اتفق عددٌ من قادة وكٌتاب الرأي على أهمية اعتماد الوسائل التقليدية كمداخل للمعرفة، معتبرين أن المنصات الاجتماعية لا تمثل بديلاً مناسبًا في هذا الصدد، وذلك خلال جلسة حوارية نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة في ديوانية “فوانيس رقمية” التي أدارها مدير المركز الإعلامي بغرفة مكة المكرمة ضيف الله الخزمري بعنوان “غذي عقلك” مع كوكبة من الكتاب الصحفيين، بحثوا مآلات الصحافة الورقية في ظل أزمة كورونا، وحركة التأليف والنشر في السعودية.
وقال الكاتب الأديب ثامر شاكر، مؤسس شركة ميسان للاستشارات الإدارية والرئيس التنفيذي لشركة اوايسيس للتقنية إن الكاتب اليوم أصبح مسوقًا لنفسه، ومتابعًا جيدًا لما حوله، وتابع “أما فيما يتعلق بالصحف فإن الشكل والآلية التقليدية فقد شارفت على الانتهاء، ولابد من استحداث آليات جديدة للوصول إلى القارئ.
وتحدث عن مرحلة الإجازة القسرية التي يعيشها العالم، والتي ينبغي أن نمنح خلالها للأبناء فرصة للاستقاء من القدوة، متناولاً ضرورة تنويع المحتوى المقدم في الكتب مواكبة للعصر، مضيفًا “أنا متفائل جدًا بمستقبل الثقافة في السعودية، خصوصًا أنها اليوم أصبحت رافدًا اقتصاديًا واعدًا يتناسب مع رؤية المملكة 2030.
من جانبه، رأى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة نائب رئيس مجلس إدارة الغرف السعودية هشام كعكي أن رجل الأعمال المثقف هو المكسب الحقيقي، فالمال عندما يلتقي مع الفكر الواعي الطموح ينتج مخرجات ثقافية وأدبية واقتصادية تساهم في تنمية المجتمع كما الاقتصاد.
واعتبر أن المحتوى لا يموت أبدًا، وله الأولوية الكبرى، ويصب صباً في أي مكان وزمان، لكن النسخ الورقية من الصحف قد تكون نهايتها مؤرخة مع أزمة كورونا، معربًا عن توقعاته بأن يكون ما حدث نقطة تحول كبيرة في عالم الصحافة، مستدركًا “لكنني أرى أن كلاسيكية الكتاب باقية، ومع قرار افتتاح دور السينما في السعودية زاد تفاؤلي بوجود حراك درامي وثقافي/ فهناك عدد من الكتاب السعوديين وصل إنتاجهم وكتبهم للعالمية، لكن الدراما السعودية اليوم لم تعكسها كما يجب، ومازلنا في حيز الدراما الخفيفة والكوميديا، وزاد “أتمنى أن يتم استثمار هذا الإبداع في الإنتاج الدرامي والسينمائي لدعم صناعة الدراما والسينما السعودية”.
فيما قطع الكاتب والمؤلف فهد عامر الأحمدي الشك بأن المنصات الاجتماعية ليست البديل للكتاب أو القنوات المعرفية الشاملة، مقدمًا نصحه للشباب بالاهتمام بمعرفة من يتابعونهم على المنصات الاجتماعية حتى لا يقعون في دوائر الإحباط والتشويش، معتبرًا أنها مفاتيح لكنها لا تعوض عن مفاتيح المعرفة الحقيقية، في وقت أصبح أمامه كل المنصات متاحة.
وقال إن السعودية من أكبر الأسواق في القراءة، وزادت حركة التأليف وهذا مؤشرٌ جيد، ولابد من التفريق بين المحتوى ووسيلة نقل المحتوى، فمهما تطورت وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي سيبقى المحتوى صناعة بشرية فالكتابة والتوثيق هي من طبيعة الإنسان عبر الأزمنة.
وأضاف “نحن متأخرون في المجال الدرامي والسينمائي، لذا فإن الطريقة المثلى لتطوير أي مجال هو تحويلها لمهنة، حتى يستطيع الهواة أن يحترفوا و ينهضوا بهذا المجال، وأن يتم استحداث جهات ونقابات لهم لتأطير هذه الأعمال وتحويلها لمهن، وهذا ما يتوافق مع أهداف وزارة الثقافة التي تدعمها خطط رؤية المملكة٢٠٣٠.