شريفة الحازمي
سوء الظن من الأمراض التي أبتلي بها كثير من الناس على مر العصور-عافانا الله – منه حتى أدى ذلك إلى إفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتقطيع أواصر المحبة، وتفشي السوء والبغضاء بينهم، ولذلك حث الله عز وجل على اجتناب سوء الظن بالآخرين، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً)، «سورة الحجرات: الآية 12».
وقال الدكتور حلمي عبد الرؤوف أستاذ القراءات بجامعة الأزهر: علمتنا آيات القرآن أنه قد يسيء بعض الناس الظن بالآخرين ويصدقو ظنهم ويجرحو سلامة ايمانهم ،وهم الخاسرون زيادة في الاثم ومرضا في القلب،قال تعالى: (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً)، «سورة الفتح: الآية 12».
وسوء الظن بالبشر يؤدي إلى اهتزاز ركائز الإيمان وأركان التوحيد، وتحدث الرسول الكريم عن هذه الآفة، قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
ولسوء الظن آثار سلبية، منها انه سبب انخفاض معدل التطور الاقتصادي والتعليمي والسلوكي والسير نحو الانحدار الأخلاقي.
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا …
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
«لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا».
إن إحسان الظن وعدم إساءته أمر عظيم، يستلزم من الإنسان أن يتقي الله في الناس وفي عباد الله، ولا يفرح بمصائبهم، ولا يتتبع زلاتهم أو ما يدور حولهم من ابتلاءات أو شائعات أو أقاويل، وما ينطوي عليه ذلك الفعل من مخالفات شرعية وسلوكية، بل ويتنافى مع مبادئ المروءة والقيم الأخلاقية.
*وكيلة الكلية الجامعية بالقنفذة /شطر الطالبات