فاطمة العديساني
هل أفراد المجتمع مهيأون لمواجهة الكوارث الطبيعية أو البشرية المفاجئة؟ هل لدى الفرد رؤية واضحة حول ما سيفعله أثناء و بعد الكارثة ؟ أين يتجه ؟ هل هناك نقاط تجمع محددة تم التنويه عنها مسبقا ً ويعرفها الجميع ؟هل مؤسسات المجتمع من مدارس وجامعات وغيرها من المنشآت لديها خطط إخلاء وإنقاذ واضحة للتعامل مع الكوارث الطبيعية و البشرية تم التدريب عليها مسبقاً ؟ هل تم تقديم محاضرات أو دورات عن الكوارث لفئات المجتمع وخاصة لطلاب المدارس والجامعات ؟ هل هناك منهج تعليمي يوضح كيفية مواجهة الكوارث؟ كيف يتم تخفيف وقع الآثار الناجمة عن أي كارثة؟. ماهي الخطط الاستباقية لمجابهة كل طارئ ؟أين يجد أولياء الأمور أبناءهم ؟ كيف تتم الإغاثة للمتضررين ؟
لقد طرحت تلك الأسئلة لكوني أم أولاً لديَّ أبناء في مدارس مختلفة وثانياً معلمة شريكة في المسؤولية تجاه مؤسسة تعليمية أريد أن أجد إجابة عن بعض الأسئلة واعتقد إن الكثير يشاركني في ذلك .
مما لا شك فيه أن وزارة الداخلية ممثلة في إدارة الدفاع المدني ووزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر لهم دور مهم وجبار في مواجهة أي كارثة لا سمح الله لكن هل هذا يكفي؟ كيف يُشارك أكبر عدد من أفراد المجتمع في تحمل المسؤولية جنباً إلى جنب مع الجهات المسؤولة ؟
ولذلك أرى إنَّ إنشاء إدارة خاصة للأزمات الطارئة تنتشر فروعها في محافظات المملكة تعمل بشكل تكاملي مع الجهات ذات الإختصاص وهي إدارة وجودها مهم جداً يتم فيها إعداد فرق خاصة للمساعدة السريعة الفورية في حال وقوع الكوارث المفاجئة مثل السيول والحرائق والزلازل وكذلك مد يد العون لمواجهة الأحداث الإرهابية الإجرامية ….الخ
هي إدارة العاملين فيها يكونوا من الأشخاص المشهود لهم بالكفاءة والإخلاص والتفاني ويتم تدريبهم على مستوى رفيع في داخل الدولة وخارجها بما يكفل تقديم خدمة ذات جودة عالية ويتم تشكيل كوادر هذه الإدارة من عدة وزارات( وزارة الداخلية ، وزارة الصحة ، وزارة الشؤون الإجتماعية ، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة التعليم ، وزارة الإعلام) والمتطوعون والمتطوعات من أفراد المجتمع .
تتكون إدارة الأزمات الطارئة من عدة أقسام :
١- قسم ثقافي منوط به التثقيف وتوعية المجتمع بالسلامة الوقائية قبل وقوع الكوارث بالتدريب و تقديم الدورات والمحاضرات لجميع فئات المجتمع في أماكن التجمعات مثل المدارس والجامعات .
٢- قسم إعلامي يتواصل مع الجمهور من خلال وسائل الاتصال المختلفة وكذلك يتواصل معه أفراد المجتمع وقت وقوع الكارثة للإستفسارعن أي شيء يرغبون معرفته حول الكارثة ويقدم الحلول المقترحة لمواجهة الكارثة.
٣- قسم الإيواء مهمته تجهيز الأماكن الإيوائية المؤقتة للمتضررين بعد الكارثة وتقديم المساعدة الفورية لهم.
٤- قسم نفسي وإرشادي يساعد في تخفيف وطأة الألم عن المتضررين ومساعدتهم على تخطي المحنة بأقل الأضرار ويقوم به مختصين في الطب النفسي والإرشادي .
٥- قسم خيري تعاوني ويقوم بتقديم العون والمساعدة العاجلة وتوفير الأشياء المادية الضرورية التي فقدها المواطن في الكارثة بأسرع وقت ممكن .
الأهداف المرجوة من تكوين الإدارة :
١- نشر ثقافة السلامة الوقائية بين أفراد المجتمع حول الكوارث وآلية التعامل معها والاستعداد المسبق لكل طارئ وإعداد العدة للمواجهة قبل وقوع الكارثة.
٢- المشاركة مع وزارة التعليم في تأليف منهج تعليمي عن الكوارث والتأهب لها موجه للمؤسسات التعليمية .
٣- إزالة الأثر النفسي بعد وقوع الكوارث لا سمح الله وخاصة إذا كان فيها فقد في الأموال والأنفس وتخفيف وطأة الحوادث والكوارث على المتضررين قدر الإمكان .
٤ – مساند ة الجهات الأمنية المتخصصة في المساعدة مثل الدفاع المدني ودوره في الإنقاذ وإخماد الحرائق والهلال الأحمر ودوره في إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات .
٥- تقديم العون والمساعدة الإيوائية و المادية والمعنوية بسرعة بالغة للمتضررين ورفع تقارير عن أحوال المواطنين المتضررين إلى الجهات المخولة بتقديم المساعدات العاجلة .
٦- تدريب فئات المجتمع على البحث والإنقاذ والإخلاء وإخماد الحرائق و الإسعافات الأولية وكل ما من شأنه الحد من الحوادث وتقليل آثارها .
٧- تقييم الوضع الإنساني و الاقتصادي بعد الكارثة وحصر الخسائر البشرية والمادية .
وأخيراً..
أن التخطيط والتدريب للتأهب للكوارث على أساس مبني على علم أحد أهم الطرق للحد من آثار الكوارث وتقليل مخاطرها.
ولأننا نُشارك العالم الأرض ولا نعيش في جزء منفصل قد يصيبنا لا قدر الله ما يصيب غيرنا من المجتمعات ولسنا بمنأى عن كل ما يجتاح العالم من كوارث طبيعية و بشرية وتغيرات مناخية يجب علينا أخذ الحيطة والحذر حفظ الله البلاد والعباد ومقدرات الوطن من كل شر .