تعود إلى ما يقارب 8 آلاف عام ومن أثمن مقتنيات متحف زايد الوطني، سيتم عرضها لأول مرة في اللوفر أبوظبي..
أبوظبي في 20 أكتوبر/ وام / عثر علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على أقدم لؤلؤة في العالم بالموقع الأثري في جزيرة مروح قبالةسواحل أبوظبي، اطلق عليها اسم “لؤلؤة أبوظبي” حيث تظهر الطبقات التي تغطي اللؤلؤة بأنها تعود إلى العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين5800-5600 قبل الميلاد.
ويعد هذا الاكتشاف دليلا على وجود مهنة صيد اللؤلؤ والمحار في دولة الإمارات منذ ما يقارب 8 آلاف عام، وهو أقدم دليل مكتشف على صيد اللؤلؤفي العالم. وستعرض “لؤلؤة أبوظبي” التاريخية والتي لا تقدر بثمن، لأول مرة أمام الجمهور في المعرض القادم الذي ينظمه اللوفر أبوظبي تحتعنوان “10 آلاف عام من الرفاهية” حيث كان اللؤلؤ من العناصر الثمينة في العصر الحجري الحديث، وحاليا يعد من المظاهر التي تدل على الرفاهيةويستخدم كحلي للزينة.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.. ” تعد لؤلؤة أبوظبي اكتشافا مذهلا، ودليلا على عراقة وقدم أنشطتناالبحرية.. كما أن اكتشاف أقدم لؤلؤة في العالم في أبوظبي يكشف أن الكثير من تاريخنا الاقتصادي والثقافي الحديث له جذور عميقة تمتد إلى فجرما قبل التاريخ.. وتعد جزيرة مروح واحدة من أهم المواقع الأثرية لدينا، التي نواصل جهودنا في التنقيب فيها وحمايتها للكشف عن معلومات أثريةمذهلة تخبرنا الكثير عن تاريخ أبوظبي والمنطقة وأسلوب حياة أجدادنا الأوائل“.
وقبل اكتشاف “لؤلؤة أبوظبي“، كان قد تم اكتشاف أقدم لؤلؤة في دولة الإمارات في موقع يعود للعصر الحجري الحديث في أم القيوين، كما تمالعثور على العديد من اللآلئ القديمة في مقبرة تعود إلى نفس العصر بالقرب من جبل البحيص في إمارة الشارقة، إلا أن التأريخ الكربوني يظهر بأن“لؤلؤة أبوظبي” أقدم من هذين الاكتشافين.
وكشفت أحدث عمليات التنقيب في جزيرة “مروح“، التي نفذها خبراء الآثار في الدائرة عن المزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنهاالإنسان في إمارة أبوظبي قبل حوالي 8 آلاف عام، والتي أظهرت أدلة جديدة تلقي الضوء على الممارسات المعمارية والفنية والتقنية المتقدمة التياستخدمها سكان أبوظبي الأوائل في فترات تاريخية مبكرة جدا ترجع إلى العصر الحجري الحديث.
وتم اكتشاف موقع مروح للمرة الأولى عام 1992 أثناء مسح أثري للجزيرة، والمكون من بقايا انهيار هياكل صخرية عديدة لمنازل من العصر الحجريالحديث.
وإلى جانب اكتشاف “لؤلؤة أبوظبي“، شملت الاكتشافات الأخرى جرة خزفية مستوردة، وخرز مصنوع من الحجر والمحار، والأصداف البحرية،ونصال أسهم من الصوان، وعدد كبير من شظايا أواني فخارية مزخرفة بطلاء كثيف جميل، والتي تعد من أقدم القطع الفنية الزخرفية المعروفة فيالدولة.
وستنطلق عمليات تنقيبية رئيسية جديدة في الموقع نفسه للعثور على المزيد من الاكتشافات مع بداية عام 2020.
وأشار الخبراء إلى احتمال أن يكون قد تم استخدام اللؤلؤ في عمليات التبادل التجاري مع بلاد الرافدين “العراق القديم” مقابل المنتجات الخزفيةوغيرها من السلع.. كما تظهر الآثار التي تم اكتشافها في جبل البحيص بالشارقة أن اللؤلؤ كان يستخدم أيضا كحلي للزينة من قبل السكانالمحليين.
ويتطلب فن صيد اللؤلؤ معرفة عميقة بمصائد اللؤلؤ ومواقعها، فضلا عن مهارات في الملاحة البحرية، وكان السكان القدامى في جزيرة “مروح” يتوجهون لصيد اللؤلؤ بمجرد إتقانهم لهذه المهارات.
وشكل اللؤلؤ الدعامة الأساسية لاقتصاد الإمارات لآلاف السنين، حيث يشير تاجر الجواهر غاسبارو بالبي من البندقية، الذي سافر عبر المنطقة، إلىأن الجزر قبالة سواحل أبوظبي كانت مصدرا رئيسيا للؤلؤ في القرن السادس عشر، حيث استمرت هذه الحرفة بالازدهار حتى ثلاثينيات القرنالماضي.
وسيتم عرض “لؤلؤة أبوظبي” المعارة من مجموعة مقتنيات متحف زايد الوطني ضمن معرض “10 آلاف عام من الرفاهية” الذي يقام في متحف اللوفرأبوظبي من 30 أكتوبر الحالي ولغاية 18 فبراير 2020.
ويعد معرض “10 آلاف عام من الرفاهية” المعرض الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يسلط الضوء على تاريخ الرفاهية، حيث يقدم حوالي 350 قطعة استثنائية في مجال الموضة والمجوهرات والفنون البصرية والأثاث والتصميم ليبين كيف نظرت الشعوب إلى مفهوم الرفاهية، من العصور القديمةوحتى يومنا هذا.
وينظم متحف اللوفر أبوظبي المعرض بالتعاون مع متحف الفنون الزخرفية في باريس ومتاحف فرنسية أخرى، منها متحف اللوفر بباريس ومتحف كيهبرانلي– جاك شيراك، متيحا الفرصة للزوار لتأمل مفهوم الرفاهية المتغير.