جابر المالكي
وطني شروق صبح لا تعتريه الليالي، منذ فجر الخليقة والدنيا تمور، وتتوالى الدهور، يشع هنا وهناك نور، وزاد الظلام والعذاب حل ببعض الأقوام، وساق الله الزمن ، وأجرى ما شاء من السنن، وجعل على ثرى هذه الأرض الطاهرة بيته العتيق، ثم أنزل على وهاد مكة وعرصات المدينة حبله الوثيق، وأخرج من رحم البشرية أطهرهاوأتقاها ليكون محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، والبشير النذير للثقلين، وترفرف أشعة الهدى تلف المعمورة، وتتواصل رحلة الحياة بينتألق وتلاش، وتجل وتول، وتقاذفت الدول بقهرها وعزها الحرمين الشريفين، وضاق الناس وعم الخوف، وجأرت الرحاب المقدسة إلى باريها، واستجاب تعالى، واختار للملك آل سعود، على أس من القرآن والسنة، وتناوشت هذه الدولة منذ أربعة قرون السباع والأفاعي من جار بوار وعثمان خوار، وماجت جزيرة العرب تبحث عن عزيزها حتى انبرى ابن العشرين جلالة المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – يرحمه الله- فعاد وقاد وساد وأذن المؤذن، واستوت سفينة الدولة على كامل أرض الطهر والشجاعة والكرم والإيمان، وفاضت خيرات الأرض وأمطرت السماء أنهار الحضارة على ربا الطهارة، ودارت رحى التطور حتى أتى حزم سلمان بعزم محمد – يحفظهما الله- وكانت رؤية العصر.
وقف الكل مشدوهين بين مصفق ومخفق وغير مصدق، واستمر العمل وبانت المعطيات وزادت التحديات وأطلت (النيوم والقدية) برأس الجوزاء، واستوى (طويق) ضاحكا في وجه الرياح، واجتماح وباء (كورونا) العالم وتهاوت عواصم القرار ، وحدها (الرياض) لوحت راية توحيدها وعلت كلمة إخلاصها، مجلجلة بكلمة مليكها:( الإنسان أولا…)
وامتدت يد عونها شرقا وغربا فأوصت الدنيا بالتعاون مع سعوديتنا لمعرفة تجربتها وطرق تعاملها مع الجوائح، وها هي اليوم تتسق خطوات قيادتها وشعبهانحو تجاوز هذا البلاء معززة الداخل بعون كل موظف شكا أو أوشك على طي القيد، ومداوية جراح الكون لتتألق نجمة في السماء، ولا عزاء للصغار جدا جدا، ولا للنشاز ومدعي الفضيلة، فحمدا لله ، ثم شكرا ولاة الأمر وعلماءنا ورجال جيشنا وأمننا وصحتنا وتعليمنا وكافة قطاعات دولة العز والدين المبين.