الكاتب : يحيى الفيفي
كيف تريد أن يشارك الطالب في الإذاعة المدرسية وهو لا يأمن توبيخَ مُعلمه أو مشرف الإذاعة المدرسية إذا أخطأ، أو من تهكم بعض زملائه في الصف بسبب ارتباكه، وقد يكون وقوفه أمام زملائه لأول مرّة في حياته، وقد يكون وقتها يمرُّ بظرفٍ قد كتمه حتى عن أقرب الناس له.
دورك هنا أخي المعلم كبير جداً، أن تقوم بتشجعيه وإخراجه من قوقعة الانطواء والعزلة، وحفرة الخجل، ليكون طالباً جريئاً ومبدعاً.
إذا أردتَ طالباً مبدعاً، وشجاعاً، ومتميّزاً، ومفوهاً، فقم بتحفيزه وتشجيعه، وتجهيزه، وقم بكسر حاجز الخوف في نفسه من الوقوف أمام زملائه.
كيف تريد طالباً يحفظ لك المطلوب من القرآن الكريم، أو من الشعر، أو من النصوص الأدبية، وهو لا يأمن الجانب من معلمه، الذي يتوعده بالخصم من الدرجات، أو بإرساله إلى إدارة المدرسة لتتم معاقبته على تقصيره، أو إرساله إلى المرشد الطلابي ليتم التواصل من أسرته، ليبقى ذلك الطالب في انتظار مفاجأة ليست سارّة له، وهو استدعاؤه للإدارة، أو حضور ولي أمره للنظر في أمره.
نرى في مدارسنا أن الطالب يصل إلى مرحلة من الخوف تعقه عن الحفظ والمذاكرة، وكل تفكيره في درجاته التي ستخصم لو أخفق في دروسه، وإذا لم يجد التشجيع من معلمه، مباشرةً تبدأ عنده عملية انخفاض الاستيعاب والفهم، وهذا الشيء معروف في علم النفس.
كيف لك أن تبني طالباً في مهاراته ومعلوماته وخبراته، وهو لا يأمن من أسرته التي تتوعده بالويل والثبور لو نقصت درجاته، وبعض الأسر تعاقب الابن إذا أخفق أو نقصت درجاته، وقد رأيت ذلك بنفسي وسمعته من بعض الطلاب.
قد يمر الطالب بظرف عائلي أو نفسي، أو همٌ أخذ بتلابيب نفسه، وجمحَ بها جانباً عن الاستقرار المدرسي، وعاش الطالبُ أياماً لا يفهم ولا يستوعب شيئاً مما يُقدَّم له في الصف.
يأتي هنا دور المعلم الناجح، ليأمن الطالب من هذا الهم الذي جثم عليه أيام الاختبارات، وقبل استلام الاشعار المدرسي بالنتيجة، وقد رأيت بعض الطلاب تضيق نفسه لحظه استلام الاشعارات، اضحك معهم حين تسليمك للإشعارات لهم، حاول تغير لهم الجو، وتلطفه بكلمات التشجيع والتحفيز.
إذا أعطي الطالب المجال للإبداع والتميّز، ودُعم ذلك بالأمن النفسي والمدرسي والعائلي، ستجد والله طالباً أعجوبة في ذكائه، وجرأته، ووقوفه أمام زملائه.
لكن مَنْ مِنَ الآباء والمعلمين ينتبه لهذه النقطة، ويعمل عليها، ليجد أثر تعليمه وتعبه ماثلاً له، في طالبٍ كان يظن من أول وهله أنه طالبٌ فاشل، وأنه لن يستفيد من دروسه التي يقدمها له.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
يحيى بن سليمان العُمري الفيفي
قسم المناهج وطرق التدريس
كلية الدراسات العليا التربوية
جامعة الملك عبدالعزيز
التعليقات 1
1 pings
ياسر القارحي
08/11/2022 في 7:38 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله مبدع يابو يزن الله يوفقك ويعينك