فقد ريال مدريد تقدمه وسقط بميدانه أمام مانشستر سيتي بهدفين لهدف ليقترب السيتي من حسم التأهل بعد لقاء بدت فيه التقلبات الفنية كثيرة خاصة في شوطه الثاني.
بالواقع لم يختار غوارديولا وضع أغويرو على الدكة لتفضيله جيسوس فالأخير لم يلعب بمركز رأس الحربة بل كان برناردو سيلفا هو مهاجم الفريق حيث اعتمد بيب على طريقة 4-2-3-1 مع تحولها لـ4-4-2 حين يفقد الفريق الكرة والأهم هو عدم مجازفة المدرب برفع خط دفاعه للأمام بل كان الفريق يقوم بتدوير الكرة بمناطقه وهو ما كان يصعب من بدء الهجمات حيث أضاع الفريق كرات طويلة عديدة نتيجة عدم اعتياده على الوضعية الجديدة.
لعب جيسوس بمركز الجناح الأيسر بصورة بدت مفاجئة لكن عند الدقيقة الـ21 حين حصل السيتي على فرصته الأولى بدت أفكار المدرب أوضح حيث حاول بيب وضع مهاجمه البرازيلي بين الظهير والجناح كي يستفيد من انطلاقاته وسرعته في حين بدا محرز مجمداً بأقصى اليمين فلم نرى خطورة حقيقية من الجزائري طوال الشوط الأول.
لم يتمكن ريال مدريد من خلق تيير على الإيقاع البطيء الذي فرضه الضيف وكانت سياسته الدفاعية ترتبط غالباً بالوقوف والانتظار، ضغط الفريق بمناطق السيتي بمرات عديدة لكن من دون جدوى كبيرة لذا كانت حصيلة فرصه بالشوط الأول محاولة من عرضية تابعها بنزيمة وأوقفها إيديرسون، افتقد ريال مدريد للكثير من القدرة على التحكم بالوسط مع افتقاده لكروس وكأن زيدان لم يتوقع سيناريو أن يقف فريق غوارديولا وينتظر بالخلف دون مبادرة حقيقية.
لم يتمكن إيسكو وفينيسيوس من إقلاق ظهيري السيتي كثيراً فأداؤهما كان ثقيلاً وبطيئاً وهو ما أفقد الفريق القدرة على خلق الفرص عبر الأطراف خاصة مع عدم تقدم السيتي للأمام وتثبيت ووكر ومحرز بأدوار دفاعية معظم فترات الشوط.
قرر غوارديولا تنشيط فريقه أكثر بالشوط الثاني فرفع من خط دفاعه للأمام وقلل من الأدوار الدفاعية لمحرز الذي بات ينتقل نحو العمق أكثر وبالمجمل بات الفريق يحضّر لانطلاقاته بعدد لمسات أقل، تغيير دور محرز جاء بنتائج سريعة مع 3 انطلاقات عن طريق الجزائري بأول 12 دقيقة لكن فعاليته لم تكُن كالمعتاد أبداً.
رفع الإيقاع هذا أظهر ثغرات أكثر بمناطق مانشستر سيتي فجاء الإنذار الأول بانطلاقة، دون طعم لفينيسيوس، لكن بالمرة الثانية استثمر البرازيلي المساحات وارتباك ووكر بالسيطرة على الكرة ليأتي هدف التقدم لأصحاب الأرض أمام مساحات غريبة بمناطق السيتي الخلفية.
بعد التقدم بدأ زيدان باستخدام فالفيردي للضغط على خط دفاع مانشستر سيتي عند إخراج الكرة تحديداً على جانب فيرناندينيو وميندي بظل عدم تقديم اللاعبين لتمريرات دقيقة وفعلاً لعبت سرعة فالفيردي وقوته البدنية دوراً أساسياً بالتقليل من قدرة الخصم على بناء اللعب أما إيسكو فبات يلعب أكثر خلف بنزيمة بالوقت الذي نوّع فيه الريال من ضغطه واعتمد قدر الإمكان على العمل البدني لإيقاف وسط السيتي.
بدا عجز السيتي عن فرض إيقاع سريع واضحاً لكن رغم ذلك لم يجري بيب أي تغيير حتى نهاية الدقيقة الـ73 حين بدل برناردو بسترلينغ محتفظاً بأغويرو على الدكة، بدخول سترلينغ تحول جيسوس لمركز رأس الحربة وأصبح سترلينغ على اليسار وهو تغيير جاءت نتيجته سريعاً حين شاهدنا أول عرضية مفيدة للضيف باللقاء تسفر عن هدف التعديل فالأكيد أن وجود برناردو برأس الحربة لم يكن يتيح للفريق لعب كرات كهذه!
تحويل جيسوس للعمق لم يأتِ بفائدة للعرضيات فقط بل أعطى الجميع حرية التحرك فأصبح دي بروين بعيداً عن ضغط المدافعين ينتقل كيف ما يشاء بالملعب أما سترلينغ فاستغل الثغرة التي كان بيب يطمح لضربها منذ بداية المباراة بين فاران وكارفخال فحصل على ركلة جزاء منحت فريقه التقدم.
بعد قلب النتيجة بدا ريال مدريد تائهاً بالملعب، بديل زيدان بيل كالعادة كان خارج الخدمة وإخراج مودريتش تسبب بزيادة الفراغات بالوسط ليصبح السيتي أكثر قدرة على التحكم باللقاء وأمام كل هذه الأخبار السيئة جاء راموس ليمنع جيسوس من هدف أكيد ويخرج الحمراء معطياً السيتي فرصة اللعب أمام مساحات كبيرة بالدقائق الأخيرة وهو ما أعطى فريق بيب فرصة لقتل المنافسة أكثر لو تم تسجيل المزيد من الأهداف لكن الفريق مال أكثر للمهارة الفردية وهو ما منعه من استغلال أزمة المضيف.