يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السمنة في يوم 11 أكتوبر من كل عام، وتتمثل الأهداف الرئيسية من هذا اليوم في وضع حلول لوباء السمنة، وزيادة الوعي، وتحسين كفاءة طرق علاجها، والوقاية منها.
حيث تعتبر السمنة بطبيعتها مشكلة صحية معقدة ومتعددة العوامل، إذ ترتبط بالعديد من العوامل الوراثية، والفسيولوجية، والبيئية، والنفسية وترتبط بالكثير من المشاكل الصحية الخطيرة التي اصبحت تكلف الدولة مبالغ طائلة فقط لعلاج المضاعفات الناتجة عن زيادة الوزن.
ولمعرفة جوانب أكثر حول هذا الموضوع التقت “خبر عاجل” بالاستشارية في حدث اليوم العالمي لمكافحة السمنة الدكتورة “شذى محمد أبوعوف” والتي: .تكشف لنا عن الاسباب الخفية عن مسببات السمنة واستمرار ارتفاع في المملكة وحول العالم, وخاصة في الأطفال والمراهقين قائلة: لازال العديد ملتبس لديه موضوع السبب الحقيقي وراء الارتفاع الشرس للسمنة وزيادة نسبة الذي يعانون من مشكلة الوزن الزائد, والتي لا تزال في تزايد رغم زيادة الوعي والجهود للحد منها.
هناك الكثير يعتقد بان الجسم يحتاج للنشويات والسكر كمصدر رئيسي للطاقة، فحين أنه لا يوجد شيء في علم التغذية والكيمياء الحيوية يؤكد بان هناك ما يدعى بالنشويات او السكريات الأساسية, بخلاف انه وجود ما يدعى (بالبروتينات والدهون الأساسية) ولا يوجد ما يدعى بالسكريات أساسية.
وقد اوضحت الدكتورة شذى محمد أبوعوف, استشاري التغذية البشرية (علاج سمنة ومضاعفاتها), ان ما يجهله الناس هو أنه من أهم مسسببات السمنة هو حدوث خلل في هرمون ضبط سكر الدم والذي (يدعى بالانسولين) وهو المسؤول عن توجيه سكر الدم لكي يدخل الى خلايا الجسم لانتاج الطاقة, ونتيجة لتناول و استهلاك الأطعمة المصنعة والمركبة والمكررة والغنية (بالسكريات والنشويات والكربوهيدرات والدهون المشبعة) : مثل المخبوزات والحلويات والفطائر والمقليات والمأكولات السريعة الخ , زاد ذلك من تشبع الخلايا بما يدعى بالدهون الثلاثية داخلها وبالتالي منع الانسولين من إدخال السكر في الخلايا, مسببا حالة تعتبر هي أحد الاسباب الخفية والرئيسة والتي لا يعلمها الأخرين, حالة مسؤولة عن حدوث زيادة الوزن بشكل تقائي وارتفاع السمنة وهي ما تدعى (بمقاومة الانسولين).
وقد أوضحت الدكتورة شذى أن نسبة كبيرة من المجتمع يعانون من مشكلة (مقاومة الانسولين) وهم على غير دراية بذلك، وذكرت أن هذه الحالة تعني ان الجسم لايسمح للهرمون المتحكم بسكر الدم بادخال سكر الدم الى الخلايا وهذا سيجعل هرمون الانسولين يزداد في الدم و يبقى لمدة زمنية أطول دون حاجة ودون استغلاله كطاقة مباشرة, والنتيجة ستكون عكسية بزيادة الشعور بالتعب والكسل والخمول والرغبة الملحة في تناول المزيد من النشويات والسكريات والمشروبات السكرية لارضاء هرمون الانسولين, مصاحب لهذه الحالة الشعور بعدم التركيز, المزاج المتقلب الشعور السريع والدائم بالجوع المستمر وخاصة ليلا وفي كثير من الحالات يصحبه اضطرب وصعوبة في النوم، وينتج ذلك حدوث خلل في هرمون الضغط النفسي (هرمون الكورتيزول) وارتفاعه عن المعدل الطبيعي لارتفاع سكر الدم والانسولين وللأسف فإنه من المعروف أن هرمون الأنسولين يعتبر من الهرمونات البناءة والتي تحفز من زيادة نسبة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة الخصر اي (في الشريط البطني).
السبب الثاني والذي يجهله الاخرين, يكمن في أن ارتفاع هرمون الانسولين له أثر كبير في اضطراب والتحكم بهرمونات اخرى في الجسم, وأهمها هو هرمون الجوع “الجريلين” والشبع “الليبتين” لذلك سيبدأ الشخص الشعور بالتعب والجوع المستمر وعدم المقدرة من الاستمرار في عملية تحديد كمية ونوع طعامه و يجد صعوبة في التقليل من كميات الطعام بعد ذلك.
السبب الثالث ناتج عن ارتفاع وزيادة الشعور بالضغط النفسي والقلق والتوتر وقلة النوم والاجهاد, مما له الأثر الكبير في ارتفاع هرمون الضغط النفسي والذي يدعى (بهرمون الكورتيزول)، و الذي بدوره له العامل الكبير بخفض (هرمون النمو) وهو الهرمون المسؤول عن عملية حرق الدهون و تجديد الخلايا, لذلك نجد كثيرا من الحالات التي تعاني من السمنة وزيادة الوزن تشتكى قائلة ” أنه على الرغم ان الكميات التي تتناولها من الطعام لم يتغير او حتى انها في بعض الحالات تتناول كميات أقل من السابق ولكنه الوزن مازال في تزايد والسمنة في ارتفاع”.
