محمد الدباسي
دائماً ما نتمنى و نسعى لأن نعيش الحياة بصورة جيدة و نحاول الابتعاد عن كل ما يعكر صفوها بأي طريقة كانت لأننا نعلم بأن السعادة ستتحقق في الهدوء و الاستقرار بعيداً عن ضجيج الحياة و مشكلاتها .
و تزداد السعادة حين نرى الحياة تتطور و حينئذٍ نسعى لأن نواكب ذلك التطور ليتحقق الهدوء أكثر و نسعد حينها أكثر و أكثر ، و تطورها هنا بقدر ما هو مريح من جوانب إلا أنه متعب و مكلف من جوانب أخرى .
و الجوانب الأخرى بالتأكيد لابد منها طالما أن كل شيء لابد و أن يكون منظماً و مبنياً على خطوات لتسهل الحياة و لذلك كان النظام ، والنظام هنا كذلك ليحفظ كل شيء و يجعله على ما يرام إلا بعض ما يصيبنا من تعب .
و التعب هنا خلقه لنا ذلك النظام والذي بقدر ما نظم لنا الحياة إلا أنه أدخلنا في دوامة كان بالإمكان أن تكون ممراً سهلاً لا طريقاً برياً طويلاً .
إجراءات روتينية و ذهاب و عودة و مراجعات و انتظار من أجل الحصول على ورقة ننطلق بها لنساهم في تطور الحياة أو على الأقل لنعيش بشكل جيد وغالب الأحيان حتى نستطيع أن نعيش .
هل حقاً أن ذلك النظام يسير بنا نحو التطور و الوصول ؟
يحقق لنا السعادة في الحياة ؟ هل الطريق الذي يقودنا للتطور بحاجة إلى تطوير ؟
نعم نحن بحاجة إلى خطوات تختصر مسافات الطريق لتجعل حياتنا أسهل بدلاً من التعقيدات و التي هي فعلاً مهمة لكنها غير مجدية في زمن أصبح فيه الوقت و أشياء أخرى عنصراً فعالاً فيه .
و الأشياء الأخرى هي تلك النفوس الدنيئة التي تستغل كل هذه التعقيدات للكسب الغير مشروع من خلال حاجة إنسان أراد أن يسير في هذه الحياة ليطورها أو على الأقل ليبقى فيها ، إنه الفساد يوم أن حضر تحت ضوء القمر ليقضي أموراً قد تطول لو كانت الشمس ساطعة .
إننا وكما أننا بحاجة إلى الضرب بيد من حديد للقضاء على الفساد وبكافة أشكاله أو للتوعية بخطورته بحاجة كذلك إلى تيسير الأمور و البعد عن التكلف الزائد في الاشتراطات و التقيد بما هو ضروري فقط لتسهيل الأمور للناس ليقضوا حاجاتهم و يصلوا لمرادهم بسهولة ليساهموا في دفع عجلة التطور و العيش عيشةً طبيعيةً و حتى لا يأتي إلينا في يوم ما من يقول لنا : تعرف أحد ؟