دخول اليمن ضمن قائمة دول العالم التي اجتاحها فيروس كورونا، زادت المخاوف من الكارثة التي قد يخلفها الفيروس في بلد يعيش تحت وطأة حرب مدمرة منذ ست سنوات، ونظام صحي متهالك.
تزايدت الأرقام تباعًا منذ الإعلان عن أول حالة في مدينة الشحر بحضرموت في إبريل الماضي، ومع دخول شهر مايو دخلت محافظات يمنية عدة خارطة انتشار الفيروس، غير أن معظمها محافظات تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
تكتم حوثي
في الجانب الآخر كان الوضع مثير للقلق، في المحافظات التي يحكم الحوثيون سيطرتهم عليها، ويومًا بعد آخر تضاعفت الأخبار التي تتحدث عن تكتم الحوثيين على حالات الإصابة في منطاق سيطرتهم لا سيما العاصمة صنعاء ومحافظة إب.
وجد الحوثيون أنفسهم في مأزق، وتحت وطأة ضغوطات دولية ومحلية، أعلنت وزارة الصحة التابعة للمليشيا عن حالة إصابة لشخص صومالي الجنسية، قبل أن تعلن عن حالة إصابة ثانية لشخص قال الحوثيون إنه قدم من عدن.
الإعلان الحوثي عن حالتي إصابة فقط زاد من حجم الشكوك، ما جعل كثيرًا من الأطباء والكتاب والناشطين للحديث عن الموضوع وتأكيد الشكوك التي تتحدث عن أرقام مهولة للمصابين بفيروس كورونا، تمنع المليشيا الحديث عنها.
أمل وكالة رويترز فقد كذبت الإعلان الحوثي حين أكدت وفقاً لمصادرها أن 80 إصابة بكورونا في مستشفى الكويت وزايد بالعاصمة صنعاء وسط تكتم لسلطات الحوثيين، وقالت أن 20 حالة منها توفيت.
بالحديد والنار
لم يكن الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر مسلحين حوثيين يرتدون ملابس الوقاية الخاصة بفيروس كورونا التي يرتديها الأطباء، حيث يقوم الحوثيين بإطلاق النار في أحد الأحياء الخاضعة لسيطرتهم أثناء جلب أحد المشتبه إصابتهم بكورونا.
هذه المشاهد أكدت طبيعة التعامل الأمني القاسي مع المشتبه إصابتهم بفيروس كورونا فتح الباب على مصراعية للتساؤل عن مصير هؤلاء الأشخاص؟
كورونا فيروس أم عار؟
في مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء، استطاع موقع « تعز بوست » الحصول على معلومات من أحد الطواقم الطبية،اشترط عدم الإفصاح عن صفته، المصدر أكد أن عشرات الحالات التي قدمت للمستشفى المخصص كمركز عزلٍ صحي، يتم التعامل معهم كمصدر للعار!
شاهد عيان كذلك تحدث بأسىً قائلاً « لا يمكنك تخيل الوضع، بعض الأهالي تسلموا جثث أقاربهم وأُجبروا على دفنها، دون استطاعتهم حتى من التأكد من هوياتهم»
استمع الموقع أيضًا في هذا السياق إلى تسجيل صوتي قصير لشخص يقول إنه أُجبر من قبل سلطات الحوثيين على دفن جثة قيل له إنه لوالده المُسن، الذي نقل إلى مستشفى الكويت كحالة مشتبه إصابتها بكورونا، يقول الشخص إنه تمكن بصعوبة أن يلمح شيء من تفاصيل الجثه، وإنه تأكد أنها ليست لوالده، أضاف بحسرة «ما قدرت أقول شيء، حسبي الله»
حُقن قاتلة
من محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، التي تدير الوضع فيها بقبضة أمنية حديدية، يقول العديد من الناشطين الذين يقطنون المحافظة إن الحالات التي يشتبه إصابتها بكورونا يقوم الحوثيون بنقلها إلى مستشفيات تتبع الجماعة، قبل أن يخرج هؤلاء الأشخاص جثث هامدة.
تقول مصادر إن الحوثيين يستعملون، حُقن قاتلة من نوع خاص، يتم حقن الحالات المشتبه إصابتها للتخلص منها، لم يستطع فريق تحرير هذا التقرير التأكد من صحة هذه المعلومة، لكنه رصد منشورات كثيرة لناشطين تؤكد ما ورد في السياق
يقول الناشط، محمد المحيميد، متحدثاً عن هذا الموضوع إن صديق له من إب اخبره أن ثلاث حالات، تم حقنهم بإبر قاتلة بعد وصولهم إلى المستشفى.
دفن في الظلام
صورة أخرى من محافظة إب تفيد بعملية دفن لعدد من الجثث فجراً ، في حين أكدت مصادر سكانية في المدينة أن مركز العزل بمستشفى جبلة يستقبل يوميًا عددًا من الحالات المشتبه إصابتها بفيروس كورونا من مختلف مديريات المحافظة، وسط تهديدات عدة بالسجن والعقوبات للأطباء والعاملين في مركز العزل في حال الإفصاح عن أي معلومات.