وكشفت الدكتورة شذى عن السبب الرابع الخفي لمشكلة زيادة الوزن الا وهي اضطراب هرمون الانوثة (الاستروجين)، هناك اسباب متعددة يجهلها الكثير تسبب في ارتفاعه منها تناول حبوب منع الحمل فالحبوب ترفع من الاستروجين في الجسم ليتم خداع منطقة الهايبوثالموس في الدماغ بوجود حمل, استخدام الأواني و الحافظات البلاستيكية لوجود مادة كيميائية تحفز من زيادة هرمون الاستروجين, تناول المنتجات الغنية بمركب الصويا والذي يدخل في العديد من العمليات التصنيعية وبدروه يحتوي على كميات كبيرة من الاستروجينات النباتية.
وهنا لخصت الدكتورة ابوعوف بانه حدوث هذا الخلل في آلية عمل جميع هرمونات الجسم التي ذكرتها تلعب دورا رئيسيا في حدوث ما اسمته بالمسبب الخفي (الشبح) لمشكلة السمنة الا وهو (عملية مقاومة الأنسولين), مؤدية الى ارتفاع نسبة دهون الجسم وتعطل عملية حرق دهون الجسم وحدوث زيادة في الوزن وان لم يكن الشخص قد قام باي تغير في عاداته الغذائية السابقة.
وقد أشارت بأصابع الاتهام الى ان “زيادة استهلاك المواد المصنعة والتي لا تستطيع ان تدخل في العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم والتي يعني انه لا تستطيع اجسامنا الاستفادة منها بشكل او باخر, سوى رفع عبء تجمع السموم في الكبد وعدم مقدرة الجسم للتخلص منها, مؤدية ايضا الى دخول الجسم في حالة اكثر خطورة تدعى (بالكبد المتشحم), والتي بدورها تلعب دورا رئيسيا في ارتفاع نسبة دهون الدم وحول الأعضاء والتي من اول اسبابها ايضا حدوث عملية (مقاومة الأنسولين).
وقد ختمت حديثها قائلة: “بانه لا يمكن ان يكون للسمنة سبب واحد او معين بحد ذاته كما يعتقد الجميع او حتى ان يكون هناك عنصر هرموني واحد فقط مسؤول عن خلل عملية أيض الدهون في الجسم, ومن الصعب حتى استنتاج ذلك من خلال الفحوصات والتحاليل المخبرية الروتينية فقط، وانما يتطلب لعلاج مشكلة زيادة الوزن بكفاءة النظر بشمولية في الية عمل نظام الجسم الهرموني كلية، وتفهم عملية التواصل الشبكي التي تحدث بين هذه الهرمونات والتي بدورها تعمل سوية على خفض طاقة حرق الدهون في الجسم وسرعة بناءها في الجسم من جهة أخرى.
واشارت انه ولله الحمد في جميع حالات السمنة التي تطرقت لعلاجها مهما اختلفت حدتها و درجتها, فقد اصبحت قادرة على التعرف على الاختلافات بين الية عمل الاجسام والاختلافات مابين كل شخص بدين واخر, وكيفية تشخيص تلك الاسباب الخفية المسببة لزيادة الوزن لكل حالة بدينة ووضع الية التعامل مع كل جسم مع ايجاد الحلول الذكية لتخصيص برنامج مدروس بنجاح بما يتناسب لعلاج كل حالة سمنة على حدت. و علاج المسببات الكامنة المختلفة لكل حالة والعمل بنجاح على إعادة ضبط عملية الأيض واعادتها لطبيعتها الفعالة للحد من سرعة تخزين الدهون مرة اخر في الجسم.
وختمت حديثها قائلة: الاعتماد على عناصر النشويات والسكريات كمصدر رئيسي للطاقة, لن تنفع الجسم من ناحية استهلاكه لهذة الطاقة اذا وجد ما يسمى بحالة (مقاومة الانسولين) لدى الشخص البدين او المرض للبدانة.
لذلك اوصت بانه لا بد من ان يتعرف كل مختص علاجي لديه دور في تشخيص وعلاج السمنة على الية عمل الجهاز الهرموني للجسم وكفيته تاثيره على مفاعلات الطاقة وحرق الدهون بالجسم ومعرفة وعلاج المسبب الحقيقي وليس مجرد الظاهري ودراسة كل حالة على حدى حسب طبيعة الجسم والعوامل الوراثية، والتي لها دور كبير في الية عمل الجهاز الهرموني. و افادت بانها تعمل جاهدة من خلال برنامجها التي قامت بتأسيسه Wellness Solutions حلول الصحة بوضع الحلول الجذرية لتشخيص هذا الوباء ووضع البرامج المتكاملة لعلاجه بكفاءة عالية.
راجية من الله ان يكون له الدور الكبير في العمل على القضاء على مشكلة ارتفاع معدل السمنة في المملكة. وتهدف بعام ٢٠٣٠ أن لا يصبح هناك كائن بدين على وجه الارض.
Shmaboouf@hotmail.com
0502366787
Sabuoud@instagram