العنود سعيد
يعيش اليوم العالم بأكمله قلق متزايد من شبح (كورونا) وإعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ لمواجهة انتشار عدوى هذا الفيروس.
التقارير اليومية التي تطلعنا عليه نشرات الأخبار تشير إلى إزدياد في الأعداد و قلق بشأن الضحايا.
ماذا فعلت يا كورونا في هذا العالم؟؟!
لقد تسبب هذا الفيروس بشللًا في عجلة الحياة وخسائر فادحة في الاقتصاد والبورصات العالمية وقلب كورونا العالم رأسا على عقب،وأغلق الحدود، وأدى إلى توقف العمل والسفر والتنقل
وإلغاء فعاليات كبرى وإغلاق مناطق بأكملها
ودعوات للمواطنين بملازمة منازلهم حفاظا على سلامتهم والتقليل من الاختلاط لمنع انتشار الفيروس أو تخفيف سرعة الانتشار حتى التوصل إلى طرق للقضاء عليه.
في الأيام الماضية عمدت العديد من الدول على رفع اعلى درجات التأهب ووضعت عدد من القوانين الاحترازية الغير مسبوقة لمنع وصوله للبلاد، ومحاولة التقليل من الاختلاط البشري ماهو الا نوع من الإجراءات اللوجستية الهامة لمنع المزيد من الضحايا ولعل ظهور هذا الوباء كشف للجميع أهمية الوعي الصحي المسبق والحرص على النظافة الشخصية التي امرنا بها ديننا الحنيف بدء من الوضوء للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة،والمضمضة والاستنشاق لخروج البكتيريا الضارة من الجسم ،وكذلك الالتزام بالآداب العامة للعطاس واستخدم المناديل الورقية للعطاس أو السعال والتخلص منها بأسرع وقت ممكن ،وغسل اليدين بالماء والصابون وتقليم الأظافر فقد تتراكم الفضلات والجراثيم والنجاسات تحتها وهذا يتنافى مع الطهارة التي دعا اليها الإسلام وجعلها شرطا أساسي في العبادة والتقرب لله ؛فالوضوء من شروط صحة الصلاة،والاغتسال والسواك من وسائل الوقاية من الجراثيم والمحافظة عليها من الأساسيات الوقائية لصحة الفرد اليومية
ولعلنا جميعا اليوم نعي الأهمية البالغة من هذه السنن والمحافظة عليها التي أمرنا بها ديننا الحنيف وندرك أهميتها في وقاية الإنسان من الأمراض.
ففي الأكل والشرب وضع ديننا الإسلامي ضوابط له من حيث غسل اليدين قبل البدء والانتهاء من الأكل والتسمية عند الشروع في الأكل وعدم النفخ فيه ،كما أمرنا كذلك بالحفاظ على نظافة الأطعمة والشراب، فقال صلى الله عليه وسلم: (غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناء).
وقد حرص الإسلام كل الحرص على نظافة الإنسان وجسده، وجعل النظافة من شروط صحة الصلاة،وكذلك وضع سياج منيع للعلاقات المحرمة كي تتحقق سلامه المجتمع و أفراده؛ فحرم الزنا واللواط اللذين هما سبب كثير من الأمراض (كالأيدز) محاوله منه لترسيخ المفهوم الإيماني في النزاهة والطهارة الروحية والجسدية.
خلال هذه الفترة شهدت الحياة العامة ركود رهيب وصمت قاتل في شوارع المدن التي كانت قبل أيام تعج بِضوضاء و زحاماً خانق لندرك الحكمة الإلهية من خلق الحياة ومحدوديه العقل البشري في الوصول للخلاص والنجاة ، مهما بلغ الفكر البشري من العلم والتطور في شتى مجالات الحياة فهناك حقائق إلهية لا أحد يستطيع أن يدركها ويعلمها غير الخالق سبحانه وتعالى وأنه ما من داء إلا وقد جعل الله تعالى له دواء، فلنكن اكثر وضوحا مع أنفسنا في الإصلاح والتهذيب و البعد عن ما يحل نقم الله علينا والتوكل على الله وكثره الاستغفار والتحصن بالرقى والأدعية والأذكار الشرعية فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله من (الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ) رواه أبو داود.
كفنا الله وحمانا من شر هذا البلاء وسائر بلاد المسلمين .
بقلم / العنود سعيد