ضيف الله الحازمي
ندرك أنْ ليس لنا من الأمر شيء ، وأنّ الأمر كله لله ، ولكن عندما يداهمك النعي صباحا وأنت تقلب صفحات الآمال ، وتدون عليها وعلى أسطرها بعض أحلام الحياة ثم فجأة ينمحي سطر من سطور العمر بأحلامه ، وألوانه ، وذاكرته ، وذكرياته ، عندها تدرك أن ذلك الصباح دخل باستحقاقه الخاص من روحك ، أو من أرواح بعض الأوفياء من حولك ، وتدرك حينها أيضا أن الرحيل هو العنوان المتجدد الذي لايبلى فتذرف دمعك بين الجفون والمقل ، وكلما زاد تذراف هذه الدموع كلما سارعت بطرف”كمك” لتمسحه ، حتى لايجفل حظ هذا الصباح فلايعود راحلون ولاشك.
ويبقى العذر للروح إن جفلت ، أو أصابها بعض رَهَق لم يكن ليتلبسها لولا بعض الصباحات المغموسة في نقيع الألم والدهشة التي تباغتنا بين حين وحين مع انصرام العمر ومع توالي السير نحو نقطة ختام السطر الأخير.
رحمك الله من روح تركت فينا شِيَماً ووفاءً وخيرا وطيبة نفس لم تكن إلا لها ، ولها فقط.
رحمك الله ماهلّت سقيا خير لتعمر الديار..
رحمك الله ماعطرت نواحينا سِيَرُ الأبرار.
اللهم ارفع درجات كل الراحلين الأخيار في جنانك ممن وَسَم ذاكرتنا بأجمل وأجلّ معاني الخير والطيب والوفاء..
اللهم اكتب لنا أجرهم ولاتفتنا بعدهم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون.
ضيف الله الحازمي
مدير تعليم صبيا