مغامرة الدنمارك في اليورو مستمرة.. نجح رفاق كريستيان إريكسن في عبور بوابة ويلز والوصول إلى ربع النهائي بعد الفوز عليهم برباعية نظيفة في دور الـ16 بملعب يوهان كرويف آرينا.
بداية الدنمارك في بطولة يورو 2020 لا تنسى، سقوط مروع لإريكسن وأزمة قلبية كادت تودي بحياته، وتأثرًا بما حدث، خسر المنتخب الاسكندنافي أول مبارياته من فنلندا بهدف نظيف.
من الناحية النظرية فقدت الدنمارك آمالها في البطولة بالخسارة من بلجيكا 2-1 في ثاني المباريات، لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بالفوز على روسيا برباعية في آخر الجولات.
بادرة عظيمة كانت من منتخب ويلز في مباراة اليوم، عندما قدم القائد جاريث بيل قميص المنتخب وعليه اسم إريكسن إلى الدنمارك قبل انطلاق المباراة.
هل هي حقًا بركة إريكسن أو مكافأة القدر للدنمارك بعد ما عانوه من مشهد لا ينسى؟ البداية في هذه النظرية تأتي بالسقوط أمام ويلز في دور الـ16.
بلجيكا التي تصدرت مجموعة الدنمارك سقطت في فخ مواجهة حامل اللقب البرتغال، في نهائي مبكر لكتيبة روبيرتو مارتينيز.
وكأن الخسارة في أول مباراتين كانتا بمثابة خدمة العمر للدنمارك، أو حلّت بركة إريكسن، فالتقت الدنمارك بمنتخب في المتناول وهو ويلز، بدلًا من السقوط في فخ عملاق مبكرًا.
بشكل عام، سنحت القرعة والحظ للدنمارك بمشوار أسهل نسبيًا لبلوغ ربع النهائي، وعندها كل الخيارات مفتوحة حتى وإن كانت المواجهة المنتظرة ستكون على الأرجح مع إيطاليا.
يمثل اليوم 26 يونيو ذكرى تاريخية في الدنمارك، حيث أنه اليوم الذي توِّج فيه المنتخب ببطولة يورو 1992، والتي شارك بها بدعوة بدلًا من منتخب يوغوسلافيا.
مشاركة الدنمارك في تلك النسخة كانت استثنائية وبظروف غريبة، فبعد اندلاع الحرب الأهلية في يوغوسلافيا ووجود أزمات سياسية، اعتذروا عن المشاركة في البطولة.
في ذلك التوقيت كان لاعبو الدنمارك على الشواطئ في إجازاتهم، وتم استدعائهم من الشواطئ لتمثيل المنتخب في اليورو، وحدثت المعجزة بالتتويج باللقب.
ظروف غريبة لا تحدث كثيرًا، أمر تكرر في نسخة 2020 بصورة مختلفة وإن كان نفس المبدأ، فهل تكون هذه دلالة تكرار الإنجاز التاريخي؟
ولا يجب الإغفال في النهاية عن أن منتخب الدنمارك يحتوي على جيل استثنائي بكل المقاييس، لولا الحظ لذهب بعيدًا في مونديال 2018 (خرج من دور الـ16 بركلات الترجيح من كرواتيا).
اكتشاف البطولة كان الشاب دامسجارد الذي بات هدفًا لكل الأندية الكبرى، مع المتألق دولبيرج والمهاجم يوسف بولسن بجانب القائد سيمون كيير والحارس المتألق بيتر شمايكل.
جيل الدنمارك الحالي مميز ويستطيع صناعة المعجزة حقًا حتى لو كانت بدايته في البطولة ليست على ما يرام، واليورو تحديدًا، دائمًا كان مكانًا للمعجزات والمفاجآت، واسألوا الدنمارك واليونان وحتى البرتغال في نسخة 2016.