أوضح أستاذ علم الفلك المشارك في المركز الوطني للفلك ، بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور زكي المصطفى ، بأن الملك عبدالعزيز هو المؤسس الحقيقي لعلم الفلك بالمملكة العربية السعودية ؛ وذلك باعتماده التاريخ الهجري والتوقيت القمري في التعامل بين مؤسسات الدولة جاء ذلك في لقاء “الفلك والفضاء الرقمي الثاني”، في مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية “سايتك” التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما تحدث زكي عن رؤية2030 مبيناً أن قصص النجاح تبدأ برؤية ، وأنجح الرؤى تلك التي تبنى على مكان القوة، حيث تمتلك المملكة عدة قوى منها الولاء للوطن وولاة الأمر، والجامعات، والشباب الطموح الذي لم يتوقف في كسب العلوم والمعارف؛ لتحقيق ما نصبوا إليه ، مشيرا إلى أنه منذ أكثر من 20 سنة والمهتمين في المجال ينتظرون الهيئة السعودية للفضاء، ومع الرؤية أتت الهيئة، وقال: نؤمن أن تحقق الهيئة ما نصبوا إليه من تطور تقني ونقله نوعية لعلم الفلك والفضاء، كما أن إحدى الأحلام التي تحققت هي الاهتمام بالمحتوى الفلكي في التعليم العام ، مما سيسهم في إيجاد جيل متشبع بعلم الفلك والفضاء ، وبالتالي تكون لديه الرغبة في دراسة هذا التخصص، الذي سيُدرس في الجامعات التي أتاحت لها الرؤية احتواء هذا المجال ضمن مناهجها، وسيتم جني ثمار هذا الاهتمام بعد حوالي 5 سنوات، وأوضح المصطفى أن الأمير سلطان بن سلمان كان قد اجتمع مؤخرا برؤساء الجامعات السعودية ؛ لوضع تصور منهجي ورؤية للفلك والفضاء في تلك الجامعات، وبإذن الله ستحقق هذه الرؤية التي تنقلنا إلى مصاف الحلم الكبير الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان.
حركة سفينة الفضاء بين الأرض والقمر
من جهته تناول الدكتور محمد غازي ، قسم هندسة الطيران والفضاء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في عرض حركة سفن الفضاء داخل نظام الأرض -القمر ونظام الشمس -الارض- القمر والأساس العلمي لهذين النظامين فيما يعرف بمسألة الثلاثة أجسام ومسألة الأربعة أجسام على التوالي أيضا ، وكبداية للعرض تم مراجعة مسألة الجسمين وحركة القمر الصناعي حول الأرض ، تم توضيح خصائص ديناميكا نظام الارض -القمر – وكيفية سماح هذه الخصائص بانتقال مركبة الفضاء بينهما ، من هذه الخصائص وجود مايعرف بنقاط لاجرانج الاتزانية ، وهى خمس نقاط ثلاثة منها تقع على الخط الواصل بين الأرض والقمر ، هذه النقاط تنعدم عندها محصلة القوى المؤثرة على سفينة الفضاء بحيث تظل عالقة عند هذه النقاط أو تدور حولها فى مدارات ثلاثية الأببعاد تعرف بمدارات – هالو –
وبسبب مواقع هذه المدارات تم استخدامها فى تطبيقات عديدة كدراسة الجانب البعيد من القمر ، وبسسب طبيعة هذه المدارات تتمكن سفينة الفضاء من الاتصال الدائم بالأرض والقمر ، كذلك تم استخدام إحدى هذه المدارات فى دراسة الأشعة الشمسية قبل وصولها إلى الارض.
وأخيراً تم إلقاء الضوء على أن رحلات سفن الفضاء إلى هذه المدارات لم تبدأ إلا منذ عهد قليل مع أن الأساس العلمي لمسألة الثلاثة أجسام معروف منذ أكثر من مائتي عام على يد لاجرانج ، وتفسير هذا أن مدارات هالو تم وضع حلها الرياضى الكامل منذ عهد قريب ، ونستخلص من ذلك أهمية دراسة الرياضيات والفيزياء لما لها من بالغ الأثر فى تقدم الشعوب والبشرية.
و أوضح المشرف العام للوكالة العربية لأخبار الفلك عبدالرزاق البلوشي ، أنه بعد رؤية 2030، والمتغيرات الأخرى التي طرأت على المجتمع السعودي، أصبح هناك ضرورة ملحة بأن تحمل المبادرات والفرق المختصة في مجال العلوم والفلك في الفضاء سياسات واضحة كونها شريك أساسي في نجاح و إشراك الفرد في صناعة و إنشاء مجتمع المعرفة الذي نطمح له.
وأكد على أهمية تطويع العلاقة بين المنظمات المدنية العلمية والمنظمات الحكومية والرسمية في تنفيذ الخطط والبرامج للمشروع الوطني للفضاء، إذ تعتبر علاقة تكاملية، ولا يمكن أن تنجح الفرق التطوعية دون الاعتماد على الدولة لضمان النجاح ، و قدم البلوشي ورقة عمل حول مرتكزات نجاح البرامج والأنشطة المجتمعية لعلوم الفضاء والفلك في المملكة.
وعن أهمية الفرق التطوعية في مجال الفلك والفضاء ذكر البلوشي، أن الفرق هذه تنشأ دائما نتيجة لاحتياجات المجتمع وتكون متلمسة لاحتياجاته، حيث أن المؤسسات الرسمية المعنية بوضع السياسات قد تتضمن بعض البرامج المجتمعية ولكن لا تتحلى بالسهولة والمرونة الموجودة لدى الفرق التطوعية، كما توجد في المملكة حوالي 5 فرق تطوعية معروفة في مجال الفلك والفضاء، تتفاوت في المستويات والشمولية.
وقال: لابد من وجود مختصين ضمن الفرق التطوعية في مجال الفلك والفضاء، خصوصا وأن المجال علمي و دائما ما تكون فيه معلومات مغلوطة ، ومن المهم أن يكون للفريق فرد أكاديمي موثوق كمرجع مشيراً إلى المرتكزات التي على المنظمات والفرق التطوعية الارتكاز عليها، وأولها الهيئة السعودية للفضاء، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الجامعات، والمراكز العلمية.
الجدير بالذكر أن لقاء “الفلك والفضاء الرقمي الثاني”، اختتم مساء أمس الأول (الثلاثاء)، حيث استعرضت أجندة يومه الثاني رؤية لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة بعنوان “الانطلاق نحو الفضاء” قدمها إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، وورقة عمل انتقال المركبة الفضائية بين الأرض والقمر قدمها د : محمد غازي أستاذ مساعد في قسم هندسة الفضاء والطيران في جامعة الملك فهد فهد للبترول والمعادن، فيما استعرض المصور الفلكي تركي العمري” الصور الفلكية بين الحقيقة والخيال”، وقدم الباحث في تاريخ العلوم والحضارة الإسلامية سلطان البوعلي ورقة عمل ” تطور علم الفلك في الحضارة الإسلامية “.