عبدالرحمن الأحمدي
لم تكن الفرحة الكبيرة بالانتصار الأزرق المستحق ليلة البارحة بدوري أبطال آسيا على فريق أوراوا الياباني خاص لمحبي نادي الهلال البطل فقط، بل هي فرحة وطن غال، انتصار في المحصلة النهائية سجل باسم نادي وطني من المملكة العربية السعودية رضي من رضي، وغضب من غضب. فالمستغرب حقيقة ظهور أمنيات غير منطقية قبل المباراة من محبي أندية أخرى، سواء من مسؤولين سابقين، أو إعلاميين، أوكتاب يفترض أن يكونون قدوة في التأكيد على الرغبة في فوز نادي سعودي مهما كانت قوة التنافس في الدوري المحلي، أو على أقل تقدير عدم إبداء مشاعر الرغبة بفوز فريق أجنبى منافس لم يعرفوه من قبل إلا من خلال كره الهلال ليس إلا..! فلو أتت هذه التصريحات الإعلامية الكريهة من بعض الجماهير الرياضية لكان غض النظر مقبول إلى حد ما. فالجماهير في كل مكان بطبيعة الحال ذات مستويات عقلية متفاوتة.
وفي المقابل لم يكن تحقيق الزعيم الآسيوي البطل الهلالي بطولة أبطال الدوري من فراغ فالمستوى الفني للفريق في هذا الموسم الرياضي كان متميز في معظم مبارياته باستثناء التعثر في آخر المباريات والتي عاد فيها الفريق لاحقا إلى توازنه وتمسكه بصدارة الترتيب حتى اللحظة. وهي بلاشك تحسب للإدارة الهلالية الواعدة صاحبة البصمة الواضحة برئاسة الشاب فهد بن نافل على الرغم من تخوف بعض الجماهير الهلالية من قدرة هذه الإدارة على تحقيق تطلعاتها الكبيرة. فالمطامع الجماهيرية الهلالية في البطولات الداخلية والخارجية لاحدود لها. فكان عملها الإداري، والفني بلا أي ضجيج يذكر، وكل خطوة قامت بها هي خطوة محسوبة بكل إتقان. وكأن عنوان عمل هذه الإدارة الحالية المرحلي : “سكوت حنعمل” فيما تركت للآخرين الثرثرة عبر المنصات الإعلامية، ونجحت ببراعة في تصدر الأحاديث الفارغة التي لاتقدم ولا تؤخر، ولا تجلب بطولة إلا في الخيال المريض .
إن من حق الجماهير الهلالية أن تتباهى بكل فخر بهذه الإدارة الشابة؛ لعملها المتميز من وضوح في رؤيتها، ولثفتها المطلقة في قدراتها، ولتمسكها الملحوظ بالهدوء، والتأني من بدء لحظات تسلمها رئاسة النادي حتى في أصعب اللحظات في تاريخ النادي عموما؛ بخوض غمار مباريات دوري أبطال آسيا والتي تشكل الهاجس الكبير لمحبي نادي الهلال أعضاء شرف، وإدارة، ولاعبين، وجماهير محبة منذ سنوات بعيدة مضت فكان الحلم حقيقة بتوفيق المولى عز وجل، ثم بمجهودات هذه الإدارة الطموحة. يقول رئيس النادي فهد بن نافل حول إدارته وعن هذه البطولة الهامة : ” نحن كإدارة أتينا؛ لنعمل، وأولى ثمار هذا الصمت هذه البطولة، والصمت لن يستمر لكن سياستنا مستمرة، ونحن نعمل من أجل إسعاد جمهور الهلال العظيم” ونحن نقول مبروك للهلال ممثل الوطن الغالي ولاعزاء للحاقدين .