محمد الدباسي
خلال الأيام الماضية انجبت لنا عائلة كورونا ابنها الجديد (كوفيد 19) لينضم لتلك العائلة التي تخصصت بأمراض نزلات البرد و السارز و الالتهاب الرئوي و غير ذلك و لأعضاء تلك العائلة علاجات بالتأكيد تنهي خطورتها و تقضي عليها باستثناء ابنهم الجديد لكن هل حقاً أن ذلك الابن الجديد يستحق كل تلك الضجة و هل حقاً وصل إلى مرحلة أن يكون وباءً عالمياً ؟
لو نظرنا إلى ما تعنيه كلمة وباء لوجدنا أنها تعني انتشاراً مفاجئاً و سريعاً لخطر ما في مساحة جغرافية معينة و هنا سنجد أن فايروس كورونا لم يصل لأن يكون وباءً عالمياً لكنه بالتأكيد هو وباء في مناطق معينة من العالم و هذا الذي جعل العالم يستنفر كل ذلك الاستنفار بسبب الخوف من انتشاره عالمياً خاصة و أنه سريع العدوى و إن كان هنالك من بالغ في استنفاره و تجاوز و هذا ما حدث بالضبط فبدأت الحالات الإيجابية بازدياد على مستوى العالم و أعلنت حالات الطوارئ عالمياً و بالتأكيد سيصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك لو تأخر علماء الأدوية في إيجاد العلاج له لكن السؤال المهم هنا هو لماذا لا نجد ذلك الاستنفار العالمي و أقصد بالعالمي هنا التحركات الرسمية لأمراض كانت أشد فتكاً بالإنسان و تتصدر نسبة الوفيات في العالم ؟
لنعلم بداية أن معنى الحصول على علاج أو اكتشاف علاج لمرض ما هو أن يذهب بعبع ذلك المرض و لذلك نسأل إلحاقاً للسؤال السابق :
أين علاج مرض السرطان و الذي هو بحسب تقارير الكثير من مراكز الأبحاث و الجامعات في العالم يتصدر نسبة الوفيات في العالم و بفارق كبير جداً عن أقرب منافسيه على طريقة محللي كرة القدم و لماذا لم يكن التحرك بالقوة التي نجدها الآن مع كورونا ؟
هل علاجات السرطان مثلاً معقدة حتى احتارت مراكز الأبحاث في إيجاد علاج نهائي يقضي عليه عند بداية تواجده لكل الحالات المصابة بحيث ينتهي بعبع السرطان ؟
بالتأكيد لا و لذلك جاء في الحديث : ( ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء ) .
لماذا شركات الأدوية تحارب الوصفات الشعبية أو الطب البديل ؟
إن القضية ليست مرتبطة بالبحث عن العلاج و إن كان هنالك من يبذل لذلك و يسعى لكنها تلك الشركات و التي تتحكم بسوق الدواء العالمي يوم أن فضلوا تلك المسكنات لبعض الأمراض لا أدوية لعلاجها فهي أكثر ربحاً و استهلاكاً لمريض قاموا بتهدئته عدة مرات لا علاجه مرة واحدة .
إن سوق الدواء العالمي هو سوق استثماري ربحي لكبار شركات الأدوية في العالم و التي تجني التلريونات من الدولارات و أغلب تلك الأموال بيد حوالي 25 شركة من شركات الأدوية العالمية من بين أكثر من 12 ألف شركة موجودة في سوق الأدوية العالمية و بالتالي استمرارية تدفق تلك الأموال لتلك الشركات مرهون بوجود تلك الأمراض لا بالقضاء عليها و لذلك ليس من مصلحتها اختفاء تلك الأمراض .
إن اهتمام العالم بالقضاء على كورونا في مقابل تجاهل الكثير من الأمراض و على رأسها مرض السرطان يعود لخوفهم على أنفسهم من أن تصيبهم فالأمراض المعدية أشد خطراً عليهم من غيرها و بالتالي ما كان خطره قريباً منهم كانوا له محاربين و غير ذلك ما هو إلا مصدر دخل مهم من جيب ذلك الذي المغلوب على أمره الذي يسكن على هذه الأرض و لا يهم كان غنياً قادراً أو فقيراً معدوماً طالما أنه إنسان و يريد العلاج و سيدفع من أجل أن يبقى على هذه الأرض لمجرد أن يعيش فقط لا أن يستمتع مثلهم .
إن ذلك يعتبر جريمة بحق شعوب الأرض من تلك الشركات و المافيات المتحكمة بسوق الدواء العالمي و هنا ينبغي مواجهتها و عقد مؤتمرات عالمية و تفعيل مخرجات تلك المؤتمرات لأجل ذلك فحق الدواء مكفول للإنسان كحقه في الغذاء و ينبغي أن يكون ثمنه في متناول يد ذلك الإنسان أياً كان هذا إن لم يكن مجانياً من قبل دول العالم لأبنائها و لا أعتقد أن يتحقق ذلك طالما أن هنالك مستفيدين من تلك الشركات من أصحاب النفوذ و السلطة في العالم .
محمد الدباسي
كاتب و مؤلف
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
maldubasi@gmail.com