شهدت البيانات الدولية (IDC) فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الرؤساء التنفيذيين لإدارة تقنية المعلومات السادس السنوي المنعقد بالمملكة العربية السعودية بفندق ومارينا البيلسان بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية الذي حضره نخبة من قادة ريادة الأعمال والرؤساء التنفيذيين لإدارة تقنية المعلومات يفوق عددها عن 200 فرد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو أكبر اجتماع من نوعه يُقام بالمملكة، ودارت مناقشات اليوم حول الضغوط المتزايدة على رواد تقنية المعلومات بشأن الجهود المضنية المبذولة في وسط مناخ اقتصادي يشهد الكثير من التحديات والاضطرابات.
تلعب تقنية المعلومات دورًا حاسمًا في ظل هذه الأوقات العصيبة عن طريق التشجيع على تحول الأعمال، وتقديم مستويات جديدة من المرونة، وتحفيز الابتكار بمجالي تقنية المعلومات والأعمال. ومع وضع ذلك بعين بالاعتبار، شهد اليوم الأول من مؤتمر الرؤساء التنفيذيين لإدارة تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية لعام 2016 تبادلاً للأفكار والرؤى حول مجموعة من تقنيات الجيل التالي التي يمكن أن تساعد في دفع عجلة تحول الأعمال على نطاق المنظمة في الاتجاه الصحيح، كما قُدِمت بعض المشورات والنصائح المهمة لتحسين استراتيجيات إدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات، وتحسين تجارب العملاء من خلال تعظيم حجم الاستفادة من نماذج الاستهلاك وتقديم خدمات تقنية المعلومات والاتصالات ومنتجاتها سريعة التغير.
صرح المهندس عبد العزيز الهليل، المدير الإقليمي IDC في السعودية والبحرين والكويت والمسؤول عن تطوير أعمال للتطور الوطني لقطاع ICT في الخليج، قائلًا، “إننا نؤمن في شركة IDC بأن الاقتصاد البطيء يوفر فرصة مثالية للشركات، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، لإعادة تقييم إنتاجياتها الحالية ومدى فاعليتها، ثم وضع استراتيجيات الأعمال وفقًا لذلك، وعلى هذا النحو، فإن القضية الأكثر إلحاحًا التي تواجه مديرو إدارة تقنية المعلومات في هذه المرحلة تتمحور حول توعية أعضاء مجلس إدارة بفوائد المواءمة بين تقنية المعلومات وأهداف الشركة في ظل الحفاظ على توازن الضغوط التي تفرضها التكلفة. تمت مناقشة هذه المسألة بصورة موسعة خلال المؤتمر، كما تم التركيز على تمكين التحول الرقمي أثناء هذه الأوقات الانتقالية.”
تناول المؤتمر موضوع تنفيذ التحول الرقمي ضمن ‘المدن الذكية’ لخلق مجتمعات من شأنها تحسين تجارب المواطنين، وتوفير بيئات للشركات تساعد على النمو والابتكار. وأوضحت المناقشات، بصورة خاصة، حول تشييد ‘المدينة الذكية’ على نطاقات ضيق في المنطقة إلى توفير فوائد ملموسة فيما يتعلق بإستهلاك الطاقة، وتحقيق الإستفادة المثلى، وتحسين الخدمات المتطورة للمستأجرين، وذلك غالبًا بسبب الإفتقار إلى التعاون بين أصحاب المصالح.
ومن جانبه، قال جويتي لالشانداني، نائب رئيس مجموعة IDC والعضو المنتدب الإقليمي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا بأن “بناء مدينة ذكية دائمة يتطلب من المجالس البلدية أن تنظر إلى ما أبعد من الاستثمارات التقنية المنعزلة، وأخذ مفهوم الجمع بين الخدمات السحابية والبيانات الهائلة والوسائط الاجتماعية والخدمات المتنقلة وإنترنت الأشياء بعين الإعتبار للتعرف على كيفية إسهامها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد، ومع ذلك، لا يمكن أن تُبنى النظم الذكية بمعزل عن مدخلات الهيئات الحكومية. وبناء على ذلك، يتعين وضع أطر أعمال لأسس التوافق بين أصحاب المصالح في المجتمعات محل النقاش، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة وشركات النقل والمرافق، والمواطنين الذين يأتون على رأس القائمة.
إضافة لما سبق، استضافت شركة IDC أيضًا دورتين مخصصتين للتركيز على أحدث التطورات البارزة في القطاعات الحكومية والتعليمية بالمملكة العربية السعودية، هذا بالإضافة إلى عقد طاولات نقاش حصرية للمديرين الماليين تقدم الاستشارات المتخصصة من الخبراء إلى المسؤولين الماليين بالمملكة بشأن الكشف عن القيمة الحقيقية لحلول تقنية المعلومات والاتصالات الناشئة. وسيشهد الحدث الرئيسي نفسه حضور مجموعة كبيرة من صفوة خبراء الصناعة لكي يستعرضوا روءاهم حول التحديات الرئيسية والفرص والأولويات المحددة لرسم ملامح المشهد الإستثماري لتقنية المعلومات والاتصالات السعودي على مدار العام المقبل.
ستستمر فعاليات مؤتمر الرؤساء التنفيذيين لإدارة تقنية المعلومات لعام 2016 لليوم الثاني غدًا، والذي ستتناول فيه شركة IDC “الكتاب الإسترشادي للتحول الرقمي”، وهو بمثابة خارطة طريق مستقبلية لبناء منصة رقمية، وتعزيز النظام المشترك، ووضع نماذج جديدة تدر أرباحًا، وتحفيز المؤسسات التعليمية، وإنشاء مركز مميز للتحول الرقمي. جدير بالذكر أنه سيتم تقديم مجموعة من نصائح الخبراء عن كيفية قيادة قسم تقنية المعلومات بنجاح ساحق دون الإخلال بالإهتمام بالأعمال المهمة الأخرى، هذا فضلاً عن تقديم رؤى عميقة حول التحديات والفرص السانحة التي نتجت عن التحول المستمر إلى تقنية المعلومات المستندة إلى التقنيات.