غازي الفقيه
تنتشر الأمراض بين الناس لأسباب عديدة بيئية وبشرية وضررها والشفاء منها يتحققان بأمر الله تعالى ، وبعضها لشدته وفتكه يُؤرخ بسنة حدوثه في بلدان كثيرة.
وسجّلت كتب التاريخ القديم والحديث أمراضاً كثيرة ومما عُرف وانتشر أثره في الأمم المختلفة من هذه الأمراض الطاعون والجدري والحصبة والجُذام وجميعها من سيء الأسقام .! اعاذنا الله والإنسانية جمعاء.
وما طاعون عمواس (قرية في فلسطين) سنة 18هجرية الذي بسببه مات بعض الصحابة رضي الله عنهم إلا مثالاً على ذلك.
وفي العصر الحديث أهلكت (الكوليرا) الكثير من الناس مطلع القرن التاسع عشر في (كلكتا )بشبه القارة الهندية ولم يخلِّد ذكرها الناس ببلد بعينه!
ومثل ذلك حمى الوادي المتصدع الذى ظهر في منطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية عام 1421ومات بسببه بعض الناس رحمهم الله فلم ينسب لبلد ظهوره أول مرة كينيا 1915م وعرف فيروسه عام 1931م.
وكذاك فايرس (إيبولا) الذي اعتمد بهذا الاسم عام 2012 بعدما تم اكتشافه في زائير(الكونغو الديمقراطية سابقاً) من قبل.
ولما تدخلت السياسة والحروب الاقتصادية بين أقوياء العالم اقتصادياً وعسكريا وتوارت الأخلاقيات والمثل الإنسانية برزت الانتهازية في أبشع صورها فهاهي أمريكا القوة الأعظم مادياً نابزة على لسان رئيسها بفايرس ومرض كوفيد 19 جمهورية الصين الشعبية وكأن الصين هي من استنسخته ( إن كان فيروساً طبيعياً أو معملياً ) ونشرته عامدة بين الأمم! وذهبت بسببه ضحايا كثيرة من شرق العالم وغربه و الصين نفسها في مقدمة المتضررين!! وللعلم كأن المرض (سارس ) قد ظهر لأول مرة في الصين كذلك عام 2002 ومنها انتشر فلم ينسب لها ذلك الداء في حينه؟!! واللافت للنظر اتهام الخفافيش بأنها من أسباب تفشي مرضيّ إيبولا وكورونا! فمما يؤخذ على الإعلام غير المُسَيطر عليه حالياً تبنيه مثل تلك الدعاوى غير المبررة منطقياً ولا يخفى ذلك على كل ذي لب.
لذلك فالإنسانية بعد جائحة كورونا في القرن الواحد والعشربن 2020م تحتاج إلى العودة للآخلاقيات التي دعت إليها الديانات السماوية بميثاق أممي جديد لعصر مابعد كورونا وفي التعاون وتنقية الحضارة المادية من الأنانية وحب الذات التي لم ينجم عنها إلا الدمار والخراب وكثرة الأمراض.