بعد يومٍ أول مضطرب مليء بالتكهنات، تلاه يومٌ امتلأ غضباً بعد تكشف الحقائق حول العنبر رقم 12 والـ2750 طناً من نيترات الأمونيوم التي خزنها العنبر لسنوات، تستفيق العاصمة اللبنانية بيروت على يومها الثالث عقب الكارثة بعد أن غدا الكثير من سكانها بلا منازل صالحة للسكن، لتبدأ بجمع أشلائها التي وزعها الانفجار في كل بيتٍ بيروتي من دون استثناء.
وفوق حطام “العاصمة المنكوبة”، وفق الوصف الرسمي لها، استقبل لبنان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليكون أول رئيس دولة تحط أقدامه مطار رفيق الحريري الدولي على أنقاض المدينة التي يسودها الدمار والفوضى، إذ يلتقي الرئيس الفرنسي المسؤولين اللبنانيين الرئيسيين قبل أن يعقد مؤتمراً صحافياً مساءً، ويغادر بعدها عائداً إلى باريس.
وقال الإليزيه في بيان يستبق الزيارة، إن ماكرون يهدف من زيارته العاجلة إلى بيروت لاستعادة لبنان والحد من النزاعات والصراعات السياسية الداخلية، والسعي لأن لا تبقى الدولة المدمرة وحيدة في أزمتها.
وعلى صعيد آخر، انتشلت فرق الإنقاذ اللبنانية جثامين القتلى وواصلت التنقيب وسط أنقاض المباني المدمرة يوم الأربعاء بحثاً عن مفقودين، فيما أنحى المحققون باللائمة على الإهمال كسبب وراء الانفجار الضخم الذي وقع في مخزن وأحدث موجة تدميرية هزت أنحاء بيروت، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 137 شخصاً.
وبحسب آخر إحصائية أذاعها وزير الصحة اللبناني حمد حسن، فقد تجاوز أعداد من أصيبوا بالتفجير الـ5000 شخص. في حين شرد الانفجار زهاء 250 ألفاً، باتوا بلا منازل بعد أن حطمت الموجة التفجيرية واجهات المباني وأطاحت بالأثاث في الشوارع وهشمت النوافذ على بعد أميال من موقع الانفجار. وأضاف حسن أن عشرات الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.