت وطلب المساعدة من أشخاص آخرين .
وأرى بعض الحلول المقترحة لمعالجة ظاهرة الدروس الخصوصية:
١- التوعية بسلبيات الدروس الخصوصية عن طريق مؤسسات المجتمع ( الأسرة , المدرسة , وسائل الأعلام المختلفة ).
٢- دراسة أسباب ضعف مستوى الطلاب / الطالبات في المواد الدراسية المختلفة .
٣- الإهتمام بمهارات أسس الكتابة الإملاء والخط والتعبير لأنها مفاتيح للقراءة وبوابة التفوق في شتى العلوم .
٤- تعريف المجتمع بالقنوات التعليمية التي تقدم المحتوى التعليمي كبديل عن الدروس الخصوصية وسهولة الحصول على المعلومة في أي وقت وبدون مقابل.
٥- تفعيل برنامج حصص التقوية للمواد الدراسية في الفترة المسائية في المدارس و في مدارس نادي الحي على نطاق واسع.
٦- إنشاء معاهد متخصصة تحت مسمى ( مراكز تطوير المهارات العلمية واللغوية ) وهي عبارة عن مراكز:
– توفر بيئة تعليمية آمنه ومُهيأة لتعليم المهارات العلمية واللغوية في اللغة العربية واللغات الأجنبية والرياضيات والعلوم بشتى فروعها.
إن فكرة هذا المشروع ليست جديدة بل موجودة في الدول العربية والأجنبية على حد سواء وإن اختلفت المسميات مثل ( اليابان – الفلبين – الأردن – مصر……الخ )
وعلى وزارة التعليم أن تعي أهمية إنشاء تلك المراكز و أن تبادر بمنح التراخيص لها وتشجع رجال الأعمال والمستثمرين على الاِستثمار فيها .
ومن أهداف إنشاء مركز تطوير المهارات العلمية واللغوية
١- تبني فكرة تدريس المهارات العلمية واللغوية المهمة والأساسية من سن مبكر للأطفال من ثلاث سنوات وما فوق.
٢- تقديم دروس التقوية في المواد الدراسية للطلاب والطالبات في المراحل التعليمية المختلفة ( الابتدائية – المتوسطة – الثانوية – الجامعة ) بأسعار رمزية وتحت مظلة وزارة التعليم .
٣- تسهم في القضاء على الدروس الخصوصية والحد من انتشارها .
٤- تحسين مخرجات التعليم العام والجامعي.
٥- توفير وظائف تعليمية والمساهمة في الحد من البطالة .
وأخيراً -إذا كنا نريد تحسين وتجويد مخرجات التعليم العام والجامعي وتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ علينا أن نهتم بصناعة النشء من مرحلة مبكرة وأن يعي صناع القرار في وزارة التعليم أن الاِستثمار في العقل البشري هو الكنز الذي لا ينضب وبه نستطيع تأسيس جيل مُلهم مبدع مبتكر قادر على قيادة المستقبل والمشاركة بفاعلية في تنمية الإنسان وتمكينه .