غازي الفقيه
وكنت على مقاعدالدرس طالبا بالصف الثاني بمعهد المعلمين بجدة في العام 1389 هجرية.ومن متطلبات إكمال الدراسة التدرب على التدريس بالملاحظة الصفية لمعلم في صفه أولاً التربية العملية (المنفصلة)ويعقب ذلك حصة تقويم ونقد ثم التطبيق العملي معلماً متدرباً ثانياً تحت مسمى التربية العملية (المتصلة )لاحقاً.!
وقد كُلِّفت في نصف ذلك العام الثاني بأول درس في المواد الاجتماعية لمادة التاريخ للصف الرابع ابتدائي وكان موضوع الدرس (سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه) وكأول درس في حياتي العملية التربوية في إحدى كبريات مدارس جدة.!على عهد مدير التعليم الأستاذ عبدالله بوقس ونائبه الأستاذ إبراهيم العقيلي..!
وكان المشرف على التربية العملية بالمعهد معلم سوري الجنسية اسمه(فيصل الزرّاد) جاد ومتعاون .!
عكفت قبل اسبوع من موعد تنفيذ الدرس على إعداده والتحضيرالكتابي والذهني الجيد له وفي غمرة ذلك تساءلت: ماذا لو سألني أحد تلاميذ الصف أثناء حصة الدرس بكم اشترى سيدنا أبوبكر الصديق سيدنا بلال بن رباح من سيِّده أمية بن خلف المشرك لينقذه من التعذيب ويعتقه بعد ذلك.؟؟ ولأن إجابة هذا السؤال لا يوفرها المنهج المقرربين يدي التلاميذ.! فاجتهدت في الحصول عليها في مكتبة المعهد ولم أوفق واستعنت ببعض معلمي المعهد فلم أوفق أيضاَ ، وأخيراً لجأت للمشرف على الدرس ومن بيده تقويم درسي فقال لي أمهلني وسأخبرك قبل يوم الدرس بوقت كاف فلم يعثر على الإجابة مثلي، فحملت همأً كبيرأً ولكنه وعدني إن تعرضت للسؤال فسوف يتكفل بالرد على السائل ، فشكرته على موقفه وتوثقت علاقتي به منذ ذلك الحين.!!
جاء يوم الدرس وأديته بصورة طيبة نلت بها رضا المشرف وشكره وتقديره ولم يحضر السؤال الذي توقعته وأرقني كثيراً وتنفست الصعداء !!
وظل هذا السؤال يطاردني وأبحث عن إجابته في مظانه، وبعد أن عرفت منهج البحث العلمي في الدراسة الجامعية بحثت في المكتبات إلى أن هُديت للمرجع التالي الذي جمع ماقالت المصادروهو:( الدرة الفردة شرح قصيدة البردة ، للمفتي رضاء الحق ، وتحقيق المفتي أويس بن يعقوب البنجابي الكودهروي، ط1 ، الفصل الخامس ص(93__ 94 ) وهو الآن على الشبكة العنكبوتية وجاء فيه(وخلاصة مافي المصادرمايلي:
1_بخمس أواق ذهباً..2_ببردة وخمس أواق فضة..3_تسع أواق..4_برطل من ذهب..6_بعبدغالي الثمن اسمه قسطاس /نسطاس وكان يملك آلافا من الدنانيروعددا من العبيد والإماء.7_ أدى عن بلال نسطاساً وزوجته وبنته بالإضافة إلى مئتى دينارثم حصل عليه.
روى الذهبي بسنده عن قيس قال:(( اشترى أبوبكربلالاً وهو مدفون في الحجارة بخمس أواق ذهباً فقالوا لو أبيت إلا أوقية لبعناك قال لو أبيتم إلا مئة أوقية لأخذته.))انظر :سير أعلام النبلاء ج 1 ص 1353
مصنف ابن أبي شيبة رقم 437744
تاريخ مدينة دمشق ج10 ص443
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: ((إن أبابكراشترى بلالاً من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشرة أواق))
انظر الشريعة ج 3 ص 417
وتاريخ مدينة دمشق ج10 ص 444
**************
الأوقية= 31 جرام و 1،1 للذهب والفضة