تترقب محافظة جزر فرسان غدا انطلاق مهرجان الحديد السنوي في نسخته ال20، الذي يعد موروثا شعبيا يحتفي من خلاله أهالي الجزيرة بظهور أسراب سمك الحديد “ببغاء البحر” في أحد الممرات المائية الضحلة بجزر فرسان في نفس الموعد من كل عام
ولقد اعتنى أهال فرسان بذلك الموروث الشعبي خلال سنوات طويلة ليشكل تظاهرة اجتماعية، تحتفي بالمهرجان من جهة، وتسعى للتعريف بالعادات والتقاليد والألعاب الشعبية الخرسانية، وكذلك الحرف اليدوية التي اشتهرت في جزر فرسان منذ القدم، فضلا عن التعريف بالإمكانات السياحية المتميزة والمواقع التراثية.
وتمتلك الجزر موروثا ثقافيا فريدا، تباهي وتستقبل به زوار المهرجان سنويا، حيث تبرز “الدانة” في مقدمة فنون فرسان الشعبية وأقدمها، بل وأشهرها تعبيرا عن اشتياق البحارة خلال فترات غيابهم الطويلة في رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ، حيث ارتبطت رحلاتهم تلك، بالمشقة والتعب والمخاطر، فابتكروا فنا للترويح عن أنفسهم، وتشكل لونا شعبيا بديعا، ارتبط بجزر فرسان بصفته موروثا غنائيا، واكتسب شهرته منها، وتوارثته الأجيال عبر السنين.
وحافظ أهال فرسان على أداء فن “الدانة” التي تمتاز بكلماتها الرقيقة جدا، وبشعبيتها وبساطتها التي تدفقت من الشعراء نصوص فنية، وتلقفتها الأصوات الرخيمة الجميلة، فغدت فنا يبوح بجمال فرسان وتنوع تراثها الفني.
ويحرص أهال فرسان خلال المهرجان على تعريف الزوار بالعديد من الحرف اليدوية التي انتشرت قديما ومنها صنع المصايد والشبكات، وكذلك صناعة الخوص والحقائب والسجادات وحياكة الطواقي.
كما يتعرف زوار مهرجان الحديد على العديد من المواقع التراثية بفرسان ومنها “واد مطري” و “قرية القصار” و “بيت الكرمل” في جزيرة “قماح” والعديد من البيوت الأثرية كبيت الرفاعي ومسجد النجدي وغيرها من المواقع.