انتهت مباراة فريقا برشلونة وسلافيا براغ، بنتيجة مفاجئة إلى حدٍ كبير وهي التعادل (0-0)وذلك ضمن مباريات الجولة الرابعة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، والتي أقيمت بينهما على ملعب كامب نو، في مدينة برشلونة.
المبُاراة كانت درسًا قاسيًا لفريق البرسا، ويؤكد أن عالم كرة القدم لا يعترف بالأسماء الكبيرة للفرق وللنجوم، بل بالعطاء والتخطيط والتدريب الجيد فقط، فاليوم واجه أصحاب الأرض فريقا جعله لا يستطيع أن يفرض أسلوبه، بقيادة نجمه وحارس مرماه كولار، ولكن دعونا نُلقي الضوء على أهم الملامح والدروس المستفادة من المباراة..
1- فالفيردي لا يعرف نقاط قوة وضعف منافسه : ما يبرهن على ضعف قدرات فالفيردي التدريبية، هو أنه واجه هذا الفريق قبل أسبوعين، وهو ما يعني بالتبعية أنه علم نقاط قوته وضعفه، ولكن اليوم شعرنا بأن فالفيردي قد فوجيء بمردود النسر النيجيري أولاينكا، وبالرغم من ذلك تركه يعيث في الرواق الأيسر، ويلصق بطاقتين صفراوتين بـ بيكيه وسيميدو، ويسبب خلخلة كبيرة بالدفاعات بسبب سرعاته، ولعب المنافس على الهجمة المرتدة، وكان من المفترض أن يميل محور أيمن البرسا ليعاون سيميدو، وعليه كان الضغط الهجومي من المفترض أن يتركز على الجبهة اليسرى للبرسا، أو التنبيه على سيميدو بعدم الصعود للأمام حتى لا يستغل أولاينكا الأمر في الهجمة العكسية.
2- القاء قميص التيكي تاكا.. وارتداء عباءة اللعب التقليدي : من الواضح هذا الموسم أن البلوغرانا يتحول بشكل فج إلى التخلي كلية عن رونق التيكي تاكا الذي أشتهر به، إلى أسلوب اللعب التقليدي، بدون هوية، وبدون التناغم والانسجام الجماعي الفني، الفريق تمريراته وتحركاته مقروءة للاعبي الفريق المنافس-ما عدا تدخل ميسي- فليس هناك تحركات بدون كرة سريعة لضرب التكتل الدفاعي، وليس هناك تمريرات قصيرة سريعة متبادلة لاقتحام السد الدفاعي، الحقيقة الفريق يتحول رويدًا إلى فريق أوروبي عادي، لو وضعت أقنعة على وجوه لاعبيه، وتبدلت القمصان، لما تعرف حتى أنصار الفريق على هوية من يلعب.
3- ذكاء فالفيردي يجعله يخسر مركزان! : من الذكاء بمكان أن نجد أن فالفيردي ما زال مصممًا على وضع غريزمان في مركز الجناح الأيسر، بالرغم من غياب المهاجم الأورغوايائي سواريز، والأدهى الدفع بالأيقونة ميسي في قلب الهجوم، ليفقد أهم مميزاته وهي القدوم من الخلف بسرعته ومهارته ليمرر للمهاجم ويصنع هدفا، أو يتمكن من التسجيل بنفسه، وهو خيار تكتيكي عبقري من فالفيردي بالطبع!
4- فقدان “مفتاح” التحولات : من الغريب أن تجد سلافيا يهاجم البرسا في كامب نو، بل ويضغط عليه، ويلعب بدفاع متقدم، ولكن الأغرب أن لا يستطيع الفريق الكتالوني أن يستغل التحولات لديه عند فقدان سلافيا الكرة، وعدم استطاعته الضرب بالتحول السريع للفتك بدفاعات سلافيا الغير متمركزة بشكل مثالي لأنها كانت في وضع هجومي، بالرغم من أن الثلاثي الهجومي الكتالوني يتميز بالسرعة والمهارة، فهو أمر يشير إلى عدم تدرب الفريق بشكل جيد على تنفيذ التحول عند قطع الكرة من المنافس.
5- الحسنة الوحيدة لـ فالفيردي : ما يمكن أن يحسب بشكل جيد لمدرب برشلونة اليوم، هو قراراته في عملية التبديلات، فتبديله الأول بدخول سيرجيو روبيرتو كظهير أيمن، منح الفريق ميزة الدفاع الجيد في مواجهة أولاينكا، ونجح في ايقافه تماما بالشوط الثاني، كما أن ألبا كان سيئا بالشوط الأول بشكل واضح، واقحام فاتي على حساب ديمبيلي الذي اتسم لعبه بالتسرع الأقرب للعشوائية، وأهدر فرص هجومية عديدة بافراطه في المراوغة، وبقراراته السيئة سواء بالتمرير أو بعدم تحكمه بالكرة، كما أن خروج بوسكيتش ودخول راكيتش، جيد أيضًا، فالأول بات ركضه متثاقلا ومردوده بلا فائدة، خاصة عندما زاد سلافيا من رغبته في الهجوم والتقدم، فكان راكيتش الاكثر جاهزية هو الخيار الأفضل